أفغانستان تحت وطأة طالبان.. لماذا جذبت العاصمة كابول أنظار العالم؟
استيقظ العالم صباح اليوم الأحد على نبأ سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول ومن ثم سقوط كامل الأراضي الأفغانية تحت وطأة حركة طالبان بعد أيام من سقوط العديد من المدن الهامة داخل البلاد، في خطوة أثارت الكثير من القلق في العالم خاصة أن العاصمة " كابول" لها أهمية استراتيجية هامة.
فرار قوات الأمن
وجاءت سيطرة طالبان علي المدن الأفغانية عقب انسحاب القوات الأمريكية التي ظلت تدعم الحكومة طيلة عقدين، وهو الأمر الذي ادي الي دخول مقاتلي طالبان العاصمة الأفغانية ومغادرة الرئيس أشرف غني البلاد إلى جهة غير معلومة حتى الآن يرجح أنها - طاجيكستان-، أعلن قيادي في الحركة، الأحد، أن عناصر طالبان دخلت كابل بكل هدوء، مشيرا إلى تسلم الحركة رسميًا إدارة العاصمة خلال ساعات، بعد فرار قوات أمن العاصمة.
وأمرت حركة طالبان مقاتليها بدخول كابول بدعوى "منع عمليات النهب"، مؤكدة تأمين مراكز الشرطة وجامعة كابول ووزارة التعليم، بعد خلو المراكز الأمنية من عناصرها.
وقالت الحركة إن على سكان كابول عدم القلق أو الخوف من مقاتلي طالبان، وأضافت "لن نتعرض للموظفين الحكوميين وأفراد الجيش والشرطة وسندخل بكل هدوء".
اقتحام كابول
وفيما أعلن وزير الداخلية الأفغاني أن حركة طالبان بدأت اقتحام كابول من جميع الجهات، أفاد شهود عيان لوكالة رويترز بأن مقاتلين من طالبان يدخلون العاصمة، على الرغم من تصريح الحركة، في بيان لها، بأنها لا تريد اقتحام كابول بالقوة.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية إنه لن يكون هناك قتال في كابول وأنه سيكون هناك اتفاق سياسي وسلمي بشأن العاصمة الأفغانية.
وأشار قيادي بطالبان إلى أن الحركة أمرت مقاتليها بالإحجام عن العنف والسماح بالعبور الآمن لكل من يرغب في المغادرة وأنها تطلب من النساء التوجه إلى مناطق آمنة، وأن مقاتلي الحركة تلقوا أوامر بالوقوف عند نقاط الدخول في العاصمة، مشيرا إلى أن عناصر طالبان لم يقتلوا ولم يصيبوا أحدا في كابل.
وفيما يسود الهلع في كابول مع تقدم طالبان، قال ثلاثة مسؤولين أفغان لوكالة أسوشيتد برس إن طالبان دخلت ضواحي العاصمة.
وقالت الرئاسة الأفغانية إنه سمع دوي إطلاق نار في أكثر من منطقة في محيط كابول، مشيرة إلى أن القوات الأمنية "تسيطر على الوضع".
وأشارت تقارير نقلا عن مصادر موثوقة أن رئيس البرلمان الأفغاني وعددا من قادة الأحزاب غادروا كابل إلى باكستان.
وقالت وسائل إعلام أفغانية إن رئيس مجلس النواب الأفغاني، مير رحماني، وعددا من القادة والمسؤولين الآخرين غادروا إلى إسلام أباد.
أهمية استراتيجية
تحظى كابول بأهمية استراتيجية بالغة، الأمر الذي يجعل السيطرة عليها، ورقة ضغط بيد "طالبان".
وتقع العاصمة الأفغانية على ضفاف نهر كابول في القطاع الشرقي من البلاد، وتحيط بها سلاسل جبلية شديدة الانحدار من كل الجهات.
وتبلغ مساحتها 4462 كيلومترا مربعا.
وتتمتع كابول بموقع مميز، حيث تقع على امتداد طرق التجارة في جنوب ووسط آسيا، كما أنها تعد منفذا إلى شمال الهند وباكستان، وينطلق منها أيضا طريق إلى شمال إيران وآسيا الوسطى.
وديموغرافيا تغير عدد سكان كابول منذ مطلع نهاية الثمانينيات من مليون و300 ألف نسمة إلى مليون و100 ألف في 2021، وذلك بسبب الحروب التي شهدتها البلاد.
وتتكون التركيبة السكانية في كابول بحسب تقرير نشرته “ سكاي نيوز ” من 60 % من الأفغان الباشتو، و24 في المئة من الطاجيك، و15 % من الأوزبيك، إلى جانب أعراق تركية وفارسية.
وتحتضن المدينة "المنطقة الخضراء" شديدة التحصين، والتي تضم القصر الرئاسي وسفارات ومقار منظمات دولية.
ويشكل مطار كابول "حامد كرزاي"، ورقة مهمة في المشهد الأفغاني، إذ يعتبر ممرا للبعثات الدبلوماسية وبوابة للمساعدات الإغاثية.