مشروع بيجاسوس.. حكاية برنامج تجسس إسرائيلي أشعل أزمة فرنسا والمغرب
أزمة كبيرت نشبت بين فرنسا والمغرب بعد حديث وسائل إعلام دولية حول برنامج التجسس بيجاسوس الذي طورته شركة إسرائيلية، يعبر عن وقائع صادمة للغاية بعد الكشف عن تجسس أجهزة الاستخبارات المغربية على نحو 30 صحفيا ومسؤولا في مؤسسات إعلامية فرنسية.
مشروع بيجاسوس
كشف تحقيق استقصائي لتحالف من المؤسسات الإعلامية عن اختراق حكومات لهواتف صحفيين ونشطاء وحقوقيين مستخدمين برنامج طورته شركة إسرائيلية متخصصة في تقنيات التجسس.
وأظهر التحقيق الذي يحمل عنوان "مشروع بيجاسوس" وجود 37 محاولة اختراق ناجحة لهواتف ذكية تعود ملكيتها لصحفيين ونشطاء حقوقيين ومديرين تنفيذيين وامرأتين مقربتين من الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ويأتي اسم "بيجاسوس" بحسب تقرير نشرته "الحرة " الإخبارية نسبة إلى الشركة التي أسست في العام 2011 في شمال تل أبيب، وتسوق برنامج التجسس "بيجاسوس" الذي، إذا اخترق الهاتف الذكي، يسمح بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى مكالمات مالكه، بحسب وكالة أنباء فرانس برس.
شركة إسرائيلية
وطبقا للتحقيق، استخدمت الحكومات المتهمة باختراق أجهزة النشطاء والمعارضين والصحفيين، برنامج "بيجاسوس" التابعة لمجموعة "إن إس أو"، وهي شركة إسرائيلية متخصصة في بيع برامج التجسس لملاحقة الإرهابيين والمجرمين.
يأتي هذا التحقيق الذي نشره تحالف من المؤسسات الإعلامية العالمية، بما فيها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية و"الجارديان" البريطانية، بالتعاون مع منظمة العفو الدولية التي عملت على تحليل البيانات عبر مختبر الأمن التابع لها، بالإضافة إلى "فوربدن ستوريز" وهي منظمة صحفية غير ربحية تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها.
اختراق 50 ألف رقم هاتف
وظهرت الهواتف التي تأكدت اختراقها ضمن قائمة تضم أكثر من 50 ألف رقم أغلبها تتركز في بلدان معروفة بالمشاركة في مراقبة مواطنيها، كما يقول التحقيق.
والأرقام المسربة غير منسوبة لأشخاص، لكن التحالف المكون من 17 مؤسسة إعلامية عالمية تمكن من تحديد قائمة من ألف شخص في 50 دولة بأربع قارات مختلفة.
رؤساء دول ضمن القائمة
وكشف التحقيق وجود أشخاص من العوائل المالكة العربية ضمن المستهدفين، بالإضافة إلى 65 رجل أعمال و85 ناشطا في مجال حقوق الإنسان و189 صحافيا، فضلا عن أكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي.
وشملت قائمة السياسيين المستهدفين رؤساء دول، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء ودبلوماسيين وضباط عسكريون وأمنيون، وفقا لتحقيق التحالف الإعلامي.
يشير التحالف إلى أن من بين الصحفيين الذين تظهر أرقامهم في القائمة التي يعود تاريخها للعام 2016، صحافيون يعملون في مؤسسات إخبارية دولية مثل "سي إن إن" ووكالة "أسوشيتد برس" وصحيفتي"وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز"، و"لوموند" الفرنسية، و"فاينينشال تايمز" البريطانية.
دول عربية
ومن قائمة الـ 50 ألف رقم، كان العدد الأكبر من الأرقام في المكسيك، حيث كان على القائمة أكثر من 15 ألف رقم مكسيكي، بمن فيهم سياسيين وممثلي النقابات والصحفيين وغيرهم من منتقدي الحكومة، بحسب التحقيق.
يشير التحقيق أيضا إلى أن نسبة كبيرة من الأرقام كانت لدول موجودة في الشرق الأوسط منها السعودية، قطر، البحرين واليمن والمغرب.
كما رصدت أرقام في الهند تعود لهواتف صحافيين ونشطاء وسياسيين ومسؤولين حكوميين ورجال أعمال، بالإضافة إلى دول أخرى مثل أذربيجان وكازخستان وباكستان.
ومن بين الدول الأخرى الموجودة في القائمة، فرنسا والمجر، علاوة على 10 أرقام تابعة للولايات المتحدة يقول التحقيق إنهم لأمريكين يعملون خارج البلاد كانت هواتفهم مرتبطة بشبكات خلوية غير أمريكية باستثناء حالة واحدة لم يكشف التحقيق عنها.
عملية الاختراق
أطلق برنامج "بيجاسوس" قبل 10 سنوات بعد تطويره من قبل عناصر مخابرات إسرائيليين متخصصين في الأمن السيبراني وذلك بهدف معلن يتمثل في ملاحقة التنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة التي تستغل التشفير العالي التي توفرها شركات التكنولوجيا العملاقة للتواصل دون مراقبة.
ويجب أن توافق وزارة الدفاع الإسرائيلية على أي صفقة بيع بين شركة "إن إس أو" مع أي حكومة أجنبية ترغب في الاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة.
من ناحيته، علق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لواشنطن بوست، بأنه "كسياسة عامة، توافق إسرائيل على تصدير المنتجات الإلكترونية حصريا إلى الهيئات الحكومية للاستخدام القانوني، ولغرض منع الجرائم ومكافحة الإرهاب والتحقيق فيها فقط بموجب شهادة للاستخدام النهائي".
وأضاف: "في الحالات التي يتم فيها استخدام العناصر المصدرة في انتهاك لتراخيص التصدير أو شهادات الاستخدام النهائي، يتم اتخاذ التدابير المناسبة".
صُممت برنامج "بيجاسوس" لتفادي الدفاعات على الأجهزة الذكية المختلفة دون ترك أثار واضحة لعملية الهجوم.
ولا يمكن لتدابير الخصوصية المألوفة مثل كلمات المرور القوية والتشفير بين طرفين أن تقدم حماية من اختراق "بيجاسوس" الذي يمكنه التسلل للهواتف الذكية دون أي تحذير للمستخدمين.
ويمكن للبرنامج الإسرائيلي قراءة كل البيانات الموجودة في الجهاز المستهدف، بالإضافة إلى سجلات الموقع والاتصالات وكلمات المرور وإمكانية تشغيل الكاميرات والميكروفونات للمراقبة.
اختراق الهواتف الذكية
ويستطيع المهاجم الذي يستخدم تقنية "بيجاسوس" التسلل للهواتف الذكية بطرق مختلفة، إذ يمكن إرسال رابط أو ملف ضار عبر رسالة نصية قصيرة أو عبر تطبيق واتساب أو عبر "آي مسج"، بحيث ينجح الاختراق حال فتح الرابط أو الملف الخبيث.
ولكن في السنوات الأخيرة، طورت شركات التجسس طرق الاختراق لتصل إلى ما يسمى بهجمات "النقر الصفري" عن طريق إرسال رسالة أو ملف إلى هاتف المستخدم لا تصدر أي إشعار، بحيث لا يحتاج المستخدمون حتى إلى لمس هواتفهم حتى تبدأ عملية التسلل.
الاهتمام بالصحفيين
من ناحيته أعرب الرئيس التنفيذي لشركة "إن إس أو"، شاليف هوليو، عن قلقه في مقابلة هاتفية مع صحيفة "واشنطن بوست" حول بعض التفاصيل التي قرأها في تحقيق "مشروع بيجاسوس".
واعترف هوليو بأن بعض عملاء الشركة أساءوا استخدام برنامج "بيجاسوس".
ومع ذلك، استمر الخلاف حول أن القائمة العريضة التي تضم 50 ألف رقم هاتف لها علاقة بالشركة الإسرائيلية أو ببرنامج "بيجاسوس".
قال هوليو: "الشركة تهتم بالصحفيين والنشطاء والمجتمع المدني بشكل عام. نحن نتفهم أنه في بعض الظروف قد يسيء عملاؤنا استخدام النظام، وفي بعض الحالات كما ورد في تقرير الشفافية والمسؤولية (الخاص بشركة إن إس أو)، أغلقنا الأنظمة للعملاء الذين أساءوا استخدام النظام".
قال إنه في الأشهر الـ 12 الماضية، أنهت "إن إس أو" عقدين مع دولتين بسبب مزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان، لكنه رفض ذكر أسماء الدول المعنية.
وتابع: "كل ادعاء بشأن إساءة استخدام النظام يخصني. إنه ينتهك الثقة التي نمنحها للعملاء. نحن نحقق في كل ادعاء".
تنديد فرنسي أوروبي
ونددت الحكومة الفرنسية اليوم الإثنين بما وصفته بـ"وقائع صادمة للغاية" عقب كشف عدد من وسائل الإعلام العالمية عن تجسس أجهزة الاستخبارات المغربية على نحو 30 صحفيا ومسؤولا في مؤسسات إعلامية فرنسية عبر برنامج بيجاسوس.
وصرح الناطق باسم الحكومة غابرييل أتال لإذاعة "فرانس إنفو"، "إنها وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية"، مضيفا "نحن ملتزمون بشدة بحرية الصحافة، لذا فمن الخطير جدا أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحفيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام".
وأضاف الناطق باسم الحكومة الفرنسية "سيكون هناك بالتأكيد تحقيقات وستطلب توضيحات"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
حرية الصحافة
وأوضح أتال أن الصحفيين الذين يدعمون التحقيق "يصرون على حقيقة أن الدولة الفرنسية ليست جزءا من هذا البرنامج". مشددا على أن الاستخبارات الفرنسية تتبع أساليب يسمح بها القانون "وهي تحترم الحريات الفردية وتحديدا حرية الصحافة".
بدورها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فضيحة برنامج بيجاسوس للتجسس التي طالت ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتف "غير مقبولة مطلقا" إن صحت.
وصرحت المسؤولة الأوروبية "يجب التحقق من هذه المسألة، لكن إذا كانت المعلومات صحيحة، فهو أمر غير مقبول مطلقا".
نفي مغربي
من ناحيتها أبدت الحكومة المغربية اليوم الإثنين استغرابها الشديد من ذكر صحف أجنبية ومنظمة للصحافة الاستقصائية أن المغرب قام باختراق أجهزة هواتف عدد من الشخصيات العامة الوطنية والأجنبية ومسؤولين في منظمات دولية، وذلك باستخدام برنامج طورته شركة تقنية إسرائيلية.
وأكدت الحكومة المغربية في بيان أورده موقع "هسبريس" الإخباري المغربي أنها "ترفض هذه الادعاءات الزائفة، وتندد بها جملة وتفصيلاً، وتؤكد عدم ارتكازها على أساس من الواقع، على غرار ما سبقها من ادعاءات مشابهة لمنظمة العفو الدولية بهذا الخصوص".
وذكّرت الحكومة المغربية الرأي العام الوطني والدولي بأن المملكة المغربية دولة حق وقانون، تضمن فيها سرية الاتصالات الشخصية بقوة الدستور، وبمقتضى الالتزامات الاتفاقية للمملكة، وبموجب قوانين وآليات قضائية وغير قضائية تضمن حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والأمن السيبراني لكافة المواطنين والأجانب المقيمين بالمغرب.
كما أكد البيان أنه لم يسبق للحكومة المغربية "أن اقتنت برمجيات معلوماتية لاختراق أجهزة الاتصال، ولا للسلطات العمومية أن قامت بأعمال من هذا القبيل"، مشيراً إلى أن الائتلاف الصحفي، الذي تقوده منظمة "فوربيدن ستوريز"، وفي جميع المواد الصحفية المنشورة من قبله، عجز إلى حد الآن عن تقديم أدلة أو قرائن تثبت ما ادعاه".
مشروع بيجاسوس
كشف تحقيق استقصائي لتحالف من المؤسسات الإعلامية عن اختراق حكومات لهواتف صحفيين ونشطاء وحقوقيين مستخدمين برنامج طورته شركة إسرائيلية متخصصة في تقنيات التجسس.
وأظهر التحقيق الذي يحمل عنوان "مشروع بيجاسوس" وجود 37 محاولة اختراق ناجحة لهواتف ذكية تعود ملكيتها لصحفيين ونشطاء حقوقيين ومديرين تنفيذيين وامرأتين مقربتين من الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ويأتي اسم "بيجاسوس" بحسب تقرير نشرته "الحرة " الإخبارية نسبة إلى الشركة التي أسست في العام 2011 في شمال تل أبيب، وتسوق برنامج التجسس "بيجاسوس" الذي، إذا اخترق الهاتف الذكي، يسمح بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى مكالمات مالكه، بحسب وكالة أنباء فرانس برس.
شركة إسرائيلية
وطبقا للتحقيق، استخدمت الحكومات المتهمة باختراق أجهزة النشطاء والمعارضين والصحفيين، برنامج "بيجاسوس" التابعة لمجموعة "إن إس أو"، وهي شركة إسرائيلية متخصصة في بيع برامج التجسس لملاحقة الإرهابيين والمجرمين.
يأتي هذا التحقيق الذي نشره تحالف من المؤسسات الإعلامية العالمية، بما فيها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية و"الجارديان" البريطانية، بالتعاون مع منظمة العفو الدولية التي عملت على تحليل البيانات عبر مختبر الأمن التابع لها، بالإضافة إلى "فوربدن ستوريز" وهي منظمة صحفية غير ربحية تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها.
اختراق 50 ألف رقم هاتف
وظهرت الهواتف التي تأكدت اختراقها ضمن قائمة تضم أكثر من 50 ألف رقم أغلبها تتركز في بلدان معروفة بالمشاركة في مراقبة مواطنيها، كما يقول التحقيق.
والأرقام المسربة غير منسوبة لأشخاص، لكن التحالف المكون من 17 مؤسسة إعلامية عالمية تمكن من تحديد قائمة من ألف شخص في 50 دولة بأربع قارات مختلفة.
رؤساء دول ضمن القائمة
وكشف التحقيق وجود أشخاص من العوائل المالكة العربية ضمن المستهدفين، بالإضافة إلى 65 رجل أعمال و85 ناشطا في مجال حقوق الإنسان و189 صحافيا، فضلا عن أكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي.
وشملت قائمة السياسيين المستهدفين رؤساء دول، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء ودبلوماسيين وضباط عسكريون وأمنيون، وفقا لتحقيق التحالف الإعلامي.
يشير التحالف إلى أن من بين الصحفيين الذين تظهر أرقامهم في القائمة التي يعود تاريخها للعام 2016، صحافيون يعملون في مؤسسات إخبارية دولية مثل "سي إن إن" ووكالة "أسوشيتد برس" وصحيفتي"وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز"، و"لوموند" الفرنسية، و"فاينينشال تايمز" البريطانية.
دول عربية
ومن قائمة الـ 50 ألف رقم، كان العدد الأكبر من الأرقام في المكسيك، حيث كان على القائمة أكثر من 15 ألف رقم مكسيكي، بمن فيهم سياسيين وممثلي النقابات والصحفيين وغيرهم من منتقدي الحكومة، بحسب التحقيق.
يشير التحقيق أيضا إلى أن نسبة كبيرة من الأرقام كانت لدول موجودة في الشرق الأوسط منها السعودية، قطر، البحرين واليمن والمغرب.
كما رصدت أرقام في الهند تعود لهواتف صحافيين ونشطاء وسياسيين ومسؤولين حكوميين ورجال أعمال، بالإضافة إلى دول أخرى مثل أذربيجان وكازخستان وباكستان.
ومن بين الدول الأخرى الموجودة في القائمة، فرنسا والمجر، علاوة على 10 أرقام تابعة للولايات المتحدة يقول التحقيق إنهم لأمريكين يعملون خارج البلاد كانت هواتفهم مرتبطة بشبكات خلوية غير أمريكية باستثناء حالة واحدة لم يكشف التحقيق عنها.
عملية الاختراق
أطلق برنامج "بيجاسوس" قبل 10 سنوات بعد تطويره من قبل عناصر مخابرات إسرائيليين متخصصين في الأمن السيبراني وذلك بهدف معلن يتمثل في ملاحقة التنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة التي تستغل التشفير العالي التي توفرها شركات التكنولوجيا العملاقة للتواصل دون مراقبة.
ويجب أن توافق وزارة الدفاع الإسرائيلية على أي صفقة بيع بين شركة "إن إس أو" مع أي حكومة أجنبية ترغب في الاستعانة بالتكنولوجيا المتطورة.
من ناحيته، علق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لواشنطن بوست، بأنه "كسياسة عامة، توافق إسرائيل على تصدير المنتجات الإلكترونية حصريا إلى الهيئات الحكومية للاستخدام القانوني، ولغرض منع الجرائم ومكافحة الإرهاب والتحقيق فيها فقط بموجب شهادة للاستخدام النهائي".
وأضاف: "في الحالات التي يتم فيها استخدام العناصر المصدرة في انتهاك لتراخيص التصدير أو شهادات الاستخدام النهائي، يتم اتخاذ التدابير المناسبة".
صُممت برنامج "بيجاسوس" لتفادي الدفاعات على الأجهزة الذكية المختلفة دون ترك أثار واضحة لعملية الهجوم.
ولا يمكن لتدابير الخصوصية المألوفة مثل كلمات المرور القوية والتشفير بين طرفين أن تقدم حماية من اختراق "بيجاسوس" الذي يمكنه التسلل للهواتف الذكية دون أي تحذير للمستخدمين.
ويمكن للبرنامج الإسرائيلي قراءة كل البيانات الموجودة في الجهاز المستهدف، بالإضافة إلى سجلات الموقع والاتصالات وكلمات المرور وإمكانية تشغيل الكاميرات والميكروفونات للمراقبة.
اختراق الهواتف الذكية
ويستطيع المهاجم الذي يستخدم تقنية "بيجاسوس" التسلل للهواتف الذكية بطرق مختلفة، إذ يمكن إرسال رابط أو ملف ضار عبر رسالة نصية قصيرة أو عبر تطبيق واتساب أو عبر "آي مسج"، بحيث ينجح الاختراق حال فتح الرابط أو الملف الخبيث.
ولكن في السنوات الأخيرة، طورت شركات التجسس طرق الاختراق لتصل إلى ما يسمى بهجمات "النقر الصفري" عن طريق إرسال رسالة أو ملف إلى هاتف المستخدم لا تصدر أي إشعار، بحيث لا يحتاج المستخدمون حتى إلى لمس هواتفهم حتى تبدأ عملية التسلل.
الاهتمام بالصحفيين
من ناحيته أعرب الرئيس التنفيذي لشركة "إن إس أو"، شاليف هوليو، عن قلقه في مقابلة هاتفية مع صحيفة "واشنطن بوست" حول بعض التفاصيل التي قرأها في تحقيق "مشروع بيجاسوس".
واعترف هوليو بأن بعض عملاء الشركة أساءوا استخدام برنامج "بيجاسوس".
ومع ذلك، استمر الخلاف حول أن القائمة العريضة التي تضم 50 ألف رقم هاتف لها علاقة بالشركة الإسرائيلية أو ببرنامج "بيجاسوس".
قال هوليو: "الشركة تهتم بالصحفيين والنشطاء والمجتمع المدني بشكل عام. نحن نتفهم أنه في بعض الظروف قد يسيء عملاؤنا استخدام النظام، وفي بعض الحالات كما ورد في تقرير الشفافية والمسؤولية (الخاص بشركة إن إس أو)، أغلقنا الأنظمة للعملاء الذين أساءوا استخدام النظام".
قال إنه في الأشهر الـ 12 الماضية، أنهت "إن إس أو" عقدين مع دولتين بسبب مزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان، لكنه رفض ذكر أسماء الدول المعنية.
وتابع: "كل ادعاء بشأن إساءة استخدام النظام يخصني. إنه ينتهك الثقة التي نمنحها للعملاء. نحن نحقق في كل ادعاء".
تنديد فرنسي أوروبي
ونددت الحكومة الفرنسية اليوم الإثنين بما وصفته بـ"وقائع صادمة للغاية" عقب كشف عدد من وسائل الإعلام العالمية عن تجسس أجهزة الاستخبارات المغربية على نحو 30 صحفيا ومسؤولا في مؤسسات إعلامية فرنسية عبر برنامج بيجاسوس.
وصرح الناطق باسم الحكومة غابرييل أتال لإذاعة "فرانس إنفو"، "إنها وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية"، مضيفا "نحن ملتزمون بشدة بحرية الصحافة، لذا فمن الخطير جدا أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحفيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام".
وأضاف الناطق باسم الحكومة الفرنسية "سيكون هناك بالتأكيد تحقيقات وستطلب توضيحات"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
حرية الصحافة
وأوضح أتال أن الصحفيين الذين يدعمون التحقيق "يصرون على حقيقة أن الدولة الفرنسية ليست جزءا من هذا البرنامج". مشددا على أن الاستخبارات الفرنسية تتبع أساليب يسمح بها القانون "وهي تحترم الحريات الفردية وتحديدا حرية الصحافة".
بدورها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فضيحة برنامج بيجاسوس للتجسس التي طالت ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتف "غير مقبولة مطلقا" إن صحت.
وصرحت المسؤولة الأوروبية "يجب التحقق من هذه المسألة، لكن إذا كانت المعلومات صحيحة، فهو أمر غير مقبول مطلقا".
نفي مغربي
من ناحيتها أبدت الحكومة المغربية اليوم الإثنين استغرابها الشديد من ذكر صحف أجنبية ومنظمة للصحافة الاستقصائية أن المغرب قام باختراق أجهزة هواتف عدد من الشخصيات العامة الوطنية والأجنبية ومسؤولين في منظمات دولية، وذلك باستخدام برنامج طورته شركة تقنية إسرائيلية.
وأكدت الحكومة المغربية في بيان أورده موقع "هسبريس" الإخباري المغربي أنها "ترفض هذه الادعاءات الزائفة، وتندد بها جملة وتفصيلاً، وتؤكد عدم ارتكازها على أساس من الواقع، على غرار ما سبقها من ادعاءات مشابهة لمنظمة العفو الدولية بهذا الخصوص".
وذكّرت الحكومة المغربية الرأي العام الوطني والدولي بأن المملكة المغربية دولة حق وقانون، تضمن فيها سرية الاتصالات الشخصية بقوة الدستور، وبمقتضى الالتزامات الاتفاقية للمملكة، وبموجب قوانين وآليات قضائية وغير قضائية تضمن حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والأمن السيبراني لكافة المواطنين والأجانب المقيمين بالمغرب.
كما أكد البيان أنه لم يسبق للحكومة المغربية "أن اقتنت برمجيات معلوماتية لاختراق أجهزة الاتصال، ولا للسلطات العمومية أن قامت بأعمال من هذا القبيل"، مشيراً إلى أن الائتلاف الصحفي، الذي تقوده منظمة "فوربيدن ستوريز"، وفي جميع المواد الصحفية المنشورة من قبله، عجز إلى حد الآن عن تقديم أدلة أو قرائن تثبت ما ادعاه".