رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده الـ 98.. محطات لا تنسى في حياة البابا شنودة

البابا شنودة
البابا شنودة

في مثل هذا اليوم قبل 98 عاما ولد البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة المرقسية، وتحديدا في 3 أغسطس عام 1923، وصار بطريرك الكنيسة منذ عام 1971 حتى وفاته عام 2012. 

قيادة الكنيسة في مرحلة خطرة 

وقاد "شنودة" الكنيسة في أخطر مرحلة شهدتها البلاد منذ بداية السبعينات، عاش تقلباتها السياسية والاجتماعية من الهزيمة إلى النصر ومن الانفتاح إلى التشدد بحكمة وذكاء، وترك إرثا من الصعب للغاية جمعه في بضع كلمات، فالرجل لم يكن يجلس فقط على كرسي البابوية، بل كان سياسيًا من العيار الثقيل، وربما هذا ما مكنه من التعامل بتوازن نادر مع تحديات المجتمع.

 

كان بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية شخصية رئيسية في التاريخ المصري على مدار العقود الماضية، وضم في محاسن شخصيته ما يقرب من ألفي عام من التاريخ المسيحي في مصر.

الأقباط والتفاعل مع المجتمع

في عهده لم يكن الأقباط مجتمعًا مستسلمًا، بل متفاعلا، ولكنه أبعد الأديان عن الصراعات، واستطاع بتعاون نادر مع مشايخ الأزهر ورموزه الدينية، تعزيز ثقافة الحوار، ولهذا كان البابا شنودة دائما وسيطا ممتازا لحل مشكلات الشرق السياسية والاجتماعية كلما احتاجته بلاده لذلك. 

رفض الاحتلال الإسرائيلي 

رفض البابا شنودة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومنع المسيحيين من الذهاب للحج في القدس، ما أوقعه في صراع شرس مع الرئيس السادات، الذي كان يسعى إلى تأييد ديني ـ إسلامي مسيحي ـ بهدف إبعاد مصر عن شبح الحرب مع إسرائيل، ولكن السياسة شيء ومشاعر الشعوب شيء آخر.. هكذا تعامل البابا، ورفض اتفاقية السلام، ودفع ثمن مواقفه بطيب خاطر. 

الذكاء السياسي 

عرف البابا شنودة بذكائه السياسي أن القضية الفلسطينية، هي برميل البارود الحقيقي للعلاقات بين المسلمين والمسيحييين، ليس في مصر فقط، ولكن في كل بلدان العالم العربي والإسلامي قاطبة، ولهذا جعل من مواقفه الرافضة للاستيطان رسالة سلام عالمي، ضد كل أنواع العنف، وضد أي استخدام غير آمن للدين كسلاح في تقلبات السياسة.

رحل بابا المصريين وبقيت رسالته للمصريين بل وربما للعالم: نحب بعضنا البعض، نفعل الخير، لا ندع أنفسنا نضلل، لا نخدع، ليبقى خالدًا إلى الأبد في قلوبنا.

الجريدة الرسمية