رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة بريطانية تكشف أسباب هزيمة الجيش الأفغاني على يد طالبان

دراسة بريطانية تكشف
دراسة بريطانية تكشف أسباب هزيمة الجيش الأفغاني على يد طالبان

اعتبر تقرير لمركز أبحاث دفاعية وعسكرية بريطاني، اليوم الأربعاء، تبريرات الرئيس الأمريكي جو بايدن، لهزيمة الجيش الأفغاني، أمام حركة طالبان، ”تحريفا للحقيقة“.

وكان بايدن برر هزيمة الجيش الأفغاني أمام طالبان، بعدم وجود ”عزيمة للقتال“ لديه.

ورد ”المعهد الملكي للخدمات المتحدة“، على تبرير بايدن بالقول إن ”المفاوضات الأمريكية مع طالبان أسهمت إلى حد كبير، في تبخر ذلك الجيش الأفغاني“.

انهيار الجيش الأفغاني

وأشار المعهد، الذي يعتبر الأول في الأبحاث الدفاعية بالعالم، إلى أنه بحلول أوائل يونيو الماضي، كان من الواضح بالفعل أن الجيش الأفغاني، قد انتشر ”بشكل غير كفؤ في الأماكن الخطأ“.

وقال إن ”هناك عدة أسباب لانهيار الجيش الأفغاني، لكن المفاوضات الأمريكية المزدوجة مع طالبان كانت الأكثر فاعلية، واستغل المتمردون حالة عدم اليقين ببراعة“.

واعتبر التقرير، أن ”ادعاء الرئيس بايدن، بأن الجيش الأفغاني ليس لديه العزيمة للقتال من أجل بلاده قد يبدو صحيحًا بعد تفككه، لكنه في الواقع تحريف للحقيقة، بقدر الادعاءات الأمريكية والبريطانية في الأيام الأخيرة، بأن الانهيار جاء كمفاجأة كاملة“.

برنامج سري

ولفت التقرير إلى أن ”طالبان شرعت في برنامج سري لتقويض معنويات الجيش الأفغاني“، معتبرًا أن ”قوات الأمن الأفغانية، بدأت في الاستسلام لطالبان بعد رسائل تلقتها من شيوخ القبائل“.

وتقول هذه الرسائل، التي يستند عليها المعهد: ”الكفار يغادرون أفغانستان لقد هزموا قادتكم الفاسدين، يمكنكم الاستسلام الآن وسنحميكم أو يمكنك القتال وسنقتلكم“.

وأوضح تقرير المعهد: ”يبدو أن طالبان قد أوفت بوعدها، بعدم معاقبة الجنود الأفغان الذين يستسلمون“.

وعلاوة على ذلك، تلقى عدد من القادة والمسؤولين والضباط الأفغان، عروضًا للانتقال إلى الولايات المتحدة وألمانيا وأماكن أخرى، بحسب المعهد الذي توقع تسارع وتيرة النزوح التدريجي، مع استمرار تدهور الوضع الأمني.

ظاهرة قديمة

واعتبر التقرير، أن تفكك الجيش الأفغاني، ظاهرة حدثت لجيوش كبرى من قبل، مثل انهيار الجيش البريطاني، بعد غزو اليابانيين لـ“مالايا البريطانية“، ما أدى إلى استسلام مهين لسنغافورة في فبراير، من عام 1942.

ونبَّه إلى أن المفارقة هي شهرة الأفغان ببراعتهم القتالية، ”إلا أن القوة الحقيقية لأفغانستان هي السكان المسلحين وليس القوات النظامية“، معتبرا أن ”الخبرة التقليدية لأفغانستان كانت دائمًا حربًا غير متكافئة“.

وأضاف أن ”السوفييت حاولوا إنشاء جيش من 220 ألف جندي، فيما حاول حلف الناتو صناعة جيش تعداده أكثر من 195 ألفًا، فيما أدّت هذه الأعداد، إلى تقليص جودة الجندية“.

سمعة مروعة

ورأى ”المعهد الملكي للخدمات المتحدة“، أنه كان ”من الأفضل“، إنشاء جيش أصغر بكثير وأكثر استدامة، إلى جانب استثمار أكبر قدر من التدريب في الشرطة الوطنية الأفغانية.

ولفت إلى أن الحزب الوطني الشعبي في أفغانستان، يتمتع بسمعة ”مروعة“ بالفساد وسوء المعاملة ولا يثق به عامة الناس.

وتابع في تقريره، أن ”هذا يقودنا إلى مسألة الروح المعنوية في الجيش الأفغاني، الذي تكبد خسائر فادحة وقاتل بشجاعة كبيرة منذ انسحاب الناتو من دوره القتالي في نهاية عام 2014، على الرغم من انخفاض الدعم الجوي القريب وإجلاء المصابين“.

وأضاف: ”كان إعلان الرئيس بايدن عن انسحاب كامل بحلول 11 من سبتمبر الماضي، قد أنهى كل هذا الدعم، لكنه أثار أيضًا تساؤلات حول مرونة سلسلة التوريد للوحدات الموجودة في المواقع النائية“.

الجريدة الرسمية