رئيس التحرير
عصام كامل

جر شكل لمصر والسودان.. خبير مائي يكشف مغزى بيان إثيوبيا الأخير بشأن سد النهضة

سد النهضة
سد النهضة

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، تفاصيل البيان الأخير الذي أصدرته وزارة الخارجية الإثيوبية أمس الخميس، والذي يتعلق بتراجع الضغوط الأمريكية بشأن  سد النهضة بعد نجاح عملية الملء الثاني.

 

وقال شراقي: إن بيان وزارة الخارجية الإثيوبية الأخير هو محاولة العودة للأضواء وشَغل الشعب الإثيوبى والرأي العام للخارج مرة أخرى، من أجل تهدئة الحرب الأهلية فى الداخل على اعتبار أن هناك خطرًا خارجيًا متمثلًا فى قضية سد النهضة وتصوير أن مصر لا تريد التنمية للشعب الإثيوبى.

جلسة مجلس الأمن

وأوضح شراقي في منشور له عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "يبدو أن إثيوبيا أرادت أن تحرك مصر والسودان للعودة الى التصريحات المتبادلة وكأنها تقول لهما لماذا هذا الصمت التام لمدة تقترب من شهرين؟ ماذا جعل إثيوبيا تتذكر جلسة مجلس الأمن الآن والتى عقدت منذ 53 يومًا ولم تؤدِ إلى شئ، وأعربت مصر عن عدم رضائها، وفى نفس الوقت كانت هناك جهود دولية سواء عن طريق الاتحاد الأوروبى أو الجزائر التى هدأت بسبب الحرائق الداخلية عندها وأزمتها مع المغرب، وسيناريوهات أخرى لم يعلن عنها".

التعنت الإثيوبي

وأضاف، أن إثيوبيا حاولت الدخول فى متاهات أخرى بذكر موضوعات ليست فى صميم المفاوضات مثل الحقوق التاريخية، وطلب الامتناع عن تدويل القضية رغم أنها دولية منذ نشأتها بسبب التعنت الاثيوبى، مشيرا إلى أنه قد تم تشكيل لجنة خبراء دولية في عام 2012، وتشكيل لجنة فنية ثلاثية عام 2014 حتى الآن، وتوقيع إعلان مبادئ سد النهضة فى الخرطوم عام 2015، ومفاوضات برعاية أمريكية والبنك الدولى 2019 - 2020 واستئناف المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الأفريقى 2020 - 2021، بالإضافة إلى مناقشة قضية سد النهضة فى مجلس الأمن مرتين 2020، 2021، متسائلًا "أليس كل ذلك دليل على أن القضية دولية من الأصل؟".

وأشار إلى أن اثيوبيا تطالب كل من مصر والسودان بالتوقيع على اتفاقية عنتيبى واعتمادها فى البرلمان، وكأنها أحد أسباب الخلاف الرئيسية فى سد النهضة، كما تحاول اثيوبيا منذ فترة استدراج دول المنابع للدخول فى القضية حتى تطول أمد المفاوضات وتتسع الدائرة ولا نصل الى شيئ حتى تنتهى من بناء سد النهضة.

 

فشل التخزين الثانى والحرب الأهلية

وأكد على أن إثيوبيا ذكرت مرارًا الاستخدام المنصف وطلبت حصة مائية، وذكرت أنها ليست بمفردها وتطلب استدعاء باقى دول المصب للمطالبة بنصيبهم، مضيفا أن فشل التخزين الثانى، والحرب الأهلية والاتجاه نحو التفكك الاثيوبيى، وزيادة الفيضان بنسبة 30% حتى الآن زاد من ضبط النفس المصرى فى رد الفعل على التخزين الثانى دون اتفاق.

وتابع: إذا أرادت اثيوبيا فعلًا استئناف المفاوضات عليها أن تعلن قبولها المفاوضات فى وجود أطراف دولية كوسطاء أو مراقبين فاعلين للوصول الى اتفاق شامل قبل مارس القادم، أى قبل عمل أى إنشاءات هندسية أخرى تؤدى إلى تخزين ثالث يكون اضطرارى فيما بعد.

ادعت إثيوبيا، أمس الخميس، تراجع الضغوط الأمريكية بشأن سد النهضة بعد نجاح عملية الملء الثاني، وذلك خلال تصريحات صحفية للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي.

وقال دينا مفتي خلال مؤتمر صحفي: "لا يوجد سبب لرفع قضية سد النهضة من قبل تونس لمجلس الأمن الدولي". 

مفاوضات السد

وأشار المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية إلي  أن بلاده "بانتظار دعوة الكونغو الديمقراطية لاستئناف مفاوضات سد النهضة".

وزعم أن "العمل في سد النهضة يسير وفق ما هو موضوع له ويتم تأمينه، ونتوقع المزيد من الضغوطات لكن لن نكترث إليها"، مضيفا: "إننا لن نساوم في سيادة بلادنا مهما كانت الضغوط". 

الجريدة الرسمية