بالصور والفيديو.. الأفضل في بعثة كرة القدم
زغلول صيام يكتب: يوميات مصر في طوكيو (2)
ربما سمح لي وجودي منسقا إعلاميا للمنتخب الأولمبي في الدورة الأولمبية طوكيو 2020، بالاقتراب كثيرًا من اللاعبين والجهاز الفني لأتعرف عن قرب على كل شخص، وهو الأمر الذي استوقفني كثيرًا، وجعلني متشجعًا لكتابة كل ما دار هناك في طوكيو مع هذا الفريق الواعد.
وأنا هنا أبدا بلاعب لم يشارك في دقيقة واحدة من المباريات الأربع التي لعبها الفريق المصري، ولكني أعتبره هو النموذج الذي يجب أن يكون عليه اللاعب الدولي، بحيث يكون أكبر داعم لزملائه، حتى لو كان يجلس خارج الخطوط أو في المدرجات.
حارس عملاق وموهوب وصاحب أفضل نفسية
اليوم أتوقف عند حارس ظاهرة، وربما سيكون يومًا ما حارس مصر الأول؛ بما يملكه من مقومات يجعله في مقدمة الصفوف.. نعم محمد الشناوي تألق وأجاد، ولكن يبقى محمود جاد هو نقطة الحوار.
شوقي غريب
عندما رشحه الكابتن شوقي غريب يومًا للحديث في مؤتمر صحفي خلال فترة الإعداد التي سبقت السفر، كان السؤال لمحمود: ماذا لو تمت الاستعانة بالشناوي، فأجاب بطلاقة: “أهلًا به، ومستعد للسفر حتى لو جلستُ في المدرجات”.
كنت أظنه يمزح، وأنه يقول كلامًا للاستهلاك الإعلامي، ولكن كل حرف نطق به محمود جاد كان عين الحقيقة في طوكيو.
جاد حارس إنبي الموهوب، وصاحب إمكانات عملاقة في حراسة المرمى، لايمكن أن يختلف عليها اثنان، كان أفضل داعم لزملائه، وكان الكابتن شوقي غريب الذي يحتاج لحارسين فقط في كل مباراة، كان يضع الشناوي أساسيًّا، ومعه إما محمد صبحي أو محمود جاد احتياطيًّا، وهي عينٌ خبيرة للمدير الفني في المساواة بين الحارسين.
محمود جاد
ولكن يبقى جاد حالة متفردة، فعندما يأتي عليه الدور للجلوس في المدرجات لا يهدأ ولا يكلُّ، بل إنه مشجع درجة أولى لزملائه، وينادي على كل زميل للقيام بدوره عليى الوجه الأكمل.. “ارجع يارمضان.. قفِّل يا أسامة.. شوط يا ريان”.. وطبعًا لأن المباريات بدون جمهور، فكان صوته يصل لكل من في الملعب وابتسامته لاتفارقه وأداؤه في التدريبات قوي جدًّا، ويتصدى لكرات من الصعب علي أي حارس التصدي لها.
أعود بالذاكرة لمحمود جاد الذي حرس مرمى المنتخب أمام البرازيل في المباراة الودية التي فزنا بها في القاهرة، وأيضًا جاد في لقاء جنوب أفريقيا بالسويس، وتصديه لانفرادات صريحة مكنت الفريق من الفوز.
موهوب في الملعب
وعندما تكون هناك تقسيمة تحتاج إلى حارسين، يلعب محمود في أي مركز غير حراسة المرمى، ومن الصعب أن تفرقه عن أي لاعب لأنه موهوب في اللعب والأداء بقوة، ودائما فريقه يفوز بأي تقسيمة.
وأتذكر أنه في آخر مران للفريق، قبل مواجهة البرازيل في دور الثمانية، دخل في تحدي "تنطيق الكرة"، وهو جالس على الكرسي، وأخذ محمود يستعرض موهبته ولم يوقفه إلا الدكتور أيمن زين طبيب الفريق خوفا من إصابته بشد، لاسيما وأنه سيكون في قائمة الفريق أمام البرازيل.
هكذا هو محمود جاد، الإنسان البسيط الذي ليست له أي حسابات سوى مصلحة الفريق الذي يلعب له، وبالتالي كان لابد من إلقاء الضوء على أحد العناصر المهمة في الفريق، والتي تعكس الروح التي كانت سائدة.
ما زلت أتذكر محمود جاد وهو في معسكر إسبانيا، وخلال فترة راحة بعد الانتهاء من المعسكر، قام بأداء أغنية “مو صلاح”، تجاوب فيها كل الإسبان معه، وكان أداءً راقيًا يعكس شخصية سوية، يجب أن يكون عليه كل نجوم المنتخبات الوطنية في كل المعسكرات فعندما تنضم لا تصبح عبئا علي الجهاز الفني لأن القائمه دائما 18 لاعبا واختيار أي لاعب لا يقلل من زميله، وأي فريق يحقق بطولة لا بد أن يكون الجميع على قلب رجل واحد.
في الحلقة القادمة أكرم أبو مائة رئة وليت هناك 11 أكرم في الملعب..