باحث: طبيعة الإخوان السرية من أخطر أسباب فشلها
قال عماد عبد الحافظ، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن فشل تجربة جماعة الإخوان الإرهابية في الحكم، لا تعود إلى افتقاد الجماعة بعض الأدوات التي تساعد على النجاح، ومنها امتلاك القوة التي تمكن من السيطرة، والقدرة على المناورة، وامتلاك الدهاء الذي يساعد على إجادة اللعب داخل حلبة السياسة، والكوادر القادرة على إدارة الملفات المختلفة في الدولة كما يزعم أنصارها.
عيوب ذاتية
أوضح عبد الحافظ، أن فشل جماعة الإخوان يعود إلى أنها تملك من العيوب الذاتية الموجودة فيها منذ نشأتها وتأسست عليها ما يجعل فرصتها في النجاح ضعيفة، مردفا: طبيعة الجماعة المغلقة السرية من أخطر أسباب فشلها، وتجعلها تبدو كطائفة تعيش منعزلة داخل المجتمع، مرتبطة بارتباطات خارجية ولها مشروع عالمي يتجاوز للدولة الوطنية.
أشار عبد الحافظ إلى أن جماعة الإخوان تقوم بصناعة شخصية أفرادها بصورة بها العديد من العيوب والمثالب والتشوهات الفكرية والنفسية، ما جعل فرصتها في النجاح وقدرته على الاستمرار في السلطة ضعيفة، لأن عيوبها هذه تجعل من الصدام أمر حتمي ومن الصراع مع الآخر هو أساس العلاقة، وبالتالي فالفشل كان هو النتيجة الطبيعية والسقوط هو المصير الأقرب.
مصالح الإخوان
استكمل: بسبب تلك العيوب وكنتيجة لطبيعة جماعة الإخوان وأيديولوجيتها ومشروعها وأهدافها؛ فإنه حتى لو استطاعت امتلاك الأدوات التي تمكنها من السيطرة والاستمرار في الحكم، فإن ذلك لم يكن يمثل حالة نجاح للمجتمع ولكنه كان سيمثل حالة نجاح للجماعة، فأهداف الدولة والمجتمع ومصالحهما لا تتقاطع كثيرا مع أهداف ومصالح الجماعة، وبالتالي في كلتا الحالتين كان المجتمع هو الخاسر من وجود الجماعة في الحكم.
وتتبع الجماعة أسلوب أقرب إلى المجتمعات العشائرية داخل مصر وخارجها، سواء في الانتخابات أو عند مواجهة الأزمات التي كانت ولازالت تستدعي لحلها أو مواجهتها رصيدها الاجتماعي ـ الديني، بعيدًا عن الحلول المدنية المتعارف عليها.
ولا تتوافق عمليات التحول ديمقراطي التي تستند إلى الحزبية السياسية، مع مثل هذه الأفكار، ولهذا كان إصرار الإخوان على لعبة العشيرة، وعدم فتح الطريق لأنصارهم لفهم الحياة السياسية من منظور مدني وحزبي، من أهم أسباب ممارستهم للسياسة من منطق الوصاية على العمل السياسي والدولة والمجتمع، لا المشاركة على أسس واحدة، وانتهى الأمر بإبعادهم من الحكم والسلطة.