ماكرون: مساعدة فرنسا للبنان ليست "شيك على بياض"
في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلده سيقدم مساعدات طارئة تزيد قيمتها عن 100 مليون يورو إلى لبنان، لكن دون منحة أو شيكا على بياض.
وأكد ماكرون، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء في مستهل مؤتمر المانحين للبنان، أن فرنسا ستوفر المزيد من اللقاحات ضد فيروس كورونا إلى لبنان، موضحا أن الحديث يدور عن خطة لإرسال 500 ألف جرعة إضافية من اللقاح إلى هذا البلد.
وفي الوقت نفسه، شدد الرئيس الفرنسي على أن الأولوية بالنسبة للبنان لا تزال تكمن في تشكيل حكومة ستعمل على تطبيق إصلاحات، قائلا: "لن يكون هناك شيك على بياض للبنان".
وذكر الرئيس أن الأزمة التي يمر بها لبنان حاليا ليست "نتيجة قضاء وقدر" بل إن سببها يعود إلى نظام سياسي يعاني من خلل وظيفي.
وأكد ماكرون على ضرورة أن يطلع الساسة اللبنانيون الشعب على الحقيقة فيما يخص التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
شدد الرئيس اللبناني ميشال عون، على أن الحقيقة وراء انفجار مرفأ بيروت "ستظهر وسيأخذ كل مذنب جزاءه".
وقال عون، في عشية ذكرى انفجار مرفأ بيروت: "الشعب اللبناني تجمعت في وجهه كل المآسي، من قلبي أقول لعاصمتنا الحبيبة بيروت ستظهر الحقيقة وسيأخذ كل مذنب جزاءه وستنهضين من جديد".
وأضاف: "4 أغسطس من السنة الماضية وقع زلزال غير مسبوق في تاريخ البلاد، احترق وجه بيروت واحترقت معه أوجه كثيرة وخسرنا معه أرواحا كثيرة بسبب تراكم الإهمال على مر السنين وعلى مختلف المستويات".
وتابع: "أحس بآلام الأهل والأصدقاء الذين فقدوا أحباءهم في هذا الانفجار، وأنا واحد منهم".
التحقيق النزيه
وأردف رئيس لبنان قائلا: "نعم للتحقيق النزيه والجريء وصولا للمحاكمات العادلة، نعم للقضاء القوي الذي لا يتراجع أمام صاحب سلطة مهما علا شأنه.. لكن يلزم أن نترك التحقيق يأخذ مجراه".
وأوضح: "ما حصل خلال آخر سنتين من انهيار اقتصادي ومالي مع كل تأثيراته الحياتية والاجتماعية والنفسية يهدد بانهيار الدولة اللبنانية بكل مقاومتها ومؤسساتها".
تشكيل الحكومة
واختتم بالقول: "اليوم عندنا فرصة تشكيل الحكومة، وأعدكم أنني أبذل كل جهدي مع الرئيس المكلف لتذليل كل العراقيل أمام تشكيل حكومة جديدة".
ويحيي لبنان، الأربعاء، ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت، الذي قتل أكثر من 200 شخص، وشرد أكثر من 300 ألف شخص وألحق دمارا هائلا بالعاصمة اللبنانية.
وفي وقت سابق، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتشن الحقوقية، الثلاثاء، مسؤولين لبنانيين كبار بالتورط في الانفجار المدمر الذي هز مرفأ بيروت، في أغسطس من العام الماضي، مشيرة إلى وجود دلائل تؤكد ذلك.
وقالت "هيومان رايتس" في التقرير الذي أصدرته قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الأولى للانفجار المدمر إن المشاكل البنيوية في النظامي القانوني والسياسي في لبنان تسمح للمسؤولين بالإفلات من المساءلة والعقاب، خاصة أنه لم يتهم أي منهم حتى الآن على خلفية الكارثة.
وهز انفجار ضخم عصر 4 أغسطس 2020 أحد مخازن مرفأ بيروت، مما أدى إلى سقوط نحو 200 قتيل وإصابة الآلاف، فضلا عن تدمير جزء كبير من المدينة وما جعل الانفجار قويا إلى درجة اعتبر معها أقوى انفجار غير نووي يقع في عالمنا هو وجود مادة نيترات الأمونيوم، شديدة الخطورة في المرفأ، علما أن هذه المادة تستخدم للتفجير في المحاجر والمناجم.