الست حبيبة فى مسجد محمد على بالقلعة
صورة نادرة نشرت بمجلة "المصور" عام 1954 للبيجوم أغا خان، حرم الأمير محمد شاه خان، زعيم الطائفة الإسماعيلية، فى زيارة لمسجد محمد علي بالقلعة، وقد استرعى انتباهها ذلك البئر العميق المقام فى الفناء الخارجى للمسجد ففتحت غطاء البئر وأطلت فيه برأسها.
وقال لها المرافق: إن الإنسان إذا صاح فى البئر عاد إليه صدى صوته، فجربت الزائرة صوتها، وكان سرورها عظيما عندما سمعت صوتها الرقيق يرتد إليها قائلا: "الله أكبر".
وكان أغاخان قد حضر فى زيارة إلى القاهرة مصطحبا زوجته، وتوجها يوم الجمعة لزيارة مسجد محمد علي بالقلعة، حيث أديا صلاة الجمعة.
وكما قالت المجلة فإنه عندما دخلت البيجوم المسجد اتجهت إلى الناحية التى تجلس فيها السيدات "مصلى السيدات"، ولفت حول رأسها وعنقها إيشاربا من الحرير الأخضر، ولما انتهت من الصلاة مكثت بعض الوقت رافعة يديها إلى السماء تتمتم ببعض الأدعية.
وقد رفضت البيجوم أن تلتقط لها صورة أثناء الصلاة، كما رفض زوجها الأغاخان احتراما لشعائر الدين.
وبعد الصلاة التقطت لها إيفون بشارة مصورة مجلة "المصور" عدة لقطات.. وبعد أداء الصلاة تجولت البيجوم أغا خان في أرجاء المسجد الأثرية.
بعد تلك الزيارة بثلاث سنوات وفى يوليو 1957 رحل الأمير محمد شاه خان، ودفن فى ضريحه الذي أعده بنفسه من الحجر الجيرى الوردي فى مدينة أسوان، وأوصى بدفنه فيه.
بني الضريح على طراز معمارى فاطمى بجوار معبد بنته حتشبسوت، ولم يدفن فيها الخان إلا بعد وفاته بعامين، حيث نقل رفاته بعد اكتمال بنائه ومن روعته أصبح احد المزارات السياحية فى مصر.
وتقع مقبرة أغا خان فوق هضبة من الجهة الغربية لمدينة أسوان، ولم يُدفن في الضريح إلا بعد عامين من وفاته، حيث توضع كل صباح وردة حمراء على قبره، في تقليد بدأته زوجته الرابعة والأخيرة، البيجوم الشهيرة بـ "أم حبيبة"، التي دأبت على هذا الأمر كل يوم أثناء وجودها في أسوان، كما أوكلت المهمة إلى البستاني لوضع وردة حمراء على القبر، يوميا في غيابها.
ويطل الضريح المميز بطرازه الفاطمي، على مقبرة رومانية إغريقية ومعبد "ساتت"، الذي شيدته الملكة حتشبسوت، كما تعد مقبرة أغا خان إحدى المزارات السياحية الشهيرة في مصر، ويحرص السياح على زيارتها والتقاط الصور داخلها.
وعاش الأمير محمد شاه قصة حب عنيفة جمعته مع البيجوم "إيفيت لابدوس"، التي ولدت عام 1906 قرب مدينة كان الفرنسية، وكانت بائعة ورود تقدمت في مسابقة ملكة جمال فرنسا وفازت بها، لتنتهي القصة بالزواج عام 1942 بعد أن أشهرت إسلامها وسمت نفسها "أم حبيبة"
قبل أن تتزوج أغا خان، ولكن لم يكن أغا خان يناديها سوى باسم "ياكي"، كونه من الحروف اللاتينية الأولى لاسمها.
وكانت تأتي البيجوم كل عام إلى المقبرة حينما تزور مصر بمركب ذي شراع أصفر مميز، لتغير الوردة وتضع بدلا منها ويعرف أهالي أسوان أن "أم حبيبة" قد جاءت ولم تنس زوجها الحبيب، وأحبها أهالي أسوان حتى توفيت عام 2000، ودفنت بجواره زوجها في المقبرة نفسها.