رئيس التحرير
عصام كامل

سيهزم "الإخوان" ويولون الدبر


أدلى مرسي بخطاب تحريضي لا لبس فيه، وجهه لجميع المصريين ظاهريا وفي حقيقة الأمر حمله رسائل يستنفر بها المؤيدين ويحثهم على الاشتباك ومواجهة الجيش والشرطة والمعارضين، واضعا البلد على شفير الحرب الأهلية من نوعية "اوعوا حد يضحك عليكم ويجركم للفخ، خليكم مع الشرعية والدستور حتى النهاية، لا تقبلوا تدخلا من أي قوة كانت، اوعوا تحتكوا بالجيش والشرطة، الجهاد والقتال مش ضد بعض، جاتلنا فرصة اوعوا تفرطوا فيها أبدأ"... 

التحريض فاضح وتعبئة مرسي لأعوانه مكشوفة وصريحة لجر البلد إلى حرب أهلية، وهذا ما أدركه فورا سفراء العديد من الدول، فأمروا رعاياهم بمغادرة مصر على الفور.

ألف مرة مرسي يقول "متمسك بالشرعية حتى المنتهى ليس حبا في الكرسي ولكن لأن الشعب كلفني في انتخابات حرة نزيهة والدستور الذي أقره غالبية الشعب".. يا مرسي خطابك استجدائي وكشفت بما قلته عن ضعفك وحالك البائس وحقدك الدفين على مصر وشعبها، فأي شرعية تتحدث عنها، صحيح أن الشعب منحك الشرعية ثم سحبها منك حين اكتشف زيفك وفشلك الذريع الذي أدى إلى انهيار الدولة على كل الصعد. 

تقول إن الانتخابات نزيهة والجميع يعرف تفاصيل تزويرها، أما الدستور فلم يمرره إلا 65% من ثلث الشعب الذي شارك في الاستفتاء عليه، لمعرفته أنه دستور باطل أعده ثلة من الأفاقين والمنتفعين من جماعة الإفك على مقاس خططكم التآمرية.

الرئيس المنتهية صلاحيته تغنى بالديمقراطية وهو رمز الاستبداد، وتمسك بالشرعية الدستورية وهو من تخصص في انتهاكها منذ أن "جمع السلطات" تنفيذية وتشريعية وقضائية في يده، وأمسى بإعلانه الدستوري غير المسبوق أكبر طواغيت التاريخ، مرسي رفض الاستجابة لمطالب المعارضة والشعب طوال سنة بتعيين حكومة تكنوقراط وأصر على العاجز البائس هشام قنديل، تحدث مرسي عن الدولة المدنية، وهو الذي لم يوفر مكانا إلا ووضع فيه أحدا من أسرته أولا ثم أهله وعشيرته ثانيا، وأسرع خطى الأخونة وتمكين الإرهابيين من مؤسسات الدولة، وأعاد البلد مئات السنوات إلى الوراء.

مرسي سقط شرعيا وشعبيا، حيث خسر أغلب المستشارين دون أن يستفيد منهم، وخسر القضاء بعد إساءاته المتكررة إليه، وقد لطمه القضاة بأحكام نافذة المرة تلو الأخرى باعتباره متهما بالتجسس والتخابر مع دول أجنبية وهاربا من السجن بمعاونة مجرمي حماس وحزب الله، كما أدانته المخابرات العامة بتسجيلات تثبت استغلاله مقر الرئاسة في الاتصال مع جهاديين وإرهابيين داخل مصر وخارجها لتنفيذ مخطط تفجير وحرق البلد حتى يظل رئيسا، ثم خسر مرسي الكثير من الوزراء الذين استقالوا تضامنا مع مطالب الشعب، حتى إن ما تبقى من الحكومة أصدر بيانا رفض فيه خطاب مرسي المحرض على الحرب الأهلية ثم حذفه بعد ذلك، وعند الحديث عن النائب العام الملاكي الذي فرضه مرسي لتمرير ما يريده الإرشاد، فقد أنهت محكمة النقض أمره وأبطلت قرار مرسي وأعادت النائب العام عبدالمجيد محمود إلى منصبه، وقبل كل هؤلاء خسر مرسي الجيش والشرطة حين أعلنا صراحة الانحيار إلى الشعب والمعارضة وتأمين المظاهرات السلمية المناهضة للنظام.. فمن تبقى معه بعدما انفض الجميع من حوله؟

مرسي كعادته حمل النظام السابق جميع المشاكل وأسباب الفشل وعلق عجزه على شماعة الفلول وبقايا النظام، لكن يكفي الرئيس السابق مبارك فخرا أنه قرر التنحي حقنا لدماء المصريين واستجابة لرغبة المتظاهرين، رغم أن عددهم يكاد لا يذكر مقارنة بنحو 20 مليون كاره لمرسي ومتظاهر لإسقاط حكمه، أما مرسي "الخائن" فيحرض المؤيدين على قتال الشعب والجيش والشرطة حتى يظل حاكما رغم أنف الجميع.. مرسي تجاوز كل الحدود ولابد من اعتقاله ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى بسبب خطاب الأمس، وهذه التهمة ستفتح ملفات كثيرة وتهما لها بداية وليس لها نهاية تكفي لإعدامه عشرات المرات مصحوبا بلعنات ملايين المصريين... مرسي سقط وانتهت معه جماعة الإخوان المجرمين وسنراهم خلال ساعات يتساقطون ويولون الدبر.

الجريدة الرسمية