رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة عاجلة للرئيس: انقذنا من الغرق قبل فوات الأوان!

سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى: ليسمح لنا مقامك الرفيع وأبوتك لأولادك من الشعب المصرى أن أرسل لسيادتكم أنات ودموع نحو 650 ألف طالب في الثانوية العامة وأسرهم وأقاربهم الذين يزيدون على 15 مليون مصري.. في كل بيت الآن مناحة وبحار دموع.. وسيادتكم الوحيد القادرعلى إيقافها. فالأمر لا يتعلق بمصير هؤلاء فحسب، ولكن بمستقبل مصر لإنقاذه من الخطر من بعض الفاشلين والغشاشين جراء السياسة التي اتبعها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم..

 

الحكاية بدأت بمشروع التطوير والتابلت -ونحن معه- لكن للأسف لم يتم استكمال مقومات نجاح التجربة في المدارس من بنية تكنولوجية حتى الآن.. فدفع 650 ألف طالب الثمن.. وكان المثل البارز سقوط "السيرفر" في  الامتحانات التجريبية للثانوية العامة، وقبلها في الصفين الأول والثانى الثانوى.. وتأتى كورونا لتعطى فرصة ذهبية للمنصات الالكترونية والقنوات التعليمية، لكن لم تكن بالشكل الجيد والمتكامل والتفاعلى الذى يتيح للطالب السؤال والتفاعل في ظل غياب المدرسة بالكامل، وكانت الفرصة للدروس الخصوصية ليدفع أولياء الأمور "دم قلبهم"، لذلك لا يمكن فهم تصريحات السيد الوزير أبدا بالقضاء على مافيا الدروس الخصوصية، لأنها بالعكس إستشرت وتوحشت وبشكل غير مسبوق!

 

 

ثم تأتى الامتحانات يا سيادة الرئيس بشكل تعجيزى، بعيدا عن قياس القدرة على الفهم والتحليل بل إقتربت من الاستحالة، ولا أدل على ذلك من إختلاف المدرسين أنفسهم على الإجابات ووجود أكثر من إجابة صالحة للسؤال الواحد!!.. وجاء عدد الأسئلة غير مناسب بالمرة للوقت وحلها بالكامل يستلزم وقتا أكبر!

 

عيوب البابل شيت

ويأتي شكل الامتحان ب"البابل شيت " مع تعليمات بالتظليل بالقلم الجاف وهذا مخالف لشروط القراءة الصحيحة للكومبيوتر التي تفضل التظليل بقلم رصاص من نوعية خاصةHB2  حتى يسهل القراءة الإلكترونية ويسهل  للطالب تغيير إجابته بالمسح في ورقة البابل شيت وهنا ظهرت العيوب على سبيل المثال لا الحصر: 

اختيار الاجابات الصحيحة بطريقة غير التظليل (النتيجة صفر)  

التظليل بانحراف خارج دائرة التظليل قليلا (النتيجة صفر)

التظليل غير كامل وفيه فراغات أثناء عملية ملئ الدائرة (النتيجة صفر)

لمس سن القلم لأى دائرة بالخطأ بنقطة أو شرطة (النتيجة صفر)

إختيار اجابتين وشطب احداهم وتظليل الأخرى (النتيجة صفر) 

 

لماذا  كل هذه العيوب؟

لان الطالب يتعامل مع كومبيوتر مبرمج على نمط محدد للإجابات بشكل معين وثابت وغير قابل للتفكير والاستنتاج، ولذلك لابد ان ينتج منه أخطاء، والسؤال:  كيف يقوم جهاز ألى بتصحيح إجابة يدوية؟! فإذا كان المطلوب إستخدام التصحيح الالكتروني، كان يجب أن يكون الإمتحان إلكترونيا، لآن الطالب لا يستطيع إختيار إجابتين، ولا يقدر أن يشطب إلكترونيا لذلك يكون التصحيح دقيقا.

 

واذا أردنا بعض الأمثلة للتدليل على الأخطاء، مثلا  حصول طالب على صفر في اللغة العربية، وحصول طالبة على ١٦ درجة في امتحان الكيمياء الذي قامت بتأجيله، وتوجد أمثلة كثيرة أخرى لم يتم معرفتها حتى الآن. واذا كان البابل شيت مفيدا في المواد النظرية فانه لايكون دقيقا في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء، لان الحل في المسائل الرياضية يقدر ويقيم  بالخطوات وليس الرقم النهائي فقط.

 

ولمواجهة ذلك لابد من مقارنه ما تم في كراسة الأسئلة بالحل في البابل شيت،  فقد يعيد الإعتبار لمن إجتهد، وبقدر إجتهاده يحصل على الدرجات  التي يستحقها، وهذه المقارنة بين البابل شيت وكراسة الأسئلة تكشف بوضوح لا شك فيه من غش، ومن حاول ومن إجتهد!.. فمن غش لن نجد في كراسة الأسئلة أى دليل على اجتهاده !

 

النتائج الكارثية

وجاءت النتائج على عكس توقعات من إجتهد وحل ولم يغش أو تتسرب إليه الأسئلة.. المسألة ليست رسوب طالب أو160 ألف طالب، لكن المشكلة يا سيادة الرئيس أن الغالبية العظمى تشعر أن هناك شيئا غامضا وغير مفهوم، وأن نتائج أولادهم حتى في ظل الأسئلة التعجيزية ليست نتائجهم !

 

سرالتظلمات

سيادة الرئيس: لماذا يصر وزير التربية والتعليم على عدم رؤية كراسات الأسئلة  والبابل شيت مع نموذج الأسئلة لمن تقدم بالتظلم من النتيجة بعد كارثة أسئلة الإمتحانات التعجيزية؟ فقد نجح الوزير أن يبعدنا عن أصل القضية وهى الإمتحانات التعجيزية إلى المطالبة برؤية ورق الإجابة ونموذج الإجابة الذى يقول أنه سر من أسرار الوزارة ولا نعرف أى سر يكمن في معرفة الطالب الإجابة الصحيحة التي تم على أساسها التصحيح؟!

 

أقسم لك يا سيادة الرئيس "فى حاجة غلط".. كما يقول الكثيرون فى المجاميع والنتيجة.. وأى تصحيح يدوى عادل خاصة لمن حصل على ٦٠% فيما فوق سيكشف حجم المأساة. 

 

سيادة الرئيس: ندرك أن مشاغلكم كثيرة وهموم الوطن كبيرة، لكننا ندرك أيضا أن أولادك وأهلك من شعب مصر في قلبك، لذلك لن تسمح لإنسان أن يشعر بالظلم، إننا على يقين أن سيادتكم لن تسمح بأن نقدم أولادنا فريسة سهلة للإحباط  بشعورهم بأنهم ظلموا في بلدهم وليتلقفهم أعداء الوطن باعتبارهم تربة سهلة للاغواء !

 

أرجوك يا سيادة الرئيس أن تتدخل لوقف المأساة بإيقاف التنسيق فورا حتى لاتترتب اوضاعا قانونية جديدة مبنية على أشياء كثيرة غير صحيحة.. 

أرجوك يا سيادة الرئيس أن تتدخل لإعادة تصحيح أوراق الثانوية العامة فورا وبمعايير جديدة يتدخل فيها العامل البشرى إلى جانب الكومبيوتر لتكتشف حجم الكارثة.. مع مراعاة الأسئلة التعجيزية التي إمتلأت بها الامتحانات..

الجريدة الرسمية