مبروك يا نور
منذ سنوات طويلة رن جرس هاتفى، وكنت حينها مديرا لتحرير جريدة الأحرار التي كانت تصدر عن حزب الأحرار.. كان المتحدث على الطرف الآخر هو الفنان الكبير عمرو دياب.
دعانى عمرو دياب للسفر معه إلى بيروت لحضور حفل توقيعه مع شركة روتانا، وأتذكر يومها أنى نصحت عمرو دياب بأن مسيرته الفنية المنطلقة اعتمدت على ذكائه وقدراته الفنية ومحاولاته الدءوب وعدم رضاه الدائم عما وصل إليه، وقلت له: أنت نجم كبير قبل أن تتعاقد مع روتانا وأخشى أن تتأثر مسيرتك بـ "الزحمة والتخمة" التي تسيطر على روتانا ، وأخاف أن تفتقد فكرة التنافس الشديد بينك وبين كبار النجوم من جيلك.
كان عمرو دياب محدد الأهداف وهو المعروف بذكائه الفني والإنسانى.. اختار طريقه وسافرت معه ضمن وفد صحفى محدود للغاية، وحضرنا حفلا مدهشا على ما أتذكر كان بفندق موفنبيك بيروت.
وظلت علاقتنا طيبة لفترات طويلة ثم انقطعت إلا من متابعة نجوميته وإطلالاته السنوية التي كانت ولاتزال واحدة من المفاجآت التي تنتظرها الجماهير التي تعشق صوته وتتابع مشواره الفني.
كانت نور ابنة عمرو دياب من الفنانة شيرين رضا لاتزال طفلة صغيرة تدغدغ مشاعر أبويها بشقاوة الجيل الجديد.. كبرت نور وصارت فتاة جميلة، ذكية، متعلمة، وأصبح لها متابعون وساعدها في ذلك أنها ابنة لنجمين كبيرين. وأخيرا أعلنت نور عن خطبتها ونشرت لنفسها صورا رقيقة تبدو فيها ملامح طفولية تختلط بتفاصيل شبابية وديعة ولم يتركها الغول الجديد.. وحش السوشيال ميديا.
تعرضت نور لهجوم غير مبرر وتنمر مزعج، أحيانا بسبب ملابسها الأنيقة وهو أمر شخصى لا أعرف سر التدخل فيه، وأحيانا أخرى بلا سبب أو مبرر منطقى.
وما دام هذا التغول على خصوصيات بناتنا وأولادنا أصبح واقعا فإنه لا يسعنا إلا أن نقول لنور: مبروك حياتك الجديدة.. سيرى ولا تبالى واستمتعى بالحياة دون النظر إلى ما يقولون، فالحياة أقصر من أن تضيع في مناقشات عقيمة لن تضيف إليك ولن تأخذ منك.