هدم السد العالي!
نمسك بكتاب قديم أصدره المدعو عمر التلمساني قبل رحيله بسنوات بعنوان "قال الناس ولم أقل في
عبد الناصر" والمؤسف ليس ما في الكتاب من زيف وتزييف وباطل وبطلان وافتراء
وإفك.. إنما المؤسف فيه أن كل ما يحتويه من مواد منشورة نشرت بالكامل في صحف قومية!
تحت سمع وبصر وموافقة النظام السياسي في السبعينيات وأوائل الثمانينيات! وإذا كانت
المسألة ديمقراطية وحق الناس في التعبير فهل كان يمكن انتقاد الرئيس والدولة وقتها؟!
لقد ضربت جريدة الأهالي رقما قياسيا في مصادرتها حتي تحول الأمر إلى نكتة تقول
"إنها الجريدة التي تصادر أكثر مما تصدر"!
لماذا نقول ذلك؟ نقوله لأسباب كثيرة نعذر معها الكثيرين ممن خضعوا لحملات إعلام الجماعة والإعلام المتحالف معها لأسباب عديدة ليس اليوم وقتها.. ومن تولوا أمر الإعلام المصري جهزوا أجيالا جديدة من شباب الصحفيين وقتها تولوا أمر هذه الصحف فيما بعد وقد جاءوا بأعلاها أسفلها مثلما فعل الأستاذ القط مثلا !
وحتي نصل بالقارئ العزيز إلى درجة السعار التي انتابت الصحف وبعض الأقلام وقتها ضد ثورة يوليو وقائدها الذي هو من المفترض رفيق نضال رئيس الجمهورية وقتها ننقل لكم ما قاله التلمساني نفسه وقاله غيره من مشاهير الكتاب يمكن أن نخصص لهم مقالا مستقلا خصوصا أن بعض الأسماء ستصدم الناس مثل مصطفي محمود الطبيب الشهير! يقول التلمساني في الكتاب بعد أن نقل كتابات تهاجم السد العالي:
"الأهوال المريعة والخسائر الفادحة التي سببها وسيسببها هذا السد الأنكد نسأل الله أن يهيئ لمصر من يكون له من الحزم والحسم ما يقضي به على هذا السد المشئوم ويهدمه قبل أن تحل بنا أخطاره المحققة الماحقة.
لقد كان هذا السد سببا في فقد الكثير من آثارنا القديمة التي يأتي الناس من أطراف الأرض لمشاهدتها وما فيها من فن وإبداع وإعجاز.
لقد أصبحت الجسور والقناطر المقامة على النيل عرضة للانهيار وما يسببه الانهيار من خسائر في الأموال والأرواح.. لم يبق شر من الشرور لم يجلبه علينا هذا السد البغيض الذي لم يقم لمصلحة مصر، ولكن إرضاء لغرور أجوف ملأ جوانب حاكم لم يؤت من العلم والرحمة والوفاء للوطن والتقدير للعقيدة لا قليلا ولا كثيرا.. اهدموا السد قبل فوات الأوان"!!
افتراء التلمسانى
انتهي كلام التلمساني.. وصدر الكتاب عام ١٩٧٩.. وكانت السماء شاهدة علي حجم الافتراء بما فيها حتي المعلومات الأساسية الثابتة التي يعرفها القاصي قبل الداني من أن مصر وفي ملحمة كبيرة جدا نقلت آثار النوبة بالتعاون مع اليونسكو.. وهو عمل هندسي ملحمي عظيم.. لكن الافتراء سيد الموقف.. وكان أن ضربت موجة الجفاف القارة.. بعد صدور الكتاب بأسابيع! وظلت كما تعرف الدنيا من ٧٩ إلى ١٩٨٧! أي ما تبقي من حياة عمر التلمساني كلها والذي بقي خمس سنوات يشرب ويعيش بفضل مباشر من السد العالي بعد فضل الله!
السطور السابقة لندرك حجم الأباطيل التي قيلت والمستوي الذي بلغته الحملة علي ثورة يوليو وزعيمها.. والتي تجاوزت الطعن في السياسي إلى الوطني وبلغت حدا غير مقبولا ولا معقولا بما يدفعنا لنسأل: إذا كان السد العالي قيل عنه هذا فماذا يمكن أن يقال عن أى إنجاز آخر! وأيضا مستوي الخصومة الذي تصل إليه هذه الجماعة وقد تعود إليه في المستقبل لا قدر الله !!
المجد للأرشيف الذي يحفظ.. وسيحفظ.. سجلا لكل قلم.. ولكل مكتوب!
لماذا نقول ذلك؟ نقوله لأسباب كثيرة نعذر معها الكثيرين ممن خضعوا لحملات إعلام الجماعة والإعلام المتحالف معها لأسباب عديدة ليس اليوم وقتها.. ومن تولوا أمر الإعلام المصري جهزوا أجيالا جديدة من شباب الصحفيين وقتها تولوا أمر هذه الصحف فيما بعد وقد جاءوا بأعلاها أسفلها مثلما فعل الأستاذ القط مثلا !
وحتي نصل بالقارئ العزيز إلى درجة السعار التي انتابت الصحف وبعض الأقلام وقتها ضد ثورة يوليو وقائدها الذي هو من المفترض رفيق نضال رئيس الجمهورية وقتها ننقل لكم ما قاله التلمساني نفسه وقاله غيره من مشاهير الكتاب يمكن أن نخصص لهم مقالا مستقلا خصوصا أن بعض الأسماء ستصدم الناس مثل مصطفي محمود الطبيب الشهير! يقول التلمساني في الكتاب بعد أن نقل كتابات تهاجم السد العالي:
"الأهوال المريعة والخسائر الفادحة التي سببها وسيسببها هذا السد الأنكد نسأل الله أن يهيئ لمصر من يكون له من الحزم والحسم ما يقضي به على هذا السد المشئوم ويهدمه قبل أن تحل بنا أخطاره المحققة الماحقة.
لقد كان هذا السد سببا في فقد الكثير من آثارنا القديمة التي يأتي الناس من أطراف الأرض لمشاهدتها وما فيها من فن وإبداع وإعجاز.
لقد أصبحت الجسور والقناطر المقامة على النيل عرضة للانهيار وما يسببه الانهيار من خسائر في الأموال والأرواح.. لم يبق شر من الشرور لم يجلبه علينا هذا السد البغيض الذي لم يقم لمصلحة مصر، ولكن إرضاء لغرور أجوف ملأ جوانب حاكم لم يؤت من العلم والرحمة والوفاء للوطن والتقدير للعقيدة لا قليلا ولا كثيرا.. اهدموا السد قبل فوات الأوان"!!
افتراء التلمسانى
انتهي كلام التلمساني.. وصدر الكتاب عام ١٩٧٩.. وكانت السماء شاهدة علي حجم الافتراء بما فيها حتي المعلومات الأساسية الثابتة التي يعرفها القاصي قبل الداني من أن مصر وفي ملحمة كبيرة جدا نقلت آثار النوبة بالتعاون مع اليونسكو.. وهو عمل هندسي ملحمي عظيم.. لكن الافتراء سيد الموقف.. وكان أن ضربت موجة الجفاف القارة.. بعد صدور الكتاب بأسابيع! وظلت كما تعرف الدنيا من ٧٩ إلى ١٩٨٧! أي ما تبقي من حياة عمر التلمساني كلها والذي بقي خمس سنوات يشرب ويعيش بفضل مباشر من السد العالي بعد فضل الله!
السطور السابقة لندرك حجم الأباطيل التي قيلت والمستوي الذي بلغته الحملة علي ثورة يوليو وزعيمها.. والتي تجاوزت الطعن في السياسي إلى الوطني وبلغت حدا غير مقبولا ولا معقولا بما يدفعنا لنسأل: إذا كان السد العالي قيل عنه هذا فماذا يمكن أن يقال عن أى إنجاز آخر! وأيضا مستوي الخصومة الذي تصل إليه هذه الجماعة وقد تعود إليه في المستقبل لا قدر الله !!
المجد للأرشيف الذي يحفظ.. وسيحفظ.. سجلا لكل قلم.. ولكل مكتوب!