225 مليون دولار.. قرارات جريئة لدعم البنزين والسولار في لبنان
حقق الاجتماع الذي ترأسه الرئيس اللبناني ميشال عون، اتفاقًا بالأحرف الأولى لدعم المحروقات في لبنان عقب أزمة الوقود الحادة التي تمر بها بيروت.
وأسفر الاجتماع برئاسة عون، اليوم السبت، عن معالجة أزمة المحروقات في البلاد، عقب الموافقة على اقتراح وزارة المالية بالطلب من مصرف لبنان لفتح حساب مؤقت لتغطية دعم عاجل واستثنائي للمحروقات، من بنزين ومازوت وغاز منزلي ومقدمي الخدمات وصيانة معامل الكهرباء.
225 مليون دولار أمريكي
وسيمثل ذلك قيمة الفرق بين سعر صرف الدولار الأميركي بحسب منصة صيرفة، والسعر المعتمد في جدول تركيب الأسعار، المحدد بمبلغ 8 آلاف ليرة لبنانية للدولار الواحد، بدعم يبلغ بحده الأقصى 225 مليون دولار أميركي، لغاية نهاية سبتمبر.
وجاء القرار على أن يتم تسديد هذه الفروقات بموجب اعتماد في موازنة عام 2022، على أن تصدر وزارة الطاقة والمياه جدول تركيب الأسعار فور صدور القرار.
كما أكد الاجتماع على "اتخاذ الإجراءات اللازمة والتنسيق بين القوى الأمنية والقضائية والعسكرية، للوصول لحل دون تخزين أو احتكار المحروقات".
وكانت قررت الولايات المتحدة مساعدة لبنان في الحصول على الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري، حسبما أفاد بيان للرئاسة اللبنانية.
خطة تضم الأردن ومصر وسوريا والبنك الدولي
وأعلنت مؤسسة الرئاسة اللبنانية، أنها أجرت مباحثات مكثفة مع واشنطن لضمان إمدادات الغاز الطبيعي لمساعدة لبنان في توفير الكهرباء بخطة تضم الأردن ومصر والبنك الدولي وسوريا.
وكشف الرئاسة اللبنانية يوم الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة قررت مساعدة لبنان على توفير الكهرباء في الوقت الذي يعاني فيه البلد من نقص الوقود.
وأضافت، أن السفيرة الأمريكية أبلغت الرئيس ميشال عون بالقرار خلال مكالمة هاتفية.
وستوفر الخطة الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن لتوليده إلى كهرباء إضافية يمكن نقلها إلى لبنان عبر سوريا بالإضافة إلى تسهيل نقل الغاز الطبيعي إلى لبنان.
وقال البيان إن المفاوضات مستمرة مع البنك الدولي لتمويل صفقة الغاز.
لبنان تغرق في الظلام
وتعاني بيروت نقصا حادا في الكهرباء، عقب إغلاق المحطتين الرئيسيتين لتوليد الطاقة في لبنان يوم الجمعة الماضي، ما أدى إلى إغراق معظم أنحاء البلاد في الظلام جراء انقطاع التيار الكهربائي شبه التام.
وأدى الإغلاق - الناجم عن نفاد الوقود في المحطتين - إلى تفاقم الأزمة التي شهدت حصول الناس على ساعتين فقط من الكهرباء في اليوم.
وأدى نقص العملة الأجنبية إلى صعوبة دفع أجور موردي الطاقة في الخارج.
كما أضربت الصيدليات بسبب نقص الأدوية الناجم عن عدم دفع أجور المستوردين الأجانب.
وقالت شركة كهرباء لبنان إن أكبر محطتي كهرباء في لبنان، وهما دير عمار والزهراني - اللتان توفران معا حوالي 40٪ من الكهرباء في البلاد - أغلقتا يوم الجمعة الماضي بسبب نقص الوقود.
فيما رفضت السفن المحملة بالغاز تفريغ الوقود قبل تحويل الأموال إلى حسابات أصحابها بالدولار.
مدينة زحلة
وفي مدينة زحلة شرقي لبنان، طلبت مؤسسة كهرباء لبنان من السكان تقليص استهلاكهم إلى الحد الأدنى، حتى أعلنت "انقطع التيار الكهربائي في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية إلى أجل غير مسمى".
كما كشفت تقارير ان مساحات شاسعة من البلاد تواجه الآن تقنين المياه أيضا؛ إذ إن محطات الضخ تعمل بالديزل وتفتقر إلى الإمدادات التي تحتاجها لتعمل.
وعانى لبنان من أزمة اقتصادية حادة على مدى العامين الماضيين، وانهارت عملته - الليرة اللبنانية - إلى مستويات قياسية.
ونفذت بالفعل مخزونات بعض شركات الرعاية الصحية المحلية من الأدوية اللازمة لعلاج السرطان وأمراض القلب.
إضراب مفتوح
وأغلقت الصيدليات أبوابها احتجاجا على نقص الأدوية؛ وأعلنت جمعية أصحاب الصيدليات عن "إضراب عام مفتوح في جميع أنحاء لبنان"، زاعمة أن 80٪ من المحلات في العاصمة بيروت قد أغلقت.
فيما كشفت تقارير ان نصف السكان يعيشون في فقر كما أثار احتجاجات حاشدة تطالب بالتخلص من النخبة السياسية المتهمة بالفساد والإهمال.
وقبل الانقطاع التام قننت الدولة الطاقة المولدة، وسد الناس الثغرات عن طريق توصيل نظام موازٍ من المولدات الخاصة؛ حتى توقفت الشبكة بالكامل، وأصبحت المولدات الخاصة هي المصدر الوحيد للطاقة.
ولكن المولدات الخاصة عجزت أيضا من الضغط؛ فالمولدات تعمل بالديزل الذي يصعب العثور عليه، وأصحاب المولدات أصبحوا ببساطة لا يملكون القدرة على الحلول محل كهرباء الدولة بالكامل، علاوة على ذلك، فقد أصبحت المولدات باهظة الثمن، وبالتالي لا يمكن لكثير من الناس تحمل كلفتها.