الحدود الضيقة.. لماذا تخشى الصين من سيطرة طالبان على أفغانستان؟
رغم الخطاب الرسمي المتودد لحركة طالبان، كثفت الصين دفاعاتها على الحدود مع أفغانستان استعدادا لأي تهديد إرهابي محتمل.
ونقل موقع "ساوث تشينا مورنينج بوست" أن بكين تزن أفضل السبل لإغلاق الباب الخلفي للإرهابيين من أفغانستان.
وتعتقد الصين أن الحدود الأفغانية الصينية الضيقة ليست نقطة الدخول الوحيدة المحتملة، إذ تشكل الحدود الأقل تعزيزا بين أفغانستان وجيرانها الآخرين، مثل طاجيكستان، تحديا للتحالفات الأمنية في المنطقة.
مخاوف متزايدة
وهناك مخاوف متزايدة للحكومة الصينية من أن عدم الاستقرار في أفغانستان غير الساحلية، بعد استيلاء الجماعة المسلحة على السلطة، قد يمتد عبر الحدود الأفغانية الضعيفة إلى طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان إلى الشمال، فضلا عن تهديد لاعبين إقليميين آخرين مثل باكستان وإيران وروسيا والهند وتركيا.
ويرى مراقبون أن الصين قد تسعى إلى تعميق التعاون مع طاجيكستان وغيرها من الدول المجاورة في آسيا الوسطى، وقد أجرت بالفعل مناورات لمكافحة الإرهاب مع طاجيكستان.
ودعت بكين مرارا حركة طالبان وغيرها إلى ضمان الاستقرار في البلاد لمنعها من الانزلاق إلى بؤرة للإرهاب خصوصا وأن منطقة شينجيانج الغربية الحساسة جدا في الصين تشترك في حدود ضيقة مع أفغانستان يبلغ طولها 70 كلم.
قوات منتشرة
ونقل الموقع عن لو شيانج، وهو باحث كبير في العلاقات الصينية الأميركية، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن الصين لديها قوات منتشرة على بعد 100 كم من الحدود مع أفغانستان يمكن أن تساعد في منع تسلل الإرهابيين، لكن هناك دائما خطرا لتسللهم عبر جيران أفغانستان.
وحاولت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هوا تشون يينغ، التخفيف من حدة الرسائل الرسمية في مؤتمر صحفي، الخميس، مشيرة إلى تعليقات أجنبية تصف طالبان بأنها "أكثر وضوحا وعقلانية"، مما كانت عليه خلال فترتها الأولى في السلطة قبل 20 عاما.
كما تخشى الصين أن يؤثر مزيد من عدم الاستقرار في أفغانستان على باكستان المجاورة، حيث تمتلك بكين استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في مشروع الحزام والطريق.
واستولت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان الأحد بعد هجوم واسع النطاق شنته في مايو مع بدء انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وتعهد المتشددون بعدم جعل أفغانستان بؤرة للجماعات الإرهابية، وبنوع من الحكم، مختلف عن نظامهم القاسي في التسعينيات حين حظر خروج النساء من المنازل وفرضوا عقوبات تشمل الرجم والإعدام العلني.
وتعهدوا، أيضا، باحترام التقدم المحرز في مجال حقوق المرأة، ولكن فقط وفقا لتفسيراتهم الصارمة للشريعة الإسلامية.
ويشكك الغرب في الوجه الجديد لطالبان، إذ يتساءل خبراء عما إذا كانت هذه محاولة قصيرة الأجل للحصول على اعتراف دولي وتأمين استمرار المساعدات الحيوية.