سيناريو الساعات المقبلة
تعلم إسرائيل أن الصواريخ الـ١٩التي أطلقت عليها صباح الجمعة، وقبلها ثلاثة تجاه مستوطنة كريات شمونة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، كانت بتوجيهات من إيران إلى حزب الله، نسبها حزب الله إلى فصائل فلسطينية، ثم عاد واعترف أنه من أطلقها.. ومن البداية أدركت إسرائيل أن إيران تريد تحويل مجرى الاهتمام من الناقلة ميرسر ستريت التي ضربتها بطائرة مسيرة، وترتب على الضرب استعداد غربي للرد بكافة أنواعه، ونقل المعركة إلى الجنوب اللبناني، ومنه إلى تدمير البنية التحتية لبيروت!
أدركت إسرائيل النقلة المقصودة إذن، فاكتفت بصد معظم الصواريخ، وردت بقصفات مدفعية وغارات.. وكانت الضربات من الجانبين في الخلاء المفتوح.. فكأنما خدع حزب الله مولاه وسيده فى إيران وتحسب لتدمير بيروت! الضرب في الخلاء جعل إسرائيل تعلن أمرين: التهدئة.. وأنها لا تريد التصعيد.. ولا مصلحة لها في لبنان.. وفضحت حزب الله بأن قالت إن حزب الله حرص أن تكون صواريخه في المناطق المفتوحة.. لا إصابات على الجانبين.
فى نظر المجتمع الدولى حظيت إسرائيل بالرضا، وربما الإمتنان.. أن كفت يدها عن لبنان المبتلى بحكامه، وفى الوقت نفسه أتاحت الفرصة أمام مجلس الأمن لعرض قضيتها الأساسية وهى العدوان على الملاحة الدولية، فى بحر العرب. بعبارة أخرى ركزت إسرائيل على العدوان على ناقلة النفط التي ضربتها ايران.
وفى الوقت نفسه، نشر البنتاجون تقريرا فنيا تفصيليا عن أسلوب الضرب الإيراني وأدواته، وتبين أن إيران أطلقت مسيرة إستطلاع تلتها مسيرة تطلق حمولتها ثم تتحطم.. عاين الأمريكيون والإسرائيليون والبريطانيون الحطام ومكان التدمير في الناقلة، وتبين أن الصاروخ والمسيرة صناعة ايرانية.. نتيجة أكدتها بريطانيا وإسرائيل.. وبذلك توفر دليل الإدانة القطعي. يتبقى توقيت ونوع الرد الذي سيكون جماعيا، أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، غالبا.
إسرائيل وإيران
من ناحيتها أكدت إسرائيل أنها جاهزة لمهاجمة إيران وحدها.. ربما أعلنت ذلك تحسبا لتردد أمريكي بسبب رغبة أمريكا في إتمام الإتفاق النووي الجديد مع إبراهيم رئيسي.. الرئيس الدموي الجديد لإيران. صباح أمس خرجت إسرائيل بأن الساعات المقبلة حاسمة.. بخصوص الرد على إيران. والجيش الايراني أعلن أن الرد ربما يكون خارج إسرائيل لكنه موجع وقاس.. في أراضي دولة أخرى.. ترى ما هي؟!
يبقى أن نناقش أسلوب الرد: عسكري تقليدي؟ ضربة جوية قاصمة مركزة لأهداف داخل إيران؟ ضربات تعجيز كلي للميليشات والزوائد الايرانية في العراق وسوريا؟
يتحدث معظم الخبراء عن رد غير تقليدي.. وهو تعبير يعنى حاليا إصابة قدرات العدو بالشلل الالكتروني الكلي! هجوم سيبراني كاسح يجعل الطائرات والصواريخ وشبكات الردار لعب أطفال.. حديد وصفيح والومنيوم. هل ستشفي إسرائيل غليلها بهذه الطريقة الأنيقة في الرد.. أم سيتبع ذلك تخريب كلي للبرنامج النووي الإيراني؟ الأغلب أن الحرب غير المرئية رغم نتائجها المضمونة، لن تحقق إشباع إسرائيل من الدم. لذلك نظن أن الحرب ستجمع بين الأدوات الالكترونية.. والتفجيرية..
ساعات ونعرف..
لو إنتهى الموقف إلى خمود.. ستوصف حكومة نفتالي بينيت.. بالكذب.. والجبن والتفريط في أمن البلاد القومى وتشجيع إيران على المزيد. وهنا فرصة نتنياهو الذهبية للانقضاض. موقف لن تضع حكومة نفتالي بينيت هذا.. نفسها فيه!