رئيس التحرير
عصام كامل

عفوا معالي الوزير!

اختتم وزير النقل كامل الوزير مداخلته مع الزميل عمرو أديب بمطالبة الناس بالكف عن الكلام وتركه والعاملين معه يعمل ليحقق الإنجازات.. وأنا أتفهم بالطبع رغبة المسئول، أى مسئول، فى أن يمضى فى عمله دون أن تؤرقه اعتراضات أو حتى ملاحظات من قبل بعض الناس، سواء كانت بسلامة نية أو بدونها.. لكننى مع ذلك لا أقبل أن نطالب الناس بالتزام الصمت وعدم الحديث فيما يؤرقهم أو يقلقهم.. بل أرى أن المسئول الناجح هو القادر على إقناع الناس بما يعمل، فهم وقتها سوف يتقبلون منه ما يعمله وسيرحبون به ويتقبلونه ولن يعارضوه..


وحتى إذا كانت ثمة ملاحظات على الأعمال التى يتم القيام بها فإن المسئول سوف يستفيد منها لمراجعة أعماله لتصير أفضل وأحسن وأكثر جودة.. أى أن حديث الناس مفيد للمسئول على عكس الصمت الذى لا يفيد المسئول بل على العكس يضره حينما يحرمه من الاستفادة من آراء من يعمل لأجلهم.

ثم كيف يقول الرئيس السيسى أننا أمام الولوج إلى جمهورية جديدة تتسم بأنها ديمقراطية، ويطالب معالى وزير النقل من الناس التزام الصمت وعدم الكلام، بينما جوهر الديمقراطية فى كل مكان وزمان هو الحضور الدائم والمستمر لصوت الناس، سواء عبر المجالس النيابية التى شكلت بانتخابات حرة نظيفة، أو من خلال الإعلام والصحافة، أو من خلال الأحزاب، أو من خلال منظمات المجتمع المدنى..

والمثير أن وزير النقل طالب الناس بالصمت بعد يوم واحد فقط أنصت فيه الرئيس السيسى طويلا لما كان ممثلو الشعب فى استاد القاهرة يتحدثون معه حول أزمة السد الإثيوبى.
عفوا معالى الوزير نهج مطالبة الناس بالصمت تجاوزه الزمن ولم يعد يصلح اليوم حتى ولو كانت ثقة الناس كبيرة فى المسئولين.                                                                              
الجريدة الرسمية