أول تعليق من مجلس الأمن الدولي على أزمة أفغانستان
دعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف الأعمال العدائية"، في أفغانستان، وتشكيل حكومة شاملة واستعادة المسار الدستوري.
ولفت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في بيانًا صحفيًّا اليوم الاثنين دعا فيه إلى وقف فوري للقتال وتشكيل حكومة موحدة وشاملة في أفغانستان، بعد ساعات من سيطرة حركة "طالبان" على معظم أراضي البلاد والقصر الجمهوري.
وأضاف أنه يريد أيضًا "رؤية نظام دستوري لحل أزمة السلطة وجهود أقوى لتقديم المساعدة الإنسانية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد طالب اليوم الإثنين، مجلس الأمن الدولي باستخدام المتاح من الوسائل لمكافحة التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان- حسب تعبيره-، متحدثًا عن "تقارير مروعة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء أفغانستان".
النساء والفتيات
وقال إن أكثر المتأثرين بتلك الانتهاكات هم النساء والفتيات بشكل خاص، مؤكدا ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بدوره في "استخدام جميع الوسائل المتاحة لمكافحة التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان" على حد قوله.
يشار إلى أن جوتيريش، كان قد أكد الجمعة الماضية، أن الوضع في أفغانستان خرج عن نطاق السيطرة، داعيا حركة طالبان وقف هجومها فورًا.
مواصلة القتال
من ناحيته أكد القائم بأعمال وزير الدفاع في أفغانستان الجنرال بسم الله محمدي، اليوم الإثنين، أنه لم يغادر كابول، متعهدا بمواصلة القتال ضد "الإرهابيين".
وشدد محمدي خلال تغريدة على تويتر على رفضه الحوار مع من تلطخت أيديهم بدماء مئات الآلاف من الأفغان.
كان القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني قد وجه انتقادا لاذعا للرئيس أشرف غني ومسؤولين آخرين على خلفية مغادرتهم البلاد.
وكتب محمدي على "تويتر": "قيدوا أيدينا وراء ظهورنا وباعوا الوطن، اللعنة على غني وعصابته".
عمليات الإجلاء مستمرة
يشار إلى أنه في غضون عشرة أيّام، تمكّنت طالبان من السيطرة على كامل المناطق الأفغانيّة تقريبًا وسيطرت على القصر الرئاسي في كابول، فيما أسرعت الدول الغربية لإجلاء مواطنيها.
وفر الرئيس أشرف غني من البلاد الأحد، مع دخول المسلحين المدينة، قائلًا إنه آثر تجنب سفك الدماء، في حين تكدس مئات الأفغان بمطار كابول أملًا في مغادرة البلاد هربا من قبضة الحركة المتشددة.
وكانت الحركة شنت هجومًا واسع النطاق في مايو الماضي، مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبية وخصوصًا الأمريكية من البلاد، بعد عقدين على إزاحتها من الحكم من قبل ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
وفي سياق متصل قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن حركة طالبان تسيطر على أفغانستان مؤكدًا أن القوات البريطانية لن تعود لقتال "المتمردين".
وأضاف والاس لقناة سكاي نيوز التلفزيونية "أعترف بأن طالبان تسيطر على البلاد.. أعني أن المرء لا يحتاج إلى أن يكون باحثًا سياسيًّا لمعرفة ذلك".
أزمة اللاجئين
ومن جانبها طالبت الأمم المتحدة جميع الدول بالاستعداد لاستقبال اللاجئين الأفغان نظرًا للظروف التي تمر بها أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، إنه على جميع الدول الاستعداد لاستقبال اللاجئين الأفغان والامتناع عن أي عمليات لترحيلهم.
ولم يتوقف هدير الطائرات في سماء أفغانستان مع تواصل إجلاء الرعايا الأجانب والبعثات الدبلوماسية مع سيطرة طالبان على العاصمة كابول.
وقال مسؤولون في حركة طالبان اليوم، إنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات بمختلف أنحاء البلاد وذلك بعد يوم من سيطرة الحركة على العاصمة كابول وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.