اللعب مع الشيطان.. تطبيقات تكنولوجية تحرض على هدم الكعبة وتشويه الأديان ونشر والإرهاب
ليست مجرد ألعاب للتسلية وفضاء وقت ممتع، ولكنها تبدو حربًا ممنهجة على القيم والأخلاقيات والأعراف والأديان، وآخرها لعبة اسمها "فورتنايت" تحرض لاعبيها على هدم الكعبة وتنشر قيم الكراهية والعدوانية والإرهاب.
وفي وقت صارت الهواتف الذكية فيه متاحة للصغار والأطفال، فإن الأزمة تتفاقم وتأخذ أبعادًا خطيرة، تدخلًا واسعًا من كل الأطراف ذات الصلة؛ خاصة في ظل تعدد حالات الانتحار الناجمة عن هذه الألعاب الإلكترونية المتجددة.
وبعيدًا عن نظرية المؤامرة بتنويعاتها المختلفة، فإنه لا يمكن إغفال مخاطر هذه الألعاب الإلكترونية مثل: فورتنايت والحوت الأزرق والشال الأزرق ومريم وبابجي، لا سيما أن النتائج على أرض الواقع ظاهرة للجميع، ولا ينبغي التعامل معها بحُسن نية، أو بغض الطرف عنها.
تطبيقات شيطانية
وخلال السنوات القليلة الماضية، تبين للقاصي والداني أن هذه التطبيقات الشيطانية الممنوعة في البلاد المنتجة لها، تستهدف في المقام الأول، شغل عقول الأطفال والشباب عن مهامهم الأساسية من تحصيل العلم النافع أو العمل، وتحبسهم في عوالم افتراضية بعيدا عن الواقع، وتُنمِّي لديهم سلوكيات العنف، وتحضّهم على الكراهية وإيذاء النفس أو الغير.
وفي ظل غياب الأسرة، وتخلي وسائل الإعلام عن أدوارها التوعوية، وخروج المدرسة والمسجد والكنيسة من الخدمة..فإن التمكين لاستمرار هذه التطبيقات على هواتف الأجيال الجديدة، تحت أي مسمى، سوف يخلق وعيًا مزيفًا، وضمائر فارغة، ونفوسًا أمارة بالسوء، وقلوبًا كارهة للعقائد الدينية، ما يقود إلى مجتمع مفكك نفسيًا ومشوه أخلاقيًا وضائع دينيًا.
"فيتو" تفتح هذا الملف، وتناقشه من جميع جوانبه وأبعاده، وتطلق جرس إنذار، انطلاقًا من مسؤوليتها الاجتماعية، حتى لا نصطدم في قريب الأيام بسيناريوهات أشد سوءًا وأعظم خطرًا.
تحذيرات برلمانية
حذر عدد من أعضاء مجلس النواب، من خطر الألعاب الإلكترونية على المجتمع المصرى، وذلك بعد تجسيد هدم الكعبة فى لعبة «فورتنايت»، مشددين على أهمية التوعية والرقابة الاجتماعية على تلك الألعاب نظرا لصعوبة إيقافها أو منعها من مختلف دول العالم أو منع إنشاء تطبيقات مماثلة لها.
وأكد النائب أسامة عبد العاطى، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وجود خطر من تلك الألعاب على الشباب والأطفال، حيث تسعى لهدم القيم الدينية وزرع قيم بديلة تحض على العنف وترسخ أخلاقيات غريبة علينا، وهو ما حدث فى اللعبة التى تجسد هدم الكعبة حيث لا تبقى على أي قيم دينية أو أخلاقية أو مجتمعية، مؤكدا أن تلك الألعاب وغيرها من الألعاب التى تدعو للانتحار هى خطط ممنهجة ومنظمة لشغل الشباب وتدمير قيمهم ودفعهم للانتحار، وبالتالى تحقيق هدفهم الخبيث وهو تدمير شباب الدول.
وطالب عبد العاطى فى تصريح لـ«فيتو»، الحكومة بدراسة مثل تلك الظواهر الغريبة، واتخاذ إجراءات لمواجهتها من خلال الرقابة، ومنع مثل تلك الألعاب، بالإضافة إلى التوعية المجتمعية، لمواجهة مثل هذه الألعاب والتطبيقات الخطرة على الشباب والتى تهدد أمن وسلامة المجتمع بل والقيم الدينية والإسلامية.
تسيء للأديان
وقال النائب أحمد حتة، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن تلك الألعاب التى تسيء للأديان، تهدف إلى إهدار حياة وعقول الشباب، وأن هناك عصابات منظمة دوليا تقف وراءها لهدم القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية لدى الشباب والمراهقين.
وأضاف «حتة» فى تصريح لـ«فيتو»، أن تلك العصابات ممثلة فى شركات عابرة للجنسيات تحقق أرباحا ومكاسب خيالية.
وحول إمكانية منع تلك الألعاب، قال «حتة» لا يمكن حجب أو مواجهة التكنولوجيا بشكل عام، ولكن يمكن فرض حظر على بعض التطبيقات.
وشدد بأن الأهم من ذلك هو اليقظة والرقابة وتكاتف الجميع فى الأسرة والمدرسة لمواجهة مثل هذه المشكلة.
وتابع عضو مجلس النواب، أنه سبق أن حذر من قبل من بعض الألعاب الإلكترونية التى تختطف عقول الشباب وتأخذهم إلى عالم الخيال الافتراضى وترسخ لسلوكيات غريبة وتحض على العنف والكراهية وإيذاء النفس أو الغير، مثل تطبيق "تحدى التعتيم" أو لعبة "الوشاح الأزرق" التى انتشرت بشكل كبير بين الشباب أيضا، وأثارت جدلا بين المصريين، وفى عدد من دول العالم خلال الفترة الماضية.
فشل الحجب
وقالت النائبة مها عبد الناصر، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن العصر الذى نعيشه الآن لا يمكن أن نتحكم فى حجب أو منع تطبيقات التكنولوجيا، مشيرة إلى أن التوعية المجتمعية والأسرية هى العامل الأساسى فى مواجهة التطبيقات المختلفة مع أعرافنا وتقاليدنا.
وأضافت عبد الناصر فى تصريح لـ«فيتو»، نعيش حاليا عصر السماء المفتوحة فى ظل تطور التكنولوجيا كل يوم، مشيرة إلى أن حال قدرة الحكومة على حجب إحدى الألعاب أو التطبيقات، فلن يكون هذا حل للأزمة، حيث توجد حلول تكنولوجية عديدة للوصول إلى تلك التطبيقات أو الألعاب، فى ظل حجبها من الحكومة، كما أن الشركات المنتجة لتلك الألعاب والتطبيقات، لن تتوقف عن صناعتها، وبالتالى فالتوعية من خطورة تلك الألعاب هو الأمر الهام لمواجهتها.
ومن جانبه حذر النائب إيهاب أنيس، عضو مجلس النواب، من خطورة تلك الألعاب الإلكترونية المسيئة للأديان، ومنها لعبة فورتنايت، وكذلك الألعاب الداعية للموت، وأدت لانتحار بعض الشباب وتكرار حوادث الكراهية والعنف والقتل غيرها، مشيرا إلى أهمية التوعية الأسرية والمجتمعية بخطورتها وخطورة آثارها على المجتمع.
وطالب عضو مجلس النواب، فى تصريح لـ«فيتو»، برصد تلك الألعاب أولا بأول، للتحذير منها والعمل على مواجهتها، بالإضافة إلى دراسة إمكانية حجبها تكنولوجيا، حفاظا على الشباب.
نقلًا عن العدد الورقي…