رئيس التحرير
عصام كامل

أفغانستان القنبلة الموقوتة.. تداعيات ومخاطر سيطرة طالبان على كابول

أصبحت سيطرة حركة طالبان اليوم الأحد على العاصمة الأفغانية كابول حديث العالم لما لهذه الخطوة من تداعيات خطيرة تشكل صورة الصراعات في مناطق كثيرة من العالم خلال الفترة المقبلة، وخاصة أن الحركة أصبحت قادرة على التأثير في مستقبل أفغانستان.

 تهديد الأمن والسلم العالمي

ويعد سقوط العاصمة بمثابة انهيار شرعية الاعتراف الدولي بالجهة الرسمية السيادية التي تحدد وتدير علاقة أفغانستان بالعالم، حيث أقدمت إدارة بايدن الحمقاء على تسليم أفغانستان على طبق من ذهب إلى طالبان لكي تهدد الأمن والسلم العالمي.

 

 

وتكمن المخاوف الكبرى من تلك الخطوة وهى انتعاش تنظيم القاعدة وداعش من جديدة لتكون أفغانستان قبلة انطلاقه لتهديد العالم بالعمليات الإرهابية فضلا عن عودة الانتهاكات بحق المرأة من جديد، في الوقت نفسه هناك مخاوف من نشوب حرب أهلية جديدة، كتلك التي تلت الانسحاب السوفياتي في أواخر ثمانينات القرن الماضي.

الصين

والعالم أجمع في حالة ترقب مما يجري في أفغانستان، شرقا، تقلق الصين كثيرا بشأن "ممر واخان"ـ حيث تقع مقاطعة بدخشان الأفغانية قبالة إقليم شينجيانج الصيني، الذي فيه الأغلبية الأويجورية المسلمة.

ورغم أن الممر الحدودي لا يزيد عن مسافة 90 كيلومترا، إلا أن وعورته الجغرافية تُجبر الصين على الخشية من سيطرة طالبان عليه، وتأثير ذلك في زيادة وتيرة العنف وتسرب العنف والحركات المتطرفة إلى داخل أراضيها.

وتسعى بكين منذ فترة لأن تخلق من أفغانستان ممرا آمنا لمشاريعها الاستراتيجية "طريق الحرير"، إذ تشكل أفغانستان ممرا إجباريا للصين نحو الدول الإسلامية في غرب آسيا، هذا لو رغبت في تجاوز الهند، منافستها الإقليمية.

ولا يبدو أن حركة طالبان ستكون قادرة على إقناع الصين بحيادها تجاه المسائل التي تقلقها في العمق الآسيوي، لذلك فإن سيطر تها على "ممر واخان" ربما تدفع بالصين إلى توسع تعاونها مع روسيا للسيطرة الأمنية، على شمال أفغانستان.

داعش

وبالتزامن مع عودة نشاط داعش، تتمدد حركة طالبان فوق الأراضي الأفغانية بسرعة مثيرة للدهشة والتساؤل، حتى قال رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، إن طالبان اكتسبت "زخما استراتيجيا" في هجماتها عبر أنحاء أفغانستان، وتسيطر على نصف المناطق الأفغانية.

أما في موسكو، فوجهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروف، الاتهام مباشرة إلى الولايات المتحدة بأنها تتعاون مع تنظيم داعش في شمال أفغانستان.

 

الجريدة الرسمية