بدأ العد التنازلي.. مسلحو طالبان يدخلون بعض مناطق العاصمة الأفغانية كابول
أكدت حركة "طالبان" أن مسلحيها دخلوا عددا من مناطق العاصمة كابول.
وزعمت الحركة على حساب "الإمارة الإسلامية" التابع لها في "تويتر" اليوم الأحد أن قواتها "تصل إلى تلك المناطق التي حصلت فيها بعض أعمال الشغب والنهب من قبل بعض المفسدين"، مشددة على أن هذا الإجراء ليس من أجل قتال أو اقتحام بل يهدف إلى "تأمين المناطق وحفظ ممتلكات المواطنين وثرواتهم".
أعمال نهب
وأكد مصدر في القصر الرئاسي لوكالة "نوفوستي" الروسية وقوع أعمال نهب في عدد من مناطق العاصمة بسبب "فراغ في السلطة" نتيجة للتطورات الميدانية الأخيرة حول المدينة.
وكانت "طالبان" قد أصدرت في وقت سابق من اليوم بيانا أعلنت فيه أنها أمرت مسلحيها بالبقاء عند أبواب كابول وعدم دخولها لتفادي العنف، في انتظار إطلاق عملية انتقالية في البلاد.
من جانبها، ذكرت وزارة الداخلية الأفغانية بعد إصدار هذا البيان أنها تنشر قوات خاصة للشرطة في مختلف مناطق كابول للتعامل مع "انتهازيين" محتملين.
يذكر أن أصبحت سيطرة حركة طالبان اعلى العاصمة الأفغانية كابول حديث العالم لما لهذه الخطوة من تداعيات خطيرة تشكل صورة الصراعات في مناطق كثيرة من العالم خلال الفترة المقبلة، وخاصة أن الحركة أصبحت قادرة على التأثير في مستقبل أفغانستان.
تهديد الأمن والسلم العالمي
ويعد سقوط العاصمة بمثابة انهيار شرعية الاعتراف الدولي بالجهة الرسمية السيادية التي تحدد وتدير علاقة أفغانستان بالعالم، حيث أقدمت إدارة بايدن الحمقاء على تسليم أفغانستان على طبق من ذهب إلى طالبان لكي تهدد الأمن والسلم العالمي.
وتكمن المخاوف الكبرى من تلك الخطوة وهى انتعاش تنظيم القاعدة وداعش من جديدة لتكون أفغانستان قبلة انطلاقه لتهديد العالم بالعمليات الإرهابية فضلا عن عودة الانتهاكات بحق المرأة من جديد، في الوقت نفسه هناك مخاوف من نشوب حرب أهلية جديدة، كتلك التي تلت الانسحاب السوفياتي في أواخر ثمانينات القرن الماضي.
الصين
والعالم أجمع في حالة ترقب مما يجري في أفغانستان، شرقا، تقلق الصين كثيرا بشأن "ممر واخان"ـ حيث تقع مقاطعة بدخشان الأفغانية قبالة إقليم شينجيانج الصيني، الذي فيه الأغلبية الأويجورية المسلمة.
ورغم أن الممر الحدودي لا يزيد عن مسافة 90 كيلومترا، إلا أن وعورته الجغرافية تُجبر الصين على الخشية من سيطرة طالبان عليه، وتأثير ذلك في زيادة وتيرة العنف وتسرب العنف والحركات المتطرفة إلى داخل أراضيها.
وتسعى بكين منذ فترة لأن تخلق من أفغانستان ممرا آمنا لمشاريعها الاستراتيجية "طريق الحرير"، إذ تشكل أفغانستان ممرا إجباريا للصين نحو الدول الإسلامية في غرب آسيا، هذا لو رغبت في تجاوز الهند، منافستها الإقليمية.
ولا يبدو أن حركة طالبان ستكون قادرة على إقناع الصين بحيادها تجاه المسائل التي تقلقها في العمق الآسيوي، لذلك فإن سيطر تها على "ممر واخان" ربما تدفع بالصين إلى توسع تعاونها مع روسيا للسيطرة الأمنية، على شمال أفغانستان.