في ذكرى رحيل مؤسس جريدة المصري.. سر رفض عبد الناصر دفن محمود أبو الفتح فى مصر
للصحفى محمود أبو الفتح مقولة دائمة عن نفسه دائما مايقدم نفسه بها افتخارا فيقول: أنا صاحب جريدة المصرى، وستبقى هذه الصفة مقرونة باسمى مهما نجحت فى غير الصحافة من أعمال ومما يلزم فى دنيا السياسة من جهود، أحب جريدة المصرى لأنها ولدت فى حجرى فبعثت دمى فى عروقها، وأجريت الصدق على لسانها من قلبى، وأنفقت على تربيتها وتثقيفها من حر مالى.
وأضاف أبو الفتح قامت الجريدة تجلجل فى سمع الدنيا منذ كانت وقفزت من مهدها لتملأ فراغ فى الصحافة العربية، لقد ربت الصحافة عندى حاسة الشم فصرت أجرى وراء الخبر، وأعدوا وراء الحقيقة، وقد علمتنى الحوادث ان حب السبق يجب الا يطغى على تحرى الصدق والأمانة في التناول لإيمانى ان الأمانة أهم المبادئ المهنية للصحافة.
ولد محمود أبو الفتح في مثل هذا اليوم 1893ورحل أيضا في نفس اليوم ولكن بعد 65 عاما، تخرج محمود أبو الفتح من كلية الحقوق وعمل مراسلا وكاتبا بجريدة "وادى النيل" تصدر بالإسكندرية بمرتب شهرى جنيه ونصف فكان صاحب التطور فى التحرير الصحفى الذى انتقل به من الطابع الادبى والبلاغة التقليدية الى آفاق جديدة في فنون الجذب الصحفية فاتصل به صاحب جريدة الاهرام الأهرام وطلب منه العمل معه.
انجازات صحفية
حقق انفرادات صحفية فى الأهرام أهمها كانت ركوبه منطاد زبلن.. ذلك الاختراع الألمانى، ومن داخل المنطاد كان يولى الأهرام بتغطية صحفية ممتازة، ثم جاء اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وحقق انفراد بالأهرام من المعلومات التى عرفها من أصدقائه علية القوم حتى انه أثناء مفاوضات سعد زغلول بلندن أرسلته الأهرام لتغطية أخبارها نظرا لعلاقته الشخصية بسعد زغلول، الا ان مصروفه لم يكفيه للسكن والطعام فنام في محطة سكة حديد لندن والتقطت احدى المجلات صورته ونشرت فباع والده الشييخ احمد أبو الفتح احد فدادينه وارسل ثمنه الى ابنة بلندن ليكمل مهمته،
وألف عند عودته من لندن كتاب بعنوان (المسألة المصرية والوفد ) وقيل ان جمال عبد الناصر استفاد من هذا الكتاب في مفاوضاته مع الانجليز حول الجلاء.
ميلاد الفكرة
وعند رحيل داود بركات رئيس تحرير الأهرام توقع الجميع اختيار أبو الفتح الصحفى الأكثر شهرة فى الأهرام إلا أن اصحاب الجريدة رفضوا تولى مصرى رئاسة التحرير ليتم تعيين أنطون الجميل، ومن هنا فكر محمود أبو الفتح في انشاء جريدة المصرى.
كان يجلس فى الغرفة مع أبو الفتح بالأهرام الصحفيان محمد التابعى وكريم ثابت اللذين تحمسا لفكرته إصدار جريدة المصرى، وصدرت الجريدة بثمن فدادين من الاراضى باعها والد محمود الشيخ احمد أبو الفتح في ارضه بالمنوفية واحضر التابعى وثابت تحويشة العمر وصدرت الجريدة الجديدة تتبنى أفكار حزب الوفد.
ولأن التابعى مسرفا باع حصته فى الجريدة وكذلك ثابت وأصبحت الجريدة ملكا خالصا لأبو الفتح تقدم الرأى والرأى الآخر.
خلاف مع الثورة
عندما حدث خلاف بين ثورة يوليو والمصرى عام 1954 كتب صلاح سالم يتهم أبو الفتح بالاتجار بورق الصحيفة في السوق السوداء، وثبت بعد ذلك انه لا باع ولا اشترى.
التطوير الصحفى
احتضنت المجلة كبار الكتاب مثل التونسى ويوسف إدريس وزكريا الحجاوى ولطفى الخولى وعبد الرحمن الخميسى، سعد مكاوى، حسن فؤاد وريشة رخا،واعتنت الجريدة بالشكل الصحفى الجذاب وأسلوب التحرير العصرى فكتب محمود في افتتاحية العدد الأول يقول:هذا هو عصر الاختزال والسرعة للوصول الى الهدف بأقصر طريق فالاخبار ثم الاخبار ودائما الاخبار.
الموت فى الغربة
واتخذت الجريدة جانب اللواء محمد نجيب فى أزمة مارس 1954 وقدم محمود وشقيقه حسين أبو الفتح للمحاكمة التى حكمت على محمود بعشر سنوات وعلى حسين سنة واحدة وكان محمود خارج البلاد ولم يعد حتى رحل هناك ورفض عبد الناصر دفنه فى مصر وطلب الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة دفنه فى مقبرة اعدت خصيصا له في تونس في موكب جنائزى كبير.
في عهد السادات وفى أول وآخر عيد للصحافة منح اسم الصحفى محمود أبو الفتح أعلى وسام في الدولة هو وسام النيل