رئيس التحرير
عصام كامل

مرض نفسي.. هل تنجو نورهان قاتلة صديقتها من الإعدام؟

نجلاء فتاة كفر الدوار
نجلاء فتاة كفر الدوار

أكد المستشار إسماعيل بركة الخبير القانوني تعقيبا علي ما أثارته أسرة نورهان المتهمة بقتل صديقتها نجلاء بمول شهير في محافظة البحيرة داخل عيادة طبيب عيون والمعروفة إعلاميا "بفتاة المول"، بأن نجلتهم كانت تعاني من بعض الاضطرابات النفسية، بأن المرض النفسي، يعد أداة من أسباب الإعفاء من العقاب في حال ثبوته. 


توقيع الكشف الطبي على المتهمة
وأضاف بركة أنه في هذه الحالة لن تأخذ النيابة بكلام أهل المتهمة جزافا بل ستقوم بإيداعها المصحة النفسية لتوقيع الكشف الطبي عليها لبيان سلامة حالتها النفسية من عدمه، وهل تعاني من ثمة أمراض نفسية أو عقلية أو عصبية وستطلب من المصحة النفسية كتابة تقرير كامل بالحالة الصحية للمتهمة.


وأشار الخبير القانوني بركة إلى أنه في حال ثبوت معاناة المتهمة من مرض نفسي، فإنها ستكون غير مسئولة عن أفعالها وفقا لقانون العقوبات وستأمر المحكمة بأمرين إما أن تودعها المصحة النفسية والعصبية أو تأمر بتسليمها لأهلها وأخذ تعهد عليهم لاتخاذ اللازم في علاجها وفي حال عدم ثبوت مرضها النفسي ستوقع عليها المحكمة أقصى عقوبة.


أقوال أسرة نورهان قاتلة صديقتها فتاة المول
كانت أسرة نورهان المتهمة بقتل صديقتها نجلاء في مول شهير بالبحيرة داخل عيادة طبيب كشفت لأول مرة جوانب أخرى في حياة ابنتها المتهمة بقتل صديقتها.


وقال سعد محمود، إن ابنة شقيقه المتهمة نورهان أصيبت منذ فترة بالإعياء الشديد، وبعد عرضها على الطبيب أوضح أنها تعاني من حالة تسمم إثر تناول طعام غير صالح، مضيفًا: "الدكتور نصحنا  بعرضها على طبيب نفسي لأنه لاحظ إن حالتها مش مظبوطة، ولما روحنا لدكتور نفسي قال لنا إنها محتاجة متابعة لأنها داخلة على حالة نفسية، لكن مش عارف إيه هي بالظبط، ومعانا روشتات بتأكد إن الحالة كانت بتسوء يوم عن يوم".


وأضافت أسرة نورهان أن "لديها روشتات تؤكد أن نجلتهم تعاني من حالة نفسية، قامت بتسليمها للمحامي أحمد الشناوي، مشيرة إلي أن الطبيب النفسي الذي يتابع حالتها طلب منها كتابة كل الأفكار التي تجول بخاطرها في دفتر صغير، حتى يكون مطلعًا على ما تفكر فيه، ويستخدم الطريقة العلاجية المناسبة لحالتها".


إحالة المتهمين بقتل فتاة المول للجنايات
أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام» بإحالة فتاة و2 آخرين محبوسين إلى «محكمة الجنايات المختصة»؛ لمعاقبتهم عما نُسِب إليهم من قتلهم فتاةً عمدًا مع سبق الإصرار والترصد (بدائرة قسم شرطة كفر الدوار)، إذ بَيَّتوا النية وعقدوا العزم على إزهاق روحها منذ شهرين، ووضعوا لذلك مخططًا أعدوا فيه أسلحة بيضاء وأقراصًا مُنوِّمة وأدوات أخرى، واستغلت المتهمة علاقة صداقتها بالمجني عليها فالتقتها بدعوى زيارتها، وما إن اختلت بها حتى استدعت المتهميْنِ الآخريْنِ فكمَّم أحدُهما فاها وضربها على رأسها وأطبق الآخر على عنقها، بينما كالتِ المتهمة ركلاتٍ عدة إلى رأسها حتى فاضت روحها، ثم انهالت عليها بطعنات بسلاح أبيض في أماكن متفرقة من جسدها، ارتكبوا كلَّ ذلك قاصدِين قتْلَها وإزهاق رُوحها بما أحدثوه بها من إصابات.

وقد ارتبطت تلك الجنائية بجنحة سرقة؛ إذ إنهم في ذات الزمان والمكان سرقوا من المجني عليها حُليًّا ذهبية ومبالغَ مالية وهاتفًا محمولًا ومنقولاتٍ أخرى خلال حيازتهم ما كان معهم من أسلحة بيضاء، فضلًا عن محاولة اثنين من المتهمين إخفاء معالم جريمتهم بإتلافهما آلة مراقبة كانت مُثبتةً بمحل الواقعة.

نَوتِ المتهمة الانتقام منها بقتلها
وكانت «النيابة العامة» قد تلقت  إخطارًا بالعثور على جثمان المجني عليها داخل إحدى العيادات الطبية بمركز تجاري بكفر الدوار كانت تعمل بها، فانتقلت لمناظرته وتبينت ما به من إصابات.

وتوصلت تحقيقات «النيابة العامة» إلى ارتباط المتهمة بعلاقة صداقة بالمجني عليها منذ أربع سنوات تخللها مُشاركتُهما العملَ بالعيادة، ثم على إثر خلافات بينهما -لتميز المجني عليها عن المتهمة في العمل، وسوء وتدهور علاقتهما- نَوتِ المتهمة الانتقام منها بقتلها، فأوهمت أحد المتهميْنِ في يونيو الماضي بسرقة المجني عليها مصوغاتٍ ذهبية ومبالغَ مالية منها واتفقت معه لذلك على قتلها، وأمدته بصورتها ليتعرف عليها وبعنوان محل عملها ومواعيد غُدوِّها ورَواحِها منه، فراقبها المذكور وعَايَنَ العيادة التي تعمل فيها للتأكد من هُويتها وما أُمِدَّ به معلومات، ثم اتفق والمتهمة على شراء أقراص منومة لتدسها المتهمة إلى المجني عليها بمشروب تقدمه إليها لينقلاها بعد غياب وعيها بمركبة آلية (توك توك) لمنطقة نائية لقتلها بعد استرداد المنقولات التي ادعت المتهمة سرقتها منها، ولإخفاق الجانِين في تنفيذ مخططهما لعدم تمكنهما من تدبير المركبة، اتفقا على قتل المجني عليها داخلَ العيادة محل عملها وطلب المتهم ضمَّ آخر للاستعانة به أثناء التنفيذ، فاتفق ثلاثتهم على ذلك وأعدوا لقتل المجني عليها الأقراص المنومة وأسلحة بيضاء ولاصقًا لتكميم فاها وتكبيلها وأدوات أخرى، وحددوا لارتكاب جريمتهم يومًا تكون المجني عليها فيه بمفردها بالعيادة دون تواجد الطبيب الذي يملكها فيها، ولما جاء يوم الثالث من أغسطس الجاري وأيقنوا تواجدها بمفردها بالعيادة، انتقلت المتهمة إليها والتقتها بدعوى زيارتها وقدمت إليها مشروبًا مدسوسًا فيه الأقراص المنومة بينما كَمِن المتهمان الآخران على مقربة من العيادة في انتظار غَيْبة المجني عليها عن وعيها ليصعدا لقتلها، ولما أبت المجني عليها تناول الشراب، استدعت المتهمة الآخرينِ خِلسةً خلال اتصال هاتفي وأمرتهما بالحضور، ثم استدرجت المجني عليها إلى طرقة بالعيادة بعيدة عن بابها ليتمكن المذكورانِ من الدُّلوف، فلما اختلوا ثلاثتهم بها كمم المتهمان فاها وطرحاها أرضًا وأطبقا على عنقها لخنقها، فقاومتهما وأحدثت بأحدهما سحجات برقبته وأحد ذراعيه وصدره، وخلال لَفْظ المجني عليها  أنفاسها الأخيرة من الاختناق انتاب أحد المتهمين الرعب ففرَّ من مسرح الجريمة، بينما أجهز الآخر على المجني عليها ورطم رأسها بالأرض وكالت المتهمة لرأسها ركلات عدَّة ثم طعنتها بسكين في أماكن متفرقة من جسدها حتى زهقَتْ رُوحها وفاضت إلى بارئها، وانتزع الجانيان بعد ذلك مصوغات ذهبية من المجني عليها وهاتفها ومبلغًا ماليًّا كان معها وهاتفًا كان بالعيادة، ثم شرعا في إخفاء معالم جريمتهم فسكبا المشروب المدسوس المنوم فيه وغسلا كوبه بالماء، وأتلفا أسلاك آلة المراقبة المثبتة بالعيادة وحطماها ظنًّا منهما أنها لم تسجل جريمتهم وفرّا هاربين.

تطابق البصمات الوراثية
هذا، وكانت «النيابة العامة» قد أقامت الدليل قِبَل المتهمين من شهادة أحدَ عشَرَ شاهدًا منهم مُجريا التحريات، ووالدا المجني عليها، ومالك العيادة، وعاملان بها، وخطيب المتهمة الذي أكد ما اعتراها من حقدٍ وغيرة تُجاه المجني عليها قَبل قتلها، فضلًا عما ثبت بتقرير الصفة التشريحية من أن سبب وفاة المجني عليها وما بها من إصابات يوافق ما انتهت إليه التحقيقات، وكذا ما ثبت بتقرير «الإدارة العامة للأدلة الجنائية» من تطابق البصمات الوراثية المأخوذة من قصاصات شعر رُفعت من مسرح الجريمة وعينات دماء وخلايا عَلِقتْ باللاصق الذي كمَّمت به فاه المجني عليها، وبنصل السكين، محل الجريمة، وبملابس وحذاء أحد المتهمين مع البصمات الوراثية المأخوذة من جثمان المجني عليها، وكذا تطابق البصمات الوراثية المأخوذة من خلايا عُثر عليها بقلامات أظافر المجني عليها مع البصمات الوراثية لأحد المتهمين.

هذا فضلًا عن إقرار المتهمين الثلاثة بارتكابهم الواقعة تفصيلًا، وما ثبت من مشاهدة «النيابة العامة» ما سُجِّلَ بآلات المراقبة المثبتة بالعيادة قبل إتلافها من ظهور دخول المتهمين إليها وارتكاب الثلاثة جريمتهم على نحو ما ثبت بإقراراتهم في التحقيقات، إذ وُوجِهُوا بتلك المقاطع فأقرّوا بصحة ظهورهم بها، كما عُثر بهاتف أحد المتهمين على محادثات نصية عبر تطبيق واتساب بينه وبين المتهمة كَشفَت اتفاقاهما على ارتكاب الجريمة خلال وقت سابق على تاريخ وقوعها.

الجريدة الرسمية