كيف تستغل الإخوان جماعات الضغط لضرب الحكومات العربية وتشويه إنجازاتها ؟

لا تتوقع حركة النهضة ــ فرع الإخوان في تونس ــ ما الذي سيحدث معها بعد تكشف فضيحة تعاقدها مع شركات ضغط أجنبية، للضغط على الرئيس قيس سعيد وتجريس أسلوبه في الحكم، بجانب التسويق لها في المحافل الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها البديل الأوحد في المنطقة، القادرة على فهم المنظومة الدولية، وكيفية التعامل معها.

استهداف قيس سعيد 

كانت الفضيحة تكشفت بعد إفصاح وزارة العدل الأمريكية عن عقد حركة النهضة مع شركة لوبيينغ بهدف الضغط على الرئيس قيس سعيد، بحسب نص بيان العدل الأميركية، في محاولة استباقية للحركة داخليا وخارجيا للاستعداد لانتخابات الرئاسة القادمة بعد عامين من الآن. 

يقول جبريل العبيدي، الكاتب والباحث الليبي المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، أن توقيع العقد جاء بعد أربعة أيام فقط من قرارات الرئيس قيس سعيد، وبعد إدراك زعيم النهضة راشد الغنوشي أنه لا شعبية له يعوّل عليها للخروج إلى الميادين، بعد فشل الحشد الأول الذي أطلقه وطالب فيه بالاعتصام حول البرلمان واقتحامه كما حدث في اعتصام ميدان رابعة العدوية بمصر خلال إسقاط الإخوان عن حكم البلاد.

تمويلات أجنبية

أضاف العبيدي: فضيحة حركة النهضة تكشف النقاب عن توسع الحركة في شراء مساحات للنشر بأكبر الصحف الامريكية، واستدل بالمقال الذي كتبه راشد الغنوشي في صحيفة نيويورك تايمز بعد تجميد البرلمان التونسي بقرار دستوري.

لفت الباحث إلى أن العقد فتح المجال للتنقيب عن  التمويلات الأجنبية للحركة خلال الحملات الانتخابية لعام 2019، الأمر الذي سيتفاقم وضعها المنهار بعد فضيحة التعاقد مع شركات ضغط أجنبية.

ضغط ودعاية 

يوضح العبيدي أن تحسين صورة الإخوان من خلال عقود دعاية وضغط، لا تقتصر على النهضة فقط، بل سبقتها إخوان ليبيا منذ عام عام 2014؛ حينما حكومة الإنقاذ ــ موالية لها ــ  عندما وقعت عقودًا للضغط والدعاية مع شركات أميركية بقيمة 17 مليون دولار، لتلميع صورتها أمام العالم، وكذلك فعت إخوان مصر، مما يؤكد أن التنظيم يتبع الأدوات نفسها عندما يغرق في مستنقع لايعرف كيف يخرج منه. 

استكمل: فشل الحشد الشعبي، يدفع الجماعة للتعويل الخارج، ومفتاح الشعوب الغربية القوى السياسية والمجتمعية فيه بيد الشركات المتخصصة في صناعة الصورة الذهنية، والقادرة على التأثير في الرأي العام العالمي، وهو ما دفع النهضة مؤخرا للاستعانة بهذه الشركات لتصوير قرارات الرئيس سعيد على أنها انقلاب على الديمقراطية والدستور، مع أنه يطبق حرفيا المادة «80» من نص الدستور الذي شاركت النهضة في كتابته، على حد وصفه.

أكاذيب المظلومية 

اختتم: محاولات جماعة الإخوان نشر أكذوبة المظلومية التي استطاعت بها خداع الشعوب باتت اليوم مفضوحة وغير مقنعة، بل أصبحت محل سخرية، خصوصًا بعد انحسار دور التنظيم العالمي للإخوان حول العالم.