الهجرة.. دروس في التكتيك والاستراتيجية!
كل عام وأنتم بخير.. نقف أمام عمل ناجح مكتمل الأركان دون خطأ واحد.. سرية مطلقة.. استبقاء الإمام علي ليرد بدلا من الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام الأمانات إلى أهلها حتى لو كانوا مشركين.. اختيار الرفيق الأنسب لم يكن الابنة أو ابن العم أو العم.. إنما الرفيق الأنسب للدعوة كلها.. ثم اختيار دليل بالطرق حتى لو كان مشركا لكنه الأعلم في مجاله.. اختيار متخصص في الأثر هو أيضا الأعلم في مجاله حتى لو كان مشركا كذلك.
الاتجاه جنوبا للتمويه على خلاف الطبيعي وعلى غير المنطقي ثم العودة إلى اتجاه يثرب من نقطة مختلفة تكون قريش بجنودها قد أنهكت في البحث عن الرسول وصاحبه دون جدوى فضلا عن وقوعها في فخ التضليل الذي جرى.. ثم احتياطات الرحلة وتموينها من الماء الغذاء ولكل مهمة من المهام السابقة مسئولا عنه حتى لو كانت سيدة كأسماء بنت أبي بكر!
كيف ضمن الرسول السرية المطلقة؟ لا بد وحتما فرز جيدا كل الأسماء المرشحة ويتم اختيار عبد الله بن أريقط دليلا في نهاية الأمر.. وكذلك مع عامر بن فهيرة.. وكذلك مع أسماء.. وهكذا.
كانت الهجرة النبوية الشريفة مثالا للتخطيط الجيد.. لم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو ربه لينجيه أو لتكون معجزة تنقله إلى حيث يريد إنما الأخذ بالأسباب والتعامل مع كل الظروف وكل الاحتمالات!
دروس كثيرة.. فقط أن نتعلم