عبد الله حمدوك: ورثنا تركة ثقيلة وتمكنا من فك عزلة السودان
التقى رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، مساء أمس الإثنين، بقطاع من المبدعين والمبدعات الذي شمل المطربين، المسرح والدراما، والشعراء، الموسيقيين، التشكيليين، كُتاب وصحفيين وسينمائيين، وذلك بحضور وزير الثقافة والإعلام الأستاذ حمزة بلول.
ويأتي اللقاء في إطار التشاور الواسع لرئيس الوزراء مع كافة قطاعات المجتمع حول مبادرته "الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال - الطريق إلى الأمام".
وأكد "حمدوك" خلال اللقاء أن هذه المبادرة تعتبر ملكًا للشعب السوداني وجاءت إضافة وتطويرًا لمبادرات كثيرة تمت خلال العامين الماضيين، موضحًا أن المبادرة بدأت بمحاولة لتشخيص الأزمة الحالية وربطها بغياب المشروع الوطني المتوافق عليه منذ الاستقلال، وتوصلت إلى أن الأزمة التي نعيشها الآن أزمة سياسية بامتياز.
مبينًا أن المبادرة تضمنت سبعة محاور رئيسية شملت: "إصلاح القطاع الأمني والعسكري، قضايا العدالة بمفهومها الشامل، القضايا الاقتصادية، السلام، تفكيك دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن، السياسية الخارجية، المجلس التشريعي الانتقالي".
صعوبة الوضع الاقتصادي
وجدد رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء حرص الحكومة الانتقالية على معالجة الوضع الاقتصادي، موضحًا في هذا الصدد أن الحكومة ورثت تركة مثقلة لثلاثين عامًا إلا أنها تمكنت من فك عزلة البلاد الدولية، كما جدد حرص الحكومة على استكمال المرحلة الثانية من عملية السلام مع الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد عبد الواحد محمد نور وأضاف "بدون سلام لن تكون هنالك ديمقراطية مستدامة".
وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية قيام المجلس التشريعي بوصفه جمعية تأسيسية يمكن من خلاله مناقشة القضايا الوطنية الكبرى ولدوره في تحصين الانتقال والمضي به نحو الأمام.
دور الثقافة والمبدعين
وأشاد حمدوك، بدور الثقافة والمبدعين لجهة أنهم كانوا في مقدمة الصفوف لمقاومة الديكتاتوريات، وأكد اهتمام الحكومة بالقطاع الثقافي لأهمية دوره في تعزيز إدارة التنوع ونشر ثقافة السلام ورفد الاقتصاد القومي مستدلًا في ذلك بتجرِبة "نوليوود" بنيجيريا.
من جانبهم أكد المبدعين دعمهم لمبادرة رئيس مجلس الوزراء لأهميتها في معالجة الراهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ودعوا إلى ضرورة عكسها وتمليكها للرأي العام عبر كافة وسائل الإعلام، كما أكدوا دعمهم لإنجاح المرحلة الانتقالية والوصول بها إلى غاياتها.
وشدد المشاركون على ضرورة الإسراع في معالجة الوضع الاقتصادي، واستكمال المرحلة الثانية من عملية السلام، وتشكيل المجلس التشريعي، والاهتمام بقطاع الثقافة، وتعزيز دور العمل الثقافي والمسرحي.
وأمن اللقاء على ضرورة تخصيص يوم وطني للإبداع والمبدعين، كما أمنوا على أهمية عقد لقاءات دورية بين المبدعين والجهات المعنية.