رئيس التحرير
عصام كامل

هل تقف إسرائيل وراء توتر العلاقات المغربية الجزائرية؟

 اسرائيل
اسرائيل

إسرائيل تعتبر كلمة السر دائمًا في المناوشات أو الأزمات التي تحدث في المنطقة والتي كان آخرها قطع العلاقات الجزائرية المغربية بعد أن أعلنت الجزائر قطع العلاقات مع مع ما وصفته الصحف الجزائرية بـ "جار السوء"، في إشارة إلى المغرب، فما علاقة إسرائيل.

في ضوء التوترات الأخيرة لم يغب عن بال الجزائريين في الحديث عن القطيعة أن يذكروا الدور الصهيوني العبثي في تأجيج الأزمة مع جارتها المغرب حيث وصفت الصحف الجزائرية أن المغرب حول بلاده إلى مرتع للصهيونية ووكر لمخططاتها الإجرامية والتجسسية.

ذروة التوتر كانت منذ توقيع المغرب اتفاق التطبيع مع إسرائيل والذي تم بموجبه تم الاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.

البوليساريو

وكجزء من الاتفاق، وافقت الولايات المتحدة على الاعتراف بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها. وهي الخطوة التي ساهمت في تأجيج توتر العلاقات بين واشنطن والجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو، خاصة آن الصحراء الغربية موضوع نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة.

وهذه القضية استغلتها إسرائيل بهدف جعل المغرب الذهاب نحو التطبيع لذا تعتبر الجزائر أن تل أبيب وراء كل هذا التوتر.

من جانبها وصفت إسرائيل، الاتهامات الجزائرية الموجّهة لها في إطار الأزمة الدبلوماسية القائمة بين الجزائر والمغرب بأنها لا أساس لها، وفق ما صرح دبلوماسي إسرائيلي، داعيا الجزائر إلى التركيز على مشاكلها الاقتصادية.

وأعلنت السلطات الجزائرية، مساء الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والتي تشهد منذ زمن توترات كبيرة، متّهمة المملكة بالضلوع في أعمال عدائية ضدها.

زيارة لابيد

ومن ضمن الأسباب التي أوردها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في معرض تبريره قطع العلاقات مع المغرب، تصريحات أطلقها نظيره الإسرائيلي يائير لابيد خلال زيارته الرسمية غير المسبوقة للمغرب.
ففي الدار البيضاء، أعرب لابيد في 12 أغسطس عن هواجس إزاء الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة وتقاربها مع إيران، والحملة التي قادتها ضد قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد الإفريقي.

والثلاثاء، قال لعمامرة إن المملكة المغربية جعلت من ترابها الوطني قاعدة خلفية ورأس حربة لتخطيط وتنظيم ودعم سلسلة من الاعتداءات الخطيرة والممنهجة ضد الجزائر.

وأوضح أن آخر هذه الأعمال العدائية تمثل في الاتهامات الباطلة والتهديدات الضمنية التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته الرسمية للمغرب، بحضور نظيره المغربي، الذي من الواضح أنه كان المحرض الرئيسي لمثل هذه التصريحات غير المبررة. وشدد المصدر على أن اتهامات لعمامرة لا أساس لها.

واعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي، طالبا عدم كشف هويته، أن ما يهم، هو العلاقات الجيدة جدا بين إسرائيل والمغرب والتي تجلت بالزيارة التي أجراها لابيد مؤخرا والتعاون بين البلدين لما فيه مصلحة مواطنيهما والمنطقة بأسرها.

واعتبر المصدر أن إسرائيل والمغرب هما جزء أساسي من محور عملي وإيجابي قائم في المنطقة في مواجهة محور يسير في الاتجاه المعاكس يضم إيران والجزائر.

وقال المصدر: نحن على تواصل دائم مع المغاربة، وعلى الجزائر أن تصب تركيزها على مجموعة المشاكل التي تواجهها وخصوصا المشاكل الاقتصادية الجدية.

تطبيع العلاقات

وكان المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة العبرية برعاية أمريكية العام الماضي بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وجاء ذلك في إطار اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.

الجريدة الرسمية