رئيس التحرير
عصام كامل

أنا فهمتكم.. النهضة التونسية تستلهم روح «بن علي» في بيان البنود المشبوهة

الغنوشي في اجتماع
الغنوشي في اجتماع شورى النهضة

أصدر مجلس شورى حركة النهضة التونسية -الإخوان- اليوم، بيانا حول الاجتماع الطارئ للحركة المخصص لمناقشة الأزمة الحالية فى البلاد، عقب القرارات التى أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، ونصت على تجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإقالة الحكومة.

 

الملاحظ في البيان الصادر عن مجلس شورى النهضة برئاسة، عبد الكريم الهاروني، أن الحركة اتبعت نهج الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن على، عندما فقد السيطرة على الأوضاع في 2011، ليخرج على الشباب الثائر بجملته الشهيرة: "أنا فهمتكم" على أمل تهدئة الأوضاع وتبريد الثورة، وهو ما كررته النهضة فى الفقرة الأول من البيان الذي جاء فى 10 نقاط مشبوهة، تعمدت فى بدايته الاعتراف بالخطأ وتدني الأوضاع المعيشية.

وبداية من البند الثاني، ذهبت الحركة كعادة جماعة الإخوان "الإرهابية" فى العواصم التى نجحوا في الاستيلاء على الحكم فيها، لتحميل باقي التيارات السياسية الأخطاء بالتلميح والتجريح، واتباع نبرة المظلومية.

 

الاعتراف بالخطأ والنقد الذاتي

فى البند السادس من بيان حركة النهضة، عادت للتحدث عن النقد الذاتي، بعد جرعة الشر التي بثتها في الجسد السياسي للدولة، بهدف ترسيخ الانقسام واستخدام مفردات الحريات والديمقراطيات التي لا تعلم عنها الجماعة شي منذ وضع لبنتها الأولى مؤسسها حسن البنا، لقناعتها بالتمكين واعتبار باقي أفراد المجتمع جهلاء.

 

لم يخلو أيضا بيان حركة النهضة التونسية، من مغازلة المكونات السياسية الأخري بهدف كسبها إلى صفها فى صراعها مع الرئيس قيس سعيد، أمام البنود المتبقية ذهبت خلالها لكشف هدفها الحقيقى المتمثل فى عودتها للسلطة وتحريض الداخل والخارج ضد رئيس البلاد، والتشدق بالدستور الذي خالفته الجماعة هناك بداية من مصادرة القرار السياسي للدولة، وشروع رئيس مجلس النواب وزعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، فى الانفراد بقرارت مصيرية تمثل تهديدا للأمن القومى للبلاد، بتوقيع اتفاقات مشبوهة مع دول إقليمية، علاوة على مساندة الجماعة فى ليبيا بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر برلين.

 

أما الفقرة الأخيرة فى بيان النهضة توجهت الحركة بشكل مباشر لمخاطبة عناصرها، بطريقة ملتوية تحمل بين سطور البند العاشر تحريضا على العنف من خلال وصف الثوار بالمجرمين، والتحدث عن حماية مقرات الحركة.

 

وكان مجلس شورى حركة النهضة قد عقد اجتماعا طارئا، أمس الأربعاء، لمناقشة الأوضاع السياسية وما وصفته بـ"الانقلاب" في إشارة إلى قرارات الرئيس قيس سعيد، وبعد ساعات من انعقاده خرجات تصريحات متضاربة من قيادات الحركة حول مخرجاته، وعكفت على صياغة بيان بعد انتهاء الاجتماع بنحو 12 ساعة بطريقة تؤكد الخلافات الداخلية بين قادة النهضة.. بيان الحركة المريب حمل الـ 10 بنود التالية.

 

بيان الخديعة 

1 ـ تفهَّم الغضب الشعبي المتنامي، خاصة في أوساط الشباب، بسبب الإخفاق الاقتصادي والاجتماعي بعد عشر سنوات من الثورة. وتحميل الطبقة السياسية برمتها كلا من  موقعه، وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ودعوتهم إلى الاعتراف والعمل على تصحيح الأداء والاعتذار عن الأخطاء.

 

2 ـ الانشغال عن الفراغ الحكومي المستمر منذ ما يزيد عن العشرة أيام،  وعدم تكليف السيد رئيس الجمهورية الشخصية المدعوة لتشكيل حكومة قادرة على معالجة أولويات الشعب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية،  وضرورة التسريع بعرض الحكومة الجديدة على البرلمان لنيل ثقته، والانكباب في أقرب وقت على تقوية نسق مقاومة الجائحة وتعبئة الموارد المستعجلة لميزانية 2021 وإعداد مشروع ميزانية 2022.

 

3 ـ ضرورة العودة السريعة إلى الوضع الدستوري الطبيعي ورفع التعليق الذي شمل اختصاصات البرلمان، حتى يستعيد أدواره ويحسّن أداءه ويرتب أولوياته بما تقتضيه المرحلة الجديدة. واستعداد حركة النهضة للتفاعل الإيجابي للمساعدة على تجاوز العراقيل وتأمين أفضل وضع لاستئناف المسار الديمقراطي.

 

التشدق بالحريات والديمقراطية

4 ـ تأكيد أن المسار الديمقراطي واحترام الحريات وحقوق الإنسان منجزات دفع من أجلها الشعب التونسي التضحيات والشهداء ولا يمكن التخلي عنها تحت أي ذريعة. والانشغال البالغ تجاه الإيقافات التي شملت مدوّنين ونواب شعب  بعد 25 يوليو وتتبع  القضاء العسكري لمدنيين في مخالفة للدستور. والخشية من استغلال الإجراءات الاستثنائية لتوظيف القضاء في تصفية حسابات سياسية.

 

5 ـ الدعوة الى إطلاق حوار وطني للمضي في إصلاحات سياسية واقتصادية تحتاجها بلادنا في هذه المرحلة للخروج من أزمتها والتعجيل باستعادة المالية العمومية لتوازناتها وللاقتصاد الوطني لعافيته.

 

6 ـ  ضرورة قيام حركة النهضة  بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها وإطاراتها في أفق مؤتمرها 11 المقرر لنهاية هذه السنة، لإعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد.

 

مغازلة التيارات السياسية

7 ـ التأكيد على حرص حركة النهضة على نهج الحوار مع جميع الأطراف الوطنية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية من أجل تجاوز الأزمة المركبة وتحقيق السلم الاجتماعية وإنجاز الإصلاحات  الضرورية.

 

8 ـ التشديد على الانخراط المبدئي لحركة النهضة  في محاربة الفساد وملاحقة المورّطين فيه مهما كانت مواقعهم وانتماءاتهم، في إطار القانون وبعيدا عن أيّ توظيف للملفات.

 

9 ـ دعوة أبناء شعبنا الى مواصلة اليقظة والنضال السلمي من أجل تونس ديمقراطية، تقطع مع كل مظاهر الاستبداد والفساد والشمولية وكل مظاهر التطرف والإقصاء والعنف، حفاظا على الوحدة الوطنية وتعزيزا لسيادة بلادنا واستقلال قرارها.

 

10 ـ توجيه تحية تقدير واعتراف إلى مناضلات ومناضلي حركة النهضة الذين رابطوا بمقرّاتها يوم 25 يوليو 2021، وتحلّوا بأعلى درجات ضبط  النفس  وعدم الانجرار للعنف، أمام الاعتداءات الإجرامية التي تعرض لها عدد هام من المقرات وطالت بعض مناضلي الحركة وانتهكت حقوقهم.

الجريدة الرسمية