طلاب ثانوية بعد الأربعين.. هناء موسى تحصل على 61% أدبي.. عبير ميخائيل تدرس دون علم أبنائها
“اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”، تلك وصية الرسول، فالعلم لا يعرف عمرا ولا توقيتا، ينور ويغذي العقول، وبفضله تتقدم الأمم، بالفعل أدرك الكثير ذلك، وضربوا بمعتقدات البعض ونظرات العابثين ومقولة "بعد ما شاب ودوه الكتاب" عرض الحائط، ووضعوا حلم حياتهم نصب أعينهم.
هناء موسى
هناء موسى، أكبر طالبة سنا بالثانوية العامة هذا العام، من قاطني محافظة الشرقية عمرها 41 عاما، حصلت على مجموع 61% بالشعبة الأدبية.
وأعربت هناء موسى 41 عاما، عن سعادتها بنجاحها، مؤكدة أنها بالتوفيق من الله نجحت فى تحقيق حلم كان مؤجلًا منذ سنوات، وأنها راضية بالمجموع الذي حصلت عليه، وأن لديها دورًا ثانيًا في مادة اللغة الفرنسية، لأنها لم توفق في الحل بسبب تعرضها لتوتر حيث كان تزامن وقت الامتحان مع ولادة شقيقتها، فضلا عن عدم علمها أن وقت الامتحان ساعتين وليس 3 مثل باقي المواد.
وأضافت هناء موسى، أنها حصلت على دبلوم الصناعة وتزوجت وأنجبت 5 أبناء، وظل التعليم الجامعي والعمل بالتدريس هو حلم حياتها، مشيرة إلى أنها عندما حاولت الالتحاق بالتدريس في حضانة كانت تقابل بالإحباط لعدم وجود مؤهل تربوي، مؤكدة أنها تقوم بالتدريس لأبنائها والمذاكرة لهم بدلا من اللجوء للدروس الخصوصية.
وأشارت إلى أنها قررت أن تلتحق بالثانوية العام بدلا من تعليم المفتوح، قائلة: "رفضت أخذ أي دروس خصوصية في الثانوية العامة، واعتمدت على نفسي وعلى القنوات التعليمية والتي ساعدتني كثيرا في التعرف على نظام البابل شيت".
محمد علي
محمد علي عبد المعطي تاجر مصري يبلغ من العمر 55 عامًا، ولكنه كان أكبر طالب يتقدم لامتحانات الثانوية العامة عام 2020 ونجح بمجموع 63%.
ويقول إنه اكتفى بالحصول على شهادة الدراسة الإعدادية قبل ٤٠ عاما، وانطلق للعمل في التجارة، ثم تزوج وأنجب ٤ أبناء أكبرهم يدرس بالجامعة وأصغرهم في الصف الخامس الابتدائي، وقبل 3 سنوات شجعته ابنته على إكمال دراسته والحصول على الثانوية العامة ومواصلة دراسته الجامعية للحصول على مؤهل عالٍ.
ويتابع أن الطلاب زملاءه كانوا يعتقدون أيضا عند رؤيته أنه أحد مراقبي اللجان، أو ولي أمر زميل أو زميلة لهم، وأصيبوا بالدهشة عندما علموا أنه زميل، مشيرا إلى أن المراقبين فوجئوا كذلك بأنه طالب، حيث كانوا يجلسون بجانبه باعتباره زميلا لهم ويسألونه عن مدرسته التي يعمل بها فأخبرهم أنه طالب جاء لتأدية الامتحانات.
يحلم محمد بالالتحاق بكلية الحقوق جامعة القاهرة ومواصلة دراسته حتى الحصول على الماجستير والدكتوراه.
عبير ميخائيل
إصرار "عبير ميخائيل" 40 عاما على استكمال التعليم والنجاح لم يمت بمجرد شعورها بكبر السن، رغم كل ما مر عليها من ظروف الزواج في سن صغير ورعايتها لأبنائها.
وبدون أن تشعر أحدًا من أبنائها أنها تدرس أو تتعلم، استكملت "عبير" دراستها في الثانوية العامة عام 2017، فلم تفتح الكتب حتى يخرج أبنائها للجامعة، إلى أن نصفها الله وحصلت على مجموع 90% في الثانوية العامة منازل إدارة روض الفرج التعليمية، (محافظة القاهرة).
حلمت عبير باستكمال تعليمها لكن ظروف تربية الأولاد والاطمئنان عليهم حالة دون ذلك، لديها طالب في السنة الثانية بكلية الطب البيطري، وإبنة في خامسة فنون جميلة جامعة حلوان، وابنة أخرى بكلية الفنون التطبيقية.
وبعد دخول أبنائها الجامعة، بدأت التفكير في الدراسة من المنزل، واستكمال تعليمها دون أن يشعر أحدهم بذلك، تؤدي كل واجبات البيت وتوفر لهم احتياجاتهم، ثم تبدأ في مذاكرة دروسها، فلم يعرفوا أنها في الثانوية العام إلا بعد حصولها على الشهادة.
أخصائي برمجيات
"يكفيه شرف المحاولة"، لأكبر طالب يؤدي امتحانات الثانوية العامة عام 2017، حيث قارب من 45 عاما، بعد رسوبه في امتحان "الجغرافيا"، نظرا لتأخره عن موعد بدء اللجنة بنحو 30 دقيقة لإصابته بهبوط حاد، ورفض رئيس لجنة الثانوية العامة بمدرسة المنيرة الإعدادية بنين دخوله.
يعمل أكبر طالب بإحدى الوزارات أخصائى برمجيات وحاصل على دبلوم صناعي، ويسعى إلى الحصول على الثانوية العامة للالتحاق بكلية الحقوق للتسوية بها لزيادة دخله الشهري، وهذا هو سبب إصراره على أداء الامتحان هذا العام، رغم دخوله العام الماضي ولم يوفق في النجاح بجميع المواد.
الجد مع أحفاده
وفي واجهة مشرفة أخرى، لم يحرج جد أن يؤدي امتحانه مع أحفاده، فقد أصر الحاج محمد بدران على التعليم، وأن يصبح مميزا وسط من حوله، ولم يلتفت لعمره الذي وصل إلى 73 عاما، وقرر إكمال مسيرة تعليمه التي أنهاها منذ عام 1956 بحصوله على الشهادة الابتدائية، والتحق بالمرحلة الإعدادية بمدرسة محمد علي زاهر، في مسقط رأسه قرية كفر الصلاحات التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، ليشاء القدر أن يؤدي امتحان الصف الثالث الإعدادي مع أحفاده.
بذل «الحاج بدران» كل ما في وسعه لكي يحقق أحلامه، ولكن الحظ لم يوفقه بالكامل، فقد أظهرت النتيجة أن لديه «دورًا ثانيًا» في مادة اللغة العربية، ونجح في جميع المواد الأخرى، ويمكنه أن يحصل على الشهادة الإعدادية إذا تخطى امتحان الدور الثاني في مادة اللغة العربية، ونجح في جميع المواد الأخرى، ويمكنه أن يحصل على الشهادة الإعدادية إذا تخطى امتحان الدور الثاني.