ترامب يهاجم تويتر: يحظر رئيسًا أمريكيًا ويسمح لطالبان بالتغريد
انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موقع تويتر، بسبب سماحه لعناصر طالبان بالنشر على المنصة التي لا تزال تمنعه من استخدامها.
وأدان ترامب في مقابلة مع قناة "نيوز ماكس" المنصة، قائلًا: "أمرٌ مخزٍ عندما تعتقد أن لديك قتلة وسارقين وديكتاتوريين مسموحًا لهم باستخدام المنصة فيما رئيس الولايات المتحدة، الذي كان لديه مئات الملايين من المتابعين، محظور"، وفقًا لما ذكرته "الجريدة" الكويتية اليوم الجمعة.
وأوضح ترامب أنه دائمًا كان يعتبر الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني "محتالًا".
وأضاف: "قلت إنه ليس قائدًا، وأنه سيهرب قبل مغادرة آخر الجنود الأمريكيين، وهذا ما جرى".
من ناحية أخري أعلنت شركات فيس بوك، وتويتر، ولينكد إن هذا الأسبوع أنها اتخذت تدابير لتأمين حسابات الأفغان لحمايتهم من الاستهداف بعد سيطرة طالبان على البلاد.
وقال ناثانيال جلايشر رئيس السياسة الأمنية في فيس بوك على تويتر إن الشركة أوقفت مؤقتا القدرة على مطالعة قوائم حسابات الأصدقاء في أفغانستان أو البحث فيها.
وأضاف أن الشركة دشنت أداة تعمل بنقرة واحدة لتمكين المستخدمين في أفغانستان من تحصين حساباتهم، الأمر الذي لا يسمح إلا لأصدقاءهم على فيس بوك برؤية منشوراتهم أو تبادل صور ملفاتهم الشخصية.
وعبرت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان عن قلقها من استخدام طالبان المنصات الإلكترونية لتعقب تاريخ الأفغان الرقمي، أو روابطهم الاجتماعية.
انتقام طالبان
وقالت منظمة العفو الدولية هذا الأسبوع، إن آلاف الأفغان، وبينهم أكاديميون وصحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، معرضون بشدة لانتقام طالبان، مثل القائدة السابقة لفريق كرة القدم النسائية الأفغاني اللاعبات على حذف حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى محو هوياتهن العامة.
وقالت تويتر إنها على اتصال مع شركاء المجتمع المدني لتقديم الدعم للمجموعات على الأرض، مثل نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين، في أفغانستان وأنها تعمل مع أرشيف الإنترنت لتسريع الطلبات المباشرة لإزالة التغريدات المخزنة.
وأضافت أنه إذا لم يتمكن الأفراد من الوصول لحسابات تحوي معلومات يمكن أن تعرضهم للخطر، مثل الرسائل المباشرة أو المتابعين، فإن الشركة قد توقف مؤقتًا هذه الحسابات حتى استعادة المستخدمين القدرة على الدخول عليها وحذف محتواها.
وقالت تويتر أيضًا إنها تراقب بنشاط الحسابات التابعة للمنظمات الحكومية، وقد تعلقها مؤقتًا في انتظار معلومات إضافية لتأكيد الهوية.
وذكر متحدث باسم لينكد أن موقع التواصل المهني أخفى مؤقتًا علاقات مستخدميه في أفغانستان حتى لا يتسنى لمستخدمين آخرين رؤيتها.
القائمة السوداء
في سياق اخر أفاد تقرير لمنظمة نرويجية غير حكومية بأن حركة "طالبان" الأفغانية بدأت بملاحقة الأشخاص المدرجة أسماؤهم على "قائمتها السوداء"، ومن بينهم شخصيات بارزة في الإدارة السابقة.
وأشار التقرير الذي أعده مركز RHIPTO النرويجي للتحليلات العالمية، إلى أن "طالبان" تلاحق الأشخاص على صلة بالإدارة السابقة.
طالبان
وجاء في التقرير أن "طالبان تكثف ملاحقة جميع الأشخاص المتعاونين مع النظام السابق، وفي حال عدم نجاحها بذلك، هي تستهدف وتعتقل أفراد عائلاتهم وتعاقبهم وفق رؤيتها لأعراف الشريعة".
وأضاف التقرير أن الأكثر عرضة للخطر هم "الأشخاص الذين يتولون المناصب البارزة في الجيش والشرطة وهيئات التحقيق".
وذكر المركز أنه قدم تقريره عن أفغانستان للوكالات والمسؤولين العاملين مع الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة
يشار إلى أن مركز RHIPTO هو منظمة غير حكومية تتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية و"الإنتربول"، وهو مختص بجمع وتحليل معلومات عن "المخاطر التي تهدد السلام والتنمية المستدامة في العالم".
وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن حركة "طالبان" لم ترد فورا على طلب التعليق على المعلومات الواردة في التقرير.
وكانت حركة "طالبان" قد أعلنت عقب استيلائها على الحكم في أفغانستان أنها تسعى للسلام، لكنها لا تعتزم الالتزام بمعايير الديمقراطية وأن قوانين أفغانستان ستكون مبنية على "الشريعة الإسلامية".
ولم ترد حتى الآن حوادث بعينها تدلل على حقيقة قيام الحركة بهكذا تصرفات حتى الآن.
وكانت عناصر طالبان أعدمت مسؤولا في الشرطة المحلية بولاية بادجيس غربي أفغانستان، فيما يبدو بداية لحملة الانتقامات التي ستنفذها الحركة ضد غير الموالين لها.
ونشرت قناة العربية على موقعها عبر تويتر مقطع فيديو يرصد لحظة الإعدام للشرطي الأفغاني رميًا بالرصاص.
وبعد أن سيطرت حركة طالبان المتشددة على مقاليد الحكم في أفغانستان بدأت في رسم خارطة تنفيذ مشروعها لتحويل البلاد إلى ما يسمى بإمارة أفغانستان الإسلامية.
فيما أعلنت وكالة أسوشيتد برس، نقلًا عن مسؤول في طالبان إن الحركة ستعلن قريبًا إمارة أفغانستان الإسلامية من القصر الرئاسي في كابول.
وفي أول مظهر من مظاهر الإمارة الأفغانية الإسلامية المزعومة، جرد أحد أفراد حركة طالبان شابًّا من العلم الذي وضعه على دراجته النارية احتفالا بيوم الاستقلال.
الشرارة الأولى
تعهد هبة الله آخوند زاده، بإقامة إمارة إسلامية بحسب وصفه على الأراضي الأفغانية عقب توليه زعامة حركة طالبان الأفغانية في 26 مايو 2016 بعد أن تم تعيينه في هذا المنصب من قبل مجلس الشورى الحركة خلفًا لزعيم الحركة السابق أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في 22 مايو 2016.
ويقال إن آخوند زاده قاتل ضد القوات السوفيتية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان وعمل رئيسًا لمحكمة عسكرية في كابل تحت حكم مؤسس طالبان وزعيمها الروحي الراحل الملا عمر.
وتحت قيادة آخوند زاده وقعت طالبان اتفاق سلام تاريخي مع الولايات المتحدة في قطر في 29 فبراير 2020 ووصف آخوند زاده الاتفاق بأنه "انتصار كبير" للجماعة.
ومنذ 1 مايو 2021 صعدت طالبان عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومية وسيطرت على مساحات شاسعة من أفغانستان، وفي 15 أغسطس 2021 فرضت الحركة سيطرة كاملة على العاصمة كابول بعد نحو 20 عامًا من القتال ضد القوات الأمريكية.