كيف يفسد يهود الولايات المتحدة العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية؟
تسبب دعم اليهود الأمريكيين التقدميين لحركة مقاطعة إسرائيل “بي دي إس”، المعروفة اختصارًا بحركة المقاطعة، والتي يقودها فلسطينيون وناشطون في حركة "حياة السود مهمة" (بي إل أم) في أزمة داخل إسرائيل وصلت حد تلويح مسئولين إسرائيليين بأنه يهدد بخسارة إسرائيل لدعم الولايات المتحدة.
الأزمة تكمن في أن التصدي من قبل إسرائيل وقاداتها لحركة المقاطعية وداعميها اليهود داخل أمريكا يعني الدخول في مناوشات مع أمريكا والمواطنيين الأمريكان ولذا عليها أن تمنح مزيدًا من الاستثمار والعناية لعلاقاتها مع اليهود الأمريكيين.
خسارة أمريكا
بدوره، يقول وزير شؤون الشتات الإسرائيلي نحمان شاي: إذا سمحنا بانضمام المزيد من اليسار الراديكالي واليهود الليبراليين التقدميين إلى دعم حملة مقاطعة إسرائيل وحركة (حياة السود مهمة)، وغيرها من الحركات المناصرة للفلسطينيين ا فقد نخسر أمريكا".
وحملة مقاطعة إسرائيل هي حركة سلمية تعمل على حثِّ الأفراد والدول والمنظمات على إدانة إسرائيل لانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ومعاقبتها بالمقاطعة على أصعدة مختلفة.
"حياة السود مهمة"
أما حركة "حياة السود مهمة" فقد ظهرت في عام 2013 بعد الإفراج عن الرجل الذي قتل الفتى تريفون مارتن البالغ من العمر 17 عامًا بالرصاص. واشتد عود الحملة حجمًا ونفوذًا العام الماضي بعد حادثة مقتل جورج فلويد، البالغ من العمر 46 عامًا، على يد ضابط شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس.
في العام الماضي، وقعت أكثر من 600 منظمة يهودية في الولايات المتحدة على بيانٍ تُعلن فيه دعمها لحركة "حياة السود مهمة".
منظمة الصوت اليهودي
في المقابل فإن الغالبية العظمى من المنظمات اليهودية الأمريكية لا تدعم حركة مقاطعة إسرائيل، باستثناء حفنة من المنظمات التقدمية، مثل منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، التي صرَّحت بدعمها لحركة المقاطعة.
وفي محاولة لحشده دعم أعضاء اللجنة اليهودية الأمريكية، قال شاي: "يجب أن أثق بأن مئات الآلاف من اليهود الأمريكيين سيكونون في صفنا. نحن بحاجة إليكم من أجل هذا، وليس الاكتفاء فقط بالتبرعات وغيرها من سبل دعم إسرائيل، التي نثمنها كثيرًا بلا شك".
وأضاف شاي أنه يعتمد على اليهود الأمريكيين للتأثير في "الخطاب العام الأمريكي الداخلي" لصالح إسرائيل.
الانقسام
وتأتي تعليقات الوزير الإسرائيلي وسط حالة انقسام تتصاعد بين الحكومات الإسرائيلية اليمينية ويهود أمريكا، وهم أقلية ليبرالية تاريخيًا في الولايات المتحدة.
وفي يوليو الماضي، وجد استطلاع لآراء الناخبين اليهود الأمريكيين، أُجري بعد أسابيع فقط من الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، أن ربع المشاركين في الاستطلاع يوافقون على القول إن "إسرائيل دولة فصل عنصري"، إضافة إلى نسبة أكبر من المشاركين، تصل إلى 28%، قالت إنها لا تجد في هذا التصريح معاداة للسامية.