عمرو الشوبكي: خيارات الإخوان وضعتها في خصومة مع الدولة والمجتمع
قال الكاتب والباحث في العلوم السياسية الدكتور عمرو الشوبكي، إن جماعة الإخوان الإرهابية عرفت ثباتا استراتيجيا تمحور في تمسـكهم بالتنظيـم والجماعـة الدينيـة، ولم يشهدوا تحولات إلا في الشكل والتكيك وحسب السياق السياسي.
دراسة جديدة
وأوضح الشوبكي خلال دراسة حديثة له نشرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات ضمن سلسلة اتجاهات حول الإسلام السياسي بعنوان: "تحولات جماعة الإخوان المسلمين.. نظرة مستقبلية"، أن التحولات لم تمس ثباتهـم التنظيمـي.
ولفت الباحث إلى سيطرة الخطاب الدعوي على توجهات الجماعة خلال الفتـرة مـن عـام 1928 وحتـى حـرب فلسطين عـام 1948 واسـتمر بصـور أقـل وضوحـًا خلال العقـود التاليـة، وحتـى تاريـخ سـقوطهم في 2013.
أخونة الدولة
أضاف: شـكل وصـول الإخوان كجماعـة دينية للسـلطة، انتقالا من مرحلة الاسـتضعاف والحضور السياسي التي عرفوهـا طـوال حكـم الرئيـس مبـارك، إلى مرحلة التمكين، وسعت الجماعة إلى السيطرة على مؤسسات الدولة المصرية، ومحاولة أخونتها.
أضاف: تغير تعاطي الجماعة مع خصومها السياسيين، ومارسـت توجهـًا إقصائيـًا، سـواء في لجنـة إعداد الدسـتورالتـي شـكلها برلمـان 2011 ذو الأغلبية التـي تنتمـي لجماعـة الإخـوان، أو تجـاه التيــارات والقــوى المدنيــة، أو حتــى تجــاه حــزب النــور الســلفي، الــذي انتقــل مــن دعـم الإخوان إلى معارضتهم.
فشل الإخوان
وأوضح الشوبكي أن فشـل الإخـوان في حكـم مصـر، جاء لسـببين رئيسيين، الأول يتعلـق ببنيـة الجماعـة العقائديـة والتـي تقـوم علــى مــا اعتبرته شــمولًا دينيــًا، ربط بشكل بنيــوي بــن الجانــب الدينــي الدعــوي وبيـن الجانــب السياسي والحزبي، بما يعني إن اختياراته لم تكن نتاج رؤية مدنية سياسية، وإنما نتـاج بنيـة عقائديـة دينيـة تحكمـت في كل مقولاته السياسية.
لفت الشوبكي إلى أن السـبب الثـاني، متعلق بخيـارات الجماعة منـذ تراجعها عـن قرار عـدم تقديـم مرشـح في انتخابات الرئاسـة، وفـوز مرشـحها محمـد مـرسي بنسـبة تجـاوزت %51، وقـد اختـارت منـذ حصولهـا على أغلبيـة غير مطلقة في برلمان 2011، الخيارات السياسية الأسوأ على الإطلاق، التي وضعتها في خصومة مع مؤسسات الدولة والمجتمع وأضرت حتى بمصالحها على حد قوله.
يذكر أن الدكتور عمرو الشوبكي، كاتب ومفكر سياسى مصرى ومدير تحرير مجلة أحوال مصرية، انتُخب نائبًا بالبرلمان خلال المرحلة الثانية من انتخابات الثورة عن دائرة الجيزة الثالثة كمستقل.