كيف يدفع المال والسلطة قيادات التنظيمات التكفيرية للموت في سبيلهما ؟
يرفع قيادات التنظيمات التكفيرية لواء الدين بمرجعيات مشوهة للذود عن أفكارهم، يستقطبون جمهورًا يرتاح للعنف في فرض تصوراته على الجميع، بغض النظر عن سلامة وصحة مواقفهم أم لا.. هذا ما يعرفه الجميع عن التكفيريين على وجه التحديد، لكن ماذا عن نشوة المال والسلطة لدى هذه التنظيمات ولماذا يتعبدون في محرابها ويبذلون في سبيلها الغالي والنفيس مهما كانت التحديات، حتى لو كانت أرواحهم الثمن ؟
خطاب عنيف
يقول محمد مفتي، الكاتب والباحث، أن الأفكار التحريضية التي تتخذ صبغة تكفيرية من بعض يصفون أنفسهم بالدعاة والمصلحين، تستخدم خطاب عنيف متطرف ومتشدد ممزوج بلعنات التكفير، وهو ما يعد مناقضًا تمامًا لأدبيات الخطاب الدعوي الإسلامي، الذي يتخذ من اللين والموعظة الحسنة منهجًا للنصح.
أوضح أن التنظيمات التكفيرية وخاصة قياداتهم يتمسحون بعباءة الدين جمهورًا عريضًا وضخمًا، ممن توافقت أهواؤهم ونزعاتهم الشخصية المشوهة أصلًا مع دعوات التكفير ووجدوا ضالتهم وبغيتهم في تلك الطرق الفجة، مردفا: لا يساورني شك في أن هناك عددًا من العوامل التي أدت لتكوين تلك الظاهرة المؤذية، أهمها أن لدى هؤلاء الدعاة التكفيريين ومن والاهم أيضًا طاقة تدميرية ونفسية مشوهة موجهة ضد المجتمع.
طاقة تدميرية
أضاف: أغلب قيادات التنظيمات التكفيرية من الهاربين من أوطانهم ممن يتنقلون هنا وهناك، لا تعرف الأرض لهم مقامًا، ناقمون على أي شيء وكل شيء، تلك الطاقة التدميرية من الغضب والنقمة نابعة من اعتقادهم بأنهم مظلومون ضنت عليها الأقدار ولم تعطهم حقوقهم التي يستحقونها، وقد مزجوا رؤيتهم بالدين بحيث غدا من لم يؤمن بأفكارهم هو الكافر والمرتد.
استكمل: أكاد أجزم أن خلف كل فرد من هؤلاء الدعاة التكفيريين جهة تقوم بدعمهم، هذه الجهة تعلم تمامًا بأنهم ليسوا دعاة وأن الدين الإسلامي بريء من أفكارهم، لكنهم يقومون باستغلالهم لتحقيق مآرب دنيوية خاصة، أن نشوة المال أو السلطة تثير لعابهم، وعادة ما يكون غالبيتهم من المهمشين داخل أوطانهم، بل وربما من أرباب السوابق أيضًا، وبهذا تكون قد التقت مصالح التكفيرين بمصالح المحرضين الذين يعملون من خلف الستار.
نفسية مضطربة
أوضح الباحث أن هذه النفسية المضطربة والشخصية غير السوية تفضل العزف على وتر الدين، كون غالبية الشعوب العربية مسلمة، ولذلك فإن مخاطبتهم من مدخل الدين تجعلهم قادرين على التأثير فيهم، والكثير من البسطاء من الناس لا يمتلكون المعرفة الشرعية الكافية للتمييز بين الطيب والخبيث، ولهذا يسهل خداعهم، ومن المؤكد أن استخدام هؤلاء المغرضين للمنهج التكفيري يفرض عليهم الاستناد على الكثير من الآيات القرآنية في غير مواضعها الصحيحة، يحرفون الكلم عن مواضعه، مما يؤدي لخداع النفوس البسيطة ممن ليست لديهم دراية كافية بالفتاوى والأمور الشرعية.
السلطة والمال
أضاف: من المؤكد أن أي قارئ للتاريخ ليس لديه أدنى شك في أن تلك الفئة المولعة بالسلطة أو المال على حساب الدين لم تتورع يومًا عن التنكر لمبادئها وتحريم ما حللته من قبل، بمجرد وصولها حتى أسفل هرم السلطة وليس قمته.
اختتم: التنظيمات التكفيرية تتعيش على جرأتها على الفتوى بغير علم، فلا أحد يعلم على وجه الدقة مرجعية هذه الفتاوى، وبكل أسف يعتقد البعض أن هؤلاء الدعاة التكفيريين يسيئون فهم الدين، غير أن العكس هو الصحيح تمامًا، فهم يعرفون الدين حق المعرفة، غير أنهم يوظفونه لخدمة مشاريعهم التحريضية ومصالحهم الخاصة.