معني حزن المصريين علي حسب الله الكفراوى!
ما يروي من قصص وحكايات عن الراحل حسب الله الكفراوى منذ خبر رحيله يكفي ليتحول إلى كتاب أو مجلد عنه! والسؤال.. ما سر حزن المصريين علي حسب الله الكفراوى بهذا الشكل الملفت؟ كيف يهاجم البعض الرئيس مبارك وكل أركان حكمه ثم يستثنون الراحل الكريم؟! كيف يلعن البعض -رغم قلتهم- كل وزراء مصر في كل عصورها ويكون الكفراوى استثناء؟!
ببساطة.. ينضم الكفراوى إلى قائمة طويلة من وزراء وتنفيذيين دخلوا قلوب المصريين ولن تخرجهم منها أى قوة في العالم.. يعتبرونهم من البنائين العظام حتي لو لم يكونوا وزراء إسكان.. تضم القائمة -مثالا وليس حصرا- الآباء المؤسسين لوزاراتهم.. فـ عبد القادر حاتم أبو الإعلام.. وعزيز صدقي أبو الصناعة.. وثروت عكاشة أبو الثقافة.. والنبوي المهندس أبو الصحة.. ورمزي إستينو أبو وزارة ومؤسسات التموين المصرية.. وصدقي سليمان أبو الإنشاء والتعمير وهو الوزير الذي بني السد العالي.. والأخير-كما اعترف حسب الله الكفراوى نفسه في وفاء نادر- هو من اكتشفه وقدمه للعمل التفيذي الأعلي واستصدر له قرار جمهوريا استثنائيا من جمال عبد الناصر ليترقي إلى موقع المدير العام قبل دوره بسنوات مهندسًا شابا في سد مصر العظيم !
إخلاص الكفراوى
لن ينسي المصريون اللواء سيد فهمي ولا اللواء أحمد رشدي ولا اللواء حسن أبو باشا ولا الفريق أول محمد فوزي ولا المشير محمد عبد الغني الجمسي ولا المشير محمد حسين طنطاوي ولا الدكتور أحمد جويلي ولا المهندس عبد الهادي راضي ولا الدكتور محي الدين الغريب ولا المهندس ماهر أباظة ولا المهندس سليمان متولي ولا الدكتور كمال الجنزوري وغيرهم!!
كثيرون ربط شعبنا بينهم وبين النزاهة والشرف والإخلاص لشعب مصر العظيم خصوصا البسطاء والضعفاء منه.. مثل حسب الله الكفراوى تماما.. لم يعرفوا الاستثناءات.. لم يعرفوا الراحة.. لم يعرفوا الحرام ! يعترف حئسب الله الكفراوى بتقديمه استقالته أربع مرات للرئيس مبارك.. ويرفضها.. والخامسة كانت مشفوعة بوقائع فساد لقريبين من دائرة الرئيس فخرج وبقوا.. وبقي الفساد.. وعاش الكفراوى في ضمير الناس.. وسيبقي !
المصريون.. تسوق لهم دعايات هنا وهناك.. ضد فلان وضد علان.. تشوه هذا بالباطل وتصنع من ذاك بطلا بخلاف الحقيقة.. ثم تعود الحاسة السابعة مهما طال الزمن.. لتصحح الذاكرة الوطنية.. وتاريخها كله !!
رحم الله المهندس حسب الله الكفراوى!