رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس "التنبؤات الجوية": الحرارة الحقيقية تزيد عن المعلنة بـ 4 درجات.. ووصولها للخمسين إشاعة | حوار

الزميلة أماني فلفل
الزميلة أماني فلفل خلال الحوار مع الدكتور محمود شاهين

صيف 2021 هو الأكثر سخونة خلال آخر خمس سنوات و2020 كان الأقل فى درجات الحرارة


البحران الأحمر والمتوسط درع حماية لمصر من الظواهر الجوية المتطرفة و"هبة" من الله 


مشتقات الطاقة وراء انقلاب الطقس وغرق الأرض فى 2050 اجتهادات علماء 
الشعور بالتحسن يبدأ تدريجيا من النصف الثانى من سبتمبر والتحسن الفعلى سيشعر به المواطنون أول أكتوبر 


الأمطار على جنوب مصر أول أغسطس "نعمة" لأنها تعمل على ارتفاع منسوب مياه نهر النيل


لا يمكننا الحديث عن آثار التغيرات المناخية بعد 20 عاما

فى ظل إعلان أن 2021 هو العام الأشد حرارة فى مصر مقارنة بالخمسة أعوام الماضية، أكد الدكتور محمود شاهين رئيس غرفة التنبؤات والتحاليل الجوية بهيئة الأرصاد الجوية، أن التغيرات المناخية وراء الارتفاع الشديد الذى شهدته البلاد فى درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، حيث تتخطى درجات الحرارة الأربعينات.
وأضاف شاهين فى حوار لـ"فيتو"، أن البحرين الأحمر والمتوسط درع حماية لمصر من الظواهر الجوية المتطرفة و"هبة" من الله، مشيرا الى أن الشعور بانخفاض درجة الحرارة خلال الايام الحالية والمقبلة سببه كتل هوائية من أوروبا تعمل على تحسن الطقس وانخفاض درجات الحرارة.
وقال شاهين إن الهيئة تقوم بقياس درجات الحرارة فى الظل وفقا لتعليمات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وإلى نص الحوار:

 

*مع الطقس شديد الحرارة الذى تشهده البلاد الجميع يتساءل متى ينتهى الصيف؟


ينتهى فصل الصيف فلكيا 21 سبتمبر، بالتزامن مع بدء فصل الخريف، ولكن الشعور بالتحسن فى حالة الطقس يبدأ تدريجيا من النصف الثانى من شهر سبتمبر، أما التحسن الفعلى فسيشعر به المواطنون أول شهر أكتوبر المقبل.

 

*هل سيكون هناك ارتفاع آخر فى درجات الحرارة عن الموجة الحارة التى شهدتها مصر أول أغسطس؟


لا أعتقد، فهذه الموجة الحارة تجاوزت درجات الحرارة الأربعينات، وتعد هذه هى الموجة الأكثر حرارة خلال صيف 2021، وشهر أغسطس أكثر حرارة من يونيو ويوليو، وصيف 2021 هو الأكثر سخونة خلال الخمس سنوات الماضية، أما صيف 2020 كان أقلهم فى درجات الحرارة وهناك انخفاض حاليا في درجات الحرارة على كافة الانحاء بسبب تغلب المرتفع الأزوري على المنخفض الهندي وسيطرته على معظم الأنحاء، ما يؤدي إلى شعور أفضل بدرجة الحرارة.

 

*درجات الحرارة فى الظل تصل إلى 46 درجة مئوية بمحافظات الصعيد، هل هذا يعنى وصولها للخمسين تحت أشعة الشمس؟


يتم تسجيل درجات الحرارة فى الظل وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبالفعل يكون هناك زيادة فى درجات الحرارة المسجلة عند التعرض للشمس بقيم تتراوح من 2: 4 درجات مئوية، ولكن هناك عدة عوامل أخرى كفترة التعرض ومدتها ونسبة الرطوبة وسرعة الرياح، ولكن الحديث عن وصولها إلى الخمسينات تحت أشعة الشمس غير صحيح.

 

*بالرغم من أن الربيع أعلى فصول العام فى درجات الحرارة، إلا أن الصيف أكثر حرارة لماذا؟


لأننا فى الربيع نتأثر بكتل هوائية جافة، أما فى فصل الصيف نتأثر بكتل هوائية رطبة، وبالتالى فإن الرطوبة تؤدى إلى الإحساس بحرارة الطقس، ويندمج منخفض السودان مع منخفض الهند الموسمى، ليؤثرا فى طقس مصر خلال الصيف، ويترتب على ذلك ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة.

 

*سقوط أمطار على جنوب البلاد أول أغسطس بالتزامن مع الموجة شديدة الحرارة التى ضربت البلاد، أليس ذلك غريبا؟


لا ليس غريبا، ففى شهر أغسطس تشهد إثيوبيا والسودان أمطارا قد تصل لحد الفيضان، بفعل الفاصل المدارى، ومع تقدم الفاصل المدارى تتقدم الأمطار إلى جنوب البلاد كحلايب وشلاتين وبحيرة ناصر، وهذه الأمطار ليست غريبة بل "نعمة"، حيث ستعمل على ارتفاع منسوب مياه نهر النيل.

*ماذا ستفعل التغيرات المناخية فى طقس مصر خلال الـ20 عاما المقبلة؟


هناك دراسات داخل هيئة الأرصاد الجوية عن التغيرات المناخية والآثار المترتبة عليها، ولا يمكننا الحديث عن آثار التغيرات المناخية بعد 20 عاما، ولكن يمكننا القول إن مصر تتأثر كباقى العالم، فلا يمكن لأحد أن ينكر آثار التغيرات المناخية، فأوروبا الآن تشهد ارتفاعا فى درجات الحرارة لم تشهده من قبل، أيضا حرائق غابات تركيا والجزائر وغيرهما.


فالتغيرات المناخية فى مصر تسببت فى ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار فى بعض الأعوام وغزارتها فى أوقات أخرى وظهور أمطار ثلجية بمصر، والتى تعد من نوادر التغيرات المناخية، أيضا الظواهر الجوية الجامحة كالشبورة الكثيفة التى تصل لحد الضباب التى ظهرت الشتاء الماضى، وتم غلق الطرق السريعة بسببها واستمرارها لمدة 10 أيام لم نكن نعهد ذلك من قبل، وليس بالضرورة أن تكون آثار التغيرات المناخية سلبية، فهناك آثار إيجابية كاعتدال الأجواء فى بعض الأعوام، فعلى سبيل المثال صيف 2020 كان الأفضل من حيث ارتفاع درجة الحرارة عن الأعوام السابقة.

 

*بعد التغيرات المناخية التى يشهدها العالم.. هل من الممكن أن تصل درجات الحرارة للخمسينات فى مصر كما حدث فى الكويت؟


من الصعب أن تصل مصر لدرجات حرارة فى الظل للخمسينات، فهذا يحدث فى المناطق القارية كالجزيرة العربية، ولكن وجود البحرين الأحمر والأبيض المتوسط يمثلان بالنسبة لمصر مصدات للظواهر الجوية العنيفة، فالارتفاعات الشديدة لدرجات الحرارة التى تشهدها الجزيرة العربية عبر مرورها بالبحر الأحمر تقل على الأقل خمس درجات مئوية، والانخفاضات الشديدة فى درجات الحرارة "تحت الصفر" التى تشهدها تركيا وروسيا والقدس وفلسطين وسوريا لا تحدث فى مصر بفعل البحرين، فهما يحميان مصر من الارتفاعات الشديدة والانخفاضات الشديدة، لذلك هما بمنزلة درع حماية من الظواهر الجوية المتطرفة، و"هبة" من الله عز وجل لمصر.

*أصدرت هيئة الأرصاد الجوية بيانا عند بداية فصل الصيف بأنه سيتخلله كتل هوائية قادمة من أوروبا تهدئ من حرارته.. متى تأتي هذه الكتل؟


بالفعل، وهو ما حدث فى النصف الأول من فصل الصيف فى يونيو ويوليو الماضيين، حيث كانت درجات الحرارة فى الثلاثينات، ولم نشهد الموجة الحارة التى شهدتها مصر مؤخرا، وذلك بسبب الكتل الهوائية القادمة من أوروبا، أما خلال الاسبوع الماضى فهى تأثرت بمنخفض الهند الموسمى الذى تسبب فى ارتفاع درجات الحرارة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
 

الجريدة الرسمية