رئيس التحرير
عصام كامل

الترفع عن التريندات

بعض الترفع عن "التريندات" يفيد صاحبه، أو بمعنى أدق، ليس من الضروري أن تشارك طول الوقت في التريندات حتى لا تختفي من ساحات السوشيال ميديا، أى ببساطة شديدة لا يجب أن تشارك في أي تريند حتى يظل الناس يتذكرونك، لأنك تستطيع أن تجعل الناس يتذكرونك دائماً بما تقدمه فعلاً من علم أو معلومات أو أى محتوى ثقافى أو ديني تقدمه والناس يحبونه منك، فليس من الضروري أن يعتمد محتواك فقط على التريندات أو رأيك في التريندات.


ربما أكثر من يحب أن يخطف أضواء التريندات والمشاهدات والمتابعات تجاهه في حالة حدوث أي تريند هو الأستاذ عبد الله رشدي، الذي لا يفوت أي فرصة لإقحام نفسه فى التريندات أو الأخبار الشائعة من حولنا على السوشيال ميديا بشكل عام. أتذكر منذ أسبوع تقريباً، عندما انتقده وائل غنيم عندما شارك على "كوميك بوست" يسخر منه وقال عليه: "أضحكني"، ووضح الأستاذ عبدالله رشدي أنه يضحك حتى لا يؤخذ عن "رجال الدين" أنهم عابثو الوجه دائماً ولا يتحدثون إلا بالحدة والجد أغلب الوقت.

تريند حلا شيحة
ولكن دعونا نترك هذا الموقف، ونشاهد ماذا فعل بالأمس في أزمة حلا شيحا -بدون لقب فنانة بما أنها ترى الفن ذنب وخطيئة- عندما نشر فيديو بعنوان مخادع كنوع من جذب الترافيك والمشاهدات حتى يخطف الأنظار كعادته المعهودة والتي لا تتغير مع الوقت. وبالفعل أًصفق له بشدة، استطاع بالفعل أن يختطف الأضواء من كل الفنانين وأرائهم، وآراء الكتاب أيضاً، وآراء الشعب بأكمله في تلك الأزمة من خلال عنوان المقطع الذي نشره، حتى لو كان محتوى الفيديو عكس العنوان عليه.

ولكن دعني أوضح لك نقطة بسيطة يا سيدي، أنك لو أردت أن توصل رسالة للناس من خلال أزمة، فحاول ألا تطوع الدين لمنفعة شخصية أو كسب المشاهدات من خلاله، لأن الأديان أسمى وأرفع من أن نخوض معارك شخصية أو نجني منافع ذاتية باستخدامها وتطويعها.

ولا تظن أنني أهاجمك، ولكن، أرفض أن تكون دائماً باحثاً عن الأضواء باستخدام التريندات، وتطويع المناهج الدينية في منافعك الشخصية، ولكن أن تحاول أن توصل آراء الدين بالشكل الصحيح ومن خلال القالب الصحيح، حتى لا ينفر البعض بسببك، فأنا في ديني المسيحي تعلمت أن "وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ"، فأتمنى قبل أن تلقب نفسك برجل دين أن تقف وقفة شديدة مع النفس وتحاسبها وتسألها، هل هي توصل رسالة حقيقية للناس، أم هي السبب في العثرات في نفوس الناس تجاه دينهم.
الجريدة الرسمية