تخطيط مسبق.. طريقة إجلاء تركيا لـ 40 مسئولا أفغانيا سرا
كشفت تقارير لوسائل إعلام تركية أن أنقرة قامت بإجلاء حوالي 40 مسئولا حكوميا أفغانيا من الذين تربطها بهم علاقات خاصة، بينهم النائب الثاني للرئيس الأفغاني، ووزير الخارجية ورئيس المديرية الوطنية للأمن، ونقلتهم إلى اسطنبول.
خطط إجلاء
وقالت صحيفة ”حرييت ديلي نيوز“، السبت، إن السفارة التركية في كابول كانت لديها بالفعل خطط إخلاء جاهزة لهذه الشخصيات قبل وقت طويل من استيلاء قوات طالبان على العاصمة، وقد اتصلت بهم وبالمغتربين الأتراك وأبلغتهم بالترتيبات التنفيذية لترحيلهم.
وكجزء من هذه الخطط، تم إرسال طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية إلى العاصمة الأفغانية، ومع دخول طالبان إلى كابول، اتصلت السفارة التركية بالمواطنين الأتراك والمسؤولين الأفغان لإبلاغهم أن عملية الإجلاء جارية، ودخلت حيز التنفيذ.
وفي 16 أغسطس ومع بدء حشود كبيرة بالركض نحو الطائرة التي كانت تنتظر في مدرج مطار حامد كرزاي، وفقا لصور تداولتها وكالات الأنباء، تدخل الجنود الأتراك المتمركزون في المطار وأوقفوا الحشد وساعدوا من يريدون لصعود الطائرة التركية التي أقلت 324 راكبا وتوجهت الى مطار إسطنبول.
ومن بين الركاب الـ324، كانت هناك شخصيات أفغانية في داخل الطائرة التركية، وهم: محمد سروار دانيش النائب الثاني لرئيس الجمهورية، ووزير الخارجية محمد حنيف أتمر، ورئيس المخابرات الوطنية أحمد ضياء سراج، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية عبد المتين بك، بالإضافة للمسؤول البارز عناية الله بابور فرهمند النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، إلى جانب ثلاثة وزراء سابقين، وثلاثة نواب، وآخرين.
شخصيات مستهدفة
وأكدت الصحيفة التركية أن جميع الشخصيات الأفغانية التي وردت أسماؤها كانت مستهدفة من حركة طالبان التي عندما دخلت كابول قامت بمحاصرة منازل أولئك المسؤولين وصادرت سياراتهم وممتلكاتهم.
ونقلت الصحيفة عن النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغاني، عناية الله بابور فرهمند، قوله إن عدد المسؤولين الأفغان السابقين الذين جرى نقلهم إلى تركيا بلغ حوالي 40 شخصا.
وأضاف فرهمند: ”لو لم تقم طالبان بسجننا بالمقام الأول، لقامت بفرض الإقامة الجبرية علينا في المنازل، ولعاملتنا بإساءة.. لقد اضطررنا للخروج لأننا نعرفهم جيدا، ونحن ممتنون لتركيا على تحريرنا“.
فرار الرئيس الأفغاني أشرف غني
وحول الرئيس الأفغاني أشرف غني، أوضح فرهمند أنه فر من البلاد مع اثنين من كبار المسؤولين دون إبلاغ أحد، وقد توجه إلى طاجكستان أولا ثم سلطنة عمان، وهو مسؤول عما حدث بالبلاد“، بحسب قوله.
وفي تعليقه على تساقط المدن والولايات في أفغانستان واحدة تلو الأخرى على يد طالبان، أوضح فرهمند أن الولايات المتحدة استثمرت بالأفراد وليس بمؤسسات البلاد، ومنها الجيش.
وكان كبار الشخصيات الأفغانية يحاولون الوصول إلى مطار كابول، تاركين ممتلكاتهم خلفهم، وكان طريق المطار، وفقا لتقارير، مزدحما للغاية، حيث كان آلاف الأفغان يتوافدون إلى المطار مع بدء دخول طالبان للعاصمة.