رئيس التحرير
عصام كامل

هاآرتس: خريطة الطريق التي وضعها الجيش فرصة ذهبية للمعارضة.. تعيين رئيس انتقالي وإجراء انتخابات برلمانية ووضع الدستور في أقرب وقت..المعارضة مجبرة على الرضوخ للجيش لتنفيذ أجندتها

فيتو

قال تسيفى بارئيل المحلل للشئون العربية ب"صحيفة هاآرتس" العبرية، أن محمد مرسي الرئيس المصري على استعداد بالفعل للتضحية بحياته من أجل الشرعية، ومن المتوقع اليوم الأربعاء أن الجيش المصري سوف يضع خارطة طريق مستقبلية والتي قد تشمل إلغاء الدستور وإجراء انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة جديدة بحسب المعلومات التي تم تسريبها.


وأضاف، أنه إذا تمت الموافقة على خطة الجيش من قبل النظام والمعارضة فستدخل مصر في فترة طويلة لعدة أشهر لن يستطيع النظام خلالها أداء عمله واتخاذ قرارات مصيرية مثل اعتماد الموازنة ومشاريع تطوير الاقتصاد سوف تصاب بالشلل.

وأشار بارئيل اليوم الأربعاء إلى أن مرسي يرفض إنذار الجيش والمعارضة التي ترغب في تنحي الرئيس، وهذا الصراع بين الجانبين قد يجبر الجيش للاستيلاء على السلطة بالقوة لفترة زمنية، ويمكن أيضًا لـ "مرسي" أن يقيل وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي وتعيين بدلا منه أحد من مقربي الرئيس، ولكن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تمرد في صفوف الجيش وقوات الأمن وستدخل مصر في صراع عنيف.

وتابع الكاتب أن خارطة المستقبل التي طرحها الجيش ستكون فرصة ذهبية بالنسبة للمعارضة حتى تستطيع أن تصيغ شكل النظام من جديد رغم أنها فشلت في الانتخابات السابقة، ولكن هذه الخارطة لن تكون بديلا للدستور ولا تحاول أن تحدد طابع الدولة، حيث أن غايتها خلق حوار إجباري دون أن تحدد نتائج هذا الحوار، وفى نفس الوقت فإن هذه الخطة إذا لقيت قبولًا فإنها ستلغي نتائج الانتخابات الرئاسية وستسخر من الإجراء الديموقراطي الذي تمت هذه الانتخابات من خلاله لكن هذه ليست مشكلة الجيش في اللحظة الراهنة.

ولفت الكاتب، إلى أن وسائل الإعلام العربية، لا تزال تتحدث عن انتشار الأسلحة في الشارع المصري من قبل الإخوان المسلمين، الأمر الذي ينذر أن العصابات المسلحة من الممكن أن تحول الميادين إلى ساحات للقتال .

وأردف الكاتب أن حركات المعارضة ترى في الجيش أنه شريك وداعم إيجابي لتلبية مطالبهم لكنهم لا يستطيعون الادعاء بأنهم يمثلون الرأي العام بأكمله فضلًا عن أنهم أمام معضلة صعبة وهى في حالة تولى الجيش لزمام الحكم فهو الذي سيعيد صياغة الدستور.

وأضاف أنه في هذه المرة ستضطر المعارضة إلى قبول إملاءات الجيش، الذي بدونه لا يستطيعون تنفيذ أجندتهم، وبذلك سوف يتحولون إلى معارضة تحت رعاية الجيش وهذا الوضع بعيد جدًا عن الديموقراطية التي يطمحون إليها.

ومضى الكاتب قائلًا: إن مطالب المعارضة بتعيين رئيس جديد مؤقت بدلًا من مرسي، وإجراء انتخابات برلمانية في المستقبل القريب قبل صياغة دستور جديد فإن هذه الانتخابات تشكل إعادة خريطة القوى السياسية.

وتوقع الكاتب أن يوضع رئيس انتقالي غير تابع للإخوان المسلمين لإزالة مخاوف المعارضة، كما ستجرى انتخابات برلمانية في أقرب وقت ممكن قبل صياغة دستور جديد، وفى هذه الحالة سترسم خريطة القوى السياسية من جديد.وسيتم نقل الصراع من الشارع إلى الساحة السياسية، مشيرًا أن مصر على حافة الهاوية ولا أحد يدري ما الذي سيحدث غدًا.
الجريدة الرسمية