عادل عبدالحفيظ يكتب: "حياة كريمة" بين عودة الحياة للصعيد وتقاعس صغار المسئولين
لا يمكن أن يشعر بشعور أهل "الجنوب" فى مصر بما أحدثته مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى "حياة كريمة" إلا من عاش هناك وذاق مرارة تدهور، بل وغياب الخدمات، بداية من أبسط حقوقه فى "كوب مياه" نظيف، ومرورا بطريق ممهد وكوبرى يوصل ما قطعه الزمن ومكان للعلاج وساحة لممارسة الرياضة وسكن كريم.
هذا ما حققته وتحققه مبادرة عودة الحياة إلى صعيد مصر "الجواني"،. فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أنك تسكن نجعًا تابعًا لقرية فى مدينة "أبوتشت" بقنا، وتفاجأ بأن هناك من يعمل فى الشارع لتركيب خطوط الصرف الصحي، وهناك من يعمل لبناء مساكن متهالكة وهناك من يعمل لتوصيل خط مياه محترم ونظيف،
إذن نظرت فى لفتة سريعة لما يحدث مثلا فى محافظة الأقصر تحديدا سترى العجب، وبأرقام مضيئة ستجل وتحترم صاحب المبادرة "الرئيس السيسى" طوال العمر الذى أضاء ليل الصعيد المعتم والمظلم.
المبادرة فى الأقصر تشمل تدشين عشرات المشروعات التنموية في 34 قرية بمدينتي "إسنا – أرمنت" تتجاوز تكلفتها 8 مليارات جنيه ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي ستحسن جودة الحياة وستسهم في إحداث نقلة نوعية في تنمية القري والريف.
ففى مدينة إسنا تشمل المبادرة 27 قرية – 171 كفور وعزب ونجوع – 467 ألف نسمة.
وفى مدينة أرمنت التي يبلغ عدد سكانها 189 ألف نسمة ومساحتها 109.6 كيلو متر مربع، يتم العمل لتطوير 7 قرى هناك.
وأما ما يحدث في محافظة قنا فهو أمر غريب وعجيب باستثناء قطاع التربية والتعليم هناك من حيث عدم وجود إنجاز على الأرض بشكل قوي.
تضارب بيانات وتقاعس غير طبيعى وخاصه في مدن الشمال وعلى راسها مدينة "أبوتشت ذات النصف مليون نسمة"، هناك شركة وطنية متخصصة في قطاع المقاولات اتجهت الدولة لإعادتها للحياة مجددا، ونظرا لعدم امتلاكها المعدات والأدوات قررت مثلا أن تمنح مشروع الصرف في 28 قريه و32 تابعًا هناك إلى شركات مقاولات من الباطن اقتسموا العمل فيما بينهم والمحصلة أنه لم تنجز أي منها شىء على الأرض.
ولن نتحدث عن رفض المسؤولين في قنا حتى الاستماع لطلبات الشباب في المبادرة أو حتى مقابلتهم في الأساس، مثلما حدث فى موضوع الوحدة الصحية ومركز شباب قرية "القارة" ومطالبة المسئول هناك بأن يلتقي مقدمو الطلبات مع موظفى خدمة المواطنين، في واقعة توضح كيف تتعامل القيادة السياسية مع المبادرة وكيف يتعامل بعض المسئولين في الصعيد عنها!!
وأما عن دور وزارة التضامن الاجتماعي في المبادرة وطرق اختيار المساكن الأحق بالالتحاق بركاب المبادرة فهو حديث ذو شجون، ولولا تدخل المؤسسة الوطنية القائمة على المشروع وإعادة الأمور إلى نصابها لما شعر الأهالي هناك بمثل هذه السعادة.