باحث: خطاب بايدن عن أفغانستان بائس ويكشف جوهر السياسة الأمريكية
قال ياسر أبو معيلق الكاتب والباحث، أن خطاب بايدن أمس حول أفغانستان كان بائسا للغاية، لكنه في الوقت نفسه خطاب يشي بجوهر السياسة الأمريكية في زمن الأزمات، والتي لم تتغير منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
أزمة أفغانستان
أضاف: بايدن قالها صراحة، لماذا أزجّ بالشباب الأمريكي للدفاع عن بلد لا يريد أهله أن يدافعوا عنه، موضحا أن هذه السياسة يمكننا رؤيتها بوضوح أكبر فقط لأن أفغانستان اليوم في أزمة، ولأنها أصبحت فيتنام القرن الحادي والعشرين.
أشار الباحث إلى أن معالم هذه السياسة يمكن قراءتها أيضًا في سوريا، والعراق، والمناطق الكردية، وفي القرن الأفريقي لذلك، فإن السقوط في فخ الاتكال على واشنطن بشكل كامل يعني أن هذه الدولة قد تتركك إلى من هو أقوى منك يومًا ما، دون أي إعانة، وبحجة أنك "لا تملك الإرادة الكافية للقتال".
المصلحة الوطنية
استكمل: في نهاية الأمر، المصلحة الوطنية تقتضي عمل كل شيء، وواشنطن براجماتية للغاية في هذا الشأن، وهي لن تترد في مصافحة أيدٍ ملطخة بدماء آلاف الأبرياء، إذا كان ذلك يعني تحقيق مصالحها بأقل ثمن.
أوضح الباحث أن البراجماتية هي سمة العصر اليوم، ولم يعد هناك تمسك بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المدنية والأساسية التي باتت أدوات سياسية أكثر منها قيمًا أخلاقية يسعى الغرب لنشرها حبًا في نقل الأمم إلى درجة حضارية أعلى.
استكمل: نحن بالنسبة لهم خط الدفاع والموت الأول في وجه الخصوم، ومكان لممارسة التعالي الأخلاقي والمدني، موضحا أنه متى ما أدرك ساستنا وصانعو قرارنا ذلك، فسنخرج من الظلمات إلى النور، على حد قوله.
خطاب بايدن
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد في خطابه للأمريكيين مساء أمس، إن الولايات المتحدة لم تكن لتستقر في أفغانستان للأبد وأنه كان يتبع الاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان لسحب القوات الأمريكية، وشدد بايدن على أنه ليس نادما على تنفيذ قرار الانسحاب.
كان الرئيس الأمريكي قد لزم الصمت منذ أيام عدة مع سيطرة طالبان على البلاد واستمرار عمليات إجلاء الأمريكيين الذين لا يزالون هناك، وفي أول حديث له، دافع الرئيس الأمريكي عن قرار انسحاب بلاده من أفغانستان، مؤكّدًا تمسّكه بهذه السياسة ومشدّدًا على أنّ الوقت حان للمغادرة من هذا البلد بعد 20 سنة من الحرب.
وقال بايدن: "أنا أقف بقوة وراء قراري، بعد 20 عامًا، تعلّمت بالطريقة الصعبة أنّه لن يكون هناك أبدًا وقت جيّد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وأضاف أنّ المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان كانت بشكل أساسي تتمحور دومًا حول منع استهداف الولايات المتحدة بهجمات إرهابية انطلاقًا من البلد الغارق في الحرب، مشدّدًا على أنّ "المهمة في أفغانستان لم تكن يومًا بناء دولة".