الإخوان ليسوا فصيلا وطنيا
بوضوح وبعبارات صريحة لا تحتمل أى تفسير آخر طالب الغنوشى الدول الأوربية ممارسة الضغوط على الرئيس التونسى قيس سعيد حتى يتراجع عن قراراته الخاصة بتجميد عمل البرلمان وإلغاء الحصانة البرلمانية لأعضائه وحل الحكومة وإقالة رئيسها.. لم يخجل الغنوشى من تحريض حكومات ودول أجنبية على رئيس البلاد، وإنما سعى لتحفيزها على ممارسة الضغوط عليه بتهديدها بهجرة التونسيين إليها!
وما فعله الغنوشى ليس مفاجئا.. لقد سبقه إليه الإخوان في مصر من قبل وفي فترات مختلفة.. فعلوا ذلك فى الخمسينات والستينات للتخلص من عبد الناصر، ووصل الأمر للمشاركة والتعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية لاغتياله.. وفعل الإخوان ذلك للتخلص أيضا من مبارك ووصل الأمر للتنسيق الدقيق مع المخابرات الامريكية قبل المشاركة فى انتفاضة يناير الشعبية، وبعدها، وهو التنسيق الذى ظفروا خلاله بالدعم الامريكى للوصول إلى حكم مصر.
وهكذا لا يجد الإخوان حرجا فى التعاون مع الأجنبى ضد بنى وطنهم.. فان هدفهم المتمثل فى الوصول إلى السلطة أو الاحتفاظ بها جعلهم يفعلون أى شىء من أجل تحقيقه.. وساعدهم على ذلك أنهم لا يؤمنون بالأوطان ولا توجد لديهم مشاعر وطنية لانهم يتبنون نهج إستعادة وإحياء دولة الخلافة الإسلامية التى تتجاوز الأوطان والدول الوطنية.. فلا ضير أن يتنازلوا عن أرض أو سيادة أو يفرطوا فى إستقلال الوطن فى سبيل تحقيق هذا الهدف.. وهم لا يخفون ذلك بل على العكس تماما يجاهرون، بل يتفاخرون به.
هؤلاء هم الإخوان، وهكذا يفكرون ويتصرفون.. لذلك هم يشكلون خطرا كبيرا على الأوطان، ولا يمكن بالتالي اعتبارهم إحدى الفصائل الوطنية، إنما هم مجموعة من المتطرفين والتكفيريين المتورطين فى ممارسة العنف والاستعانة بالأجنبي على بنى وطنهم.