عمر كمال والحقيقة المؤلمة!!
لست -بطبيعة الحال- من متابعي عمر كمال ولا رفاقه من مطربي المهرجانات ونراهم عرض لمرض أصاب مجتمعنا قبل أربعين عاما سبقت ٢٠١٤ وفي القلب منه "الذوق العام".. ومع ذلك نختلف مع من هاجموه بسبب ما قاله عبر صفحته الشخصية قبل أيام عن الثانوية العامة وقوله "تجيب ٩٠٪ تجيب ٧٠ تجيب ٤٠ مش مهم.. المهم إزاي تعرف تجيب فلوس"، إذ أن المعنى ذاته يقوله كبار كتاب مصر من نجيب محفوظ في أهل القمة إلى إحسان عبد القدوس في "استقالة عالمة ذرة" إلى يوسف جوهر في "البيه البواب" إلى مصطفى محرم في "السادة المرتشون" وغيرها من عشرات الأفلام التي سجلت تحولات الشارع المصري ومعها انقلبت قيمة..
وانعكس ذلك على شعاراته التي كانت "العمل واجب" و"العمل شرف" و"العمل حياة" إلى "اللي معاه قرش يسوى قرش" إلى آخر مصطلحات السوق عقب الانفتاح الاقتصادي التي لم تقدم رأسماليين بالمعنى الموضوعي إنما قدمت مهربين وسماسرة آراضي وتجار مخدرات وعملة تم تحويلهم وصناعتهم سريعا كرجال أعمال وكانوا الأغلبية حتى أساءوا لكثيرين لم ينحرفوا ولم يعرفوا المال الحرام !
إصلاح المجتمع
هؤلاء فرضوا قيمهم على المجتمع كله ومنها أن "الفلوس هي كل شئ" وفي بعض الأماكن وعند بعض الأسر كان إختيار زوج الإبنة للقادر أكثر على تقديم شقة أفضل وذهب أثقل ومؤخر صداق أكثر.. حتي لو وضع في مقارنة واحدة مع أستاذ جامعي أو صاحب وظيفة مرموقة! بل انتشرت أمثلة عن الشهادات العليا التي لـ"الزينة فقط " وللبروزة على جدران المنزل وعن الدكتوراه التي ترفع المرتب بضع جنيهات!
الاعتراف أول خطوات الإصلاح.. وإصلاح المجتمع يبدأ بعودة قيم العلم والتعليم والعمل.. مع حرب لا هوادة فيها ضد الفساد فلا يكون الغني إلا بالشرف والنزاهة.. وذلك يجري اليوم!
مجتمعنا ضرب في صميمه.. والأهم في ذلك من ثوابته.. ولا حل إلا بعودتها كاملة.. وهذه مسئوليتنا جميعا وليست مسئولية الدولة وحدها !
عمر كمال إبن إنتاج "فني" لا يعرف إلا المال والربح.. وكلامه إفراز منطقي للحالة التي عليها نشأ ومنها عرفناه ولم يقل -بكل آسى وأسف- إلا الحقيقة!