محمد حسان أمام المحكمة لا يكذب ولكنه يتجمل!
بغض النظر عن التصريحات الصحفية التي أشارت الى أن الدكتور محمد حسان بعد شهادته أمام المحكمة أصيب بحالة نفسية سيئة، وأنه يشعر بحالة من الضيق بسبب الحالة التي ظهر عليها خلال الإدلاء بالشهادة أمام المحكمة، حيث ظهر بشكل غير القادر على مجاراة الأسئلة التي وجهتها له المحكمة، وأنه معتكف في منزله ولا يستقبل أحد خارج إطار الدائرة المقربة، بغض النظر عن ذلك كله فإن محمد حسان بشهادة أهل المعرفة لم يكن يوما ما عالم أو حتى طالب علم، لأنه لم يجلس إلى عالم ثقة يتعلم منه أو يتلقى عنه العلوم الشرعية، كما أنه لم يكن من خريجي الأزهر الشريف ولم يحصل على الدكتوراة من الأزهر الشريف كما فعل الدكتور علي جمعة.
دعاة الفضائيات الذين إنتشروا مع ظهور القنوات السماوية المفتوحة، ومن قبلها ما كان يعرف بدعاة شرائط الكاسيت كانوا غير مؤهلين شرعيا، ولكنهم تسللوا إلى بيوت الناس متصدرين مشهد الدعوة إلى الدين بسبب عدم وجود ضوابط تحكم أو شروط تُفرض، وقد جنوا من وراء ذلك شهرة ومالا، فشهادة الدكتور محمد حسان في المحكمة كانت من أجل إنقاذ نفسه، فمعظم ما أدلى به من شهادة كان يدعو اليه علانية من خلال قناته أو في ندواته التي كان يلقيها في مناسبات متعددة بعد ثورة يناير..
شهادة محمد حسان عن الجهاد التي أنكر أنه دعى إلى الجهاد في سوريا كانت هذه الدعوة موثقة صوت وصورة، وزعم أن أفراد الجماعات فهموها خطأ وأنه لم يقصدهم في دعوته ولكن كانت دعوته للحاكم على حد زعمه، وهكذا نرى تصدي محمد حسان وأمثاله للدعوة لم تكن على أرض صلبة أو أساسيات صحيحة، مثلهم مثل ظهور الجماعات التي أقامت صروحا كبيرة من المؤسسات الخيرية، ولكن أقاموها لأغراض أخرى وإندس إليهم أشخاص يقتلون ويستبيحون دماء الناس..
محمد حسان يتجمل
لذا لا بد أن تكون الدعوة الدينية تحت بصر الجهات المختصة للدولة لأن هذا واجب الدولة وهو التصدي للفكر المتطرف، فالسلفية وهو إسم يطلق نسبة إلى السلف الصالح، وهم الصحابة والتابعون لرسول الله لابد أن يتولى منهجهم أناس على علم ودراية ودراسة من مؤسسة الأزهر الشريف، فكل ما بٌني على خطأ فهو خطأ، وجماعات العنف التي وصفها بأنها ليست على الطريق الصحيح إطلاقا لأنها تستحل الدماء المحرمة للمسلمين والذميين وهذا سوء فهم خطير من قبل هذه الجماعات فهو محق في ذلك.
بل أكد على أن هذه الجماعات كل منها له خط مختلف عن الآخر وقد تختلف وتتفق في بعض الجزئيات وفي معظمها مخالف القرآن والسنة وهذا خروج عن الصواب، وعن داعش قال عنها إنها تنظيم وحشى سيئ السمعة، وأصول التنظيم امتداد لفكر الخوارج الذين كفّروا علي بن أبي طالب واستحلوا دمه وقتلوه ويستحلون دماء من يخالفهم اليوم..
وكلامه عن الدعوة كان صادقا وحكيما عندما قال أُطالب من كل من يتصدى للدعوة العامة أن يكون مؤهلا لذلك فإن كان غير مؤهل ولم يعرف الدليل ولا الفرق بين العام والخاص لا يحق له أن يعتقد أنه عالم.
ذهب محمد حسان أيضا فى شهادته إلى أن أي جماعة تستحل الدماء وتستحل دماء أفراد الجيش والشرطة هي جماعة منحرفة عن سنة رسول الله وكانت سببا في التنازع والخلاف، وقال إن تنظيم القاعدة فكرها تكفيرى وتُكفر الحاكم وتصف جميع الحكومات الإسلامية والعربية بالكفرة والمرتدين إضافة إلى استحلال الدماء.
وأما كلامه عن الإخوان ففيه مواربة وذلك يظهر في ثنايا كلامه عنهم عندما قال أن الإخوان المسلمين تحولت من جماعة دعوية في نشأتها إلى البحث عن الحكم وتولت رئاسة الجمهورية ومجلس الشعب ومع ذلك لم توفق الجماعة في حكم مصر لأنها لم تستطع أن تنقل نفسها من فكر الجماعة إلى فكر الدولة ومن الطيف الواحد إلى أطياف الدولة المتعددة.
والخلاصة أن الدكتور محمد حسان في شهادته أمام المحكمة حاول أن ينقذ ما يمكن انقاذه من أرائه وأفكاره التي أعلنها بعد ثورة يناير وحتى ثورة يونيو فظهر بهذه الصورة المتناقضة بعض الشئ ولكن الحقيقة أنه لم يكن يكذب ولكنه كان يتجمل.