رئيس التحرير
عصام كامل

أكثر ثواباً عند الله !

كفالة الأيتام والفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسداد ديون الغارمين وغيرها من صور تفريج كربات الناس أكثر ثواباً عند الله وأحب إليه وأقرب قبولاً منه سبحانه من تكرار الحج والعمرة. وحسناً ما ذهب إليه فضيلة مفتى الديار المصرية بقوله إن المعذور مأجور؛ فالعمل أساسه النية، والمؤمن يؤجر بنيته وهو وإن لم يذهب لأرض الحرمين فعليه أن يتاجر مع الله بتوجيه أموال الحج والعمرة لدعم من يستحقون خصوصاً الفقراء الذين ازدادوا بعد كورونا فمن يفعل ذلك أيضاً فكأنه قد حج واعتمر.


ثمة حقيقة ينبغي ألا نغفل عنها وهي أن الدين يسرٌ، والتيسير على خلق الله من الفضائل الكبرى.. ولا عجب والحال هكذا أن تتطلع شعوب الأرض كافة لعالم أفضل خالٍ من الكراهية والصراع والنزاعات والفتن والتمييز بشتى صوره والفقر والتخلف والاستغلال وممارسة شريعة الغاب من جانب الأقوياء على الفقراء.

ما أحوج البشرية ليوم يتوقف فيه العالم عن إنفاق مليارات الدولارات سنويا على شراء الأسلحة ويتجه لتنمية الإنسان وعلاجه والتخفيف من معاناة ملايين البشر مع الحياة التي زادتها كورونا معاناة وآلاماً وفقراً وتخلفاً ..حتى باتت أرقام التعساء والمهمشين في تصاعد بشهادة منظمة الفاو إحدى مؤسسات الأمم المتحدة التي قالت إن هناك تزايداً  في معدلات الجوع حول العالم بسبب سوء التغذية والعلاج لاسيما في أفريقيا والشرق الأوسط .

الغذاء والسلام
أما لماذا زادت معدلات الجوع حول العالم.. فإن مرجعه الصراعات والإرهاب والتغيرات المناخية وهو ما يضعنا إزاء حقيقة مهمة مفادها أنه ما لم يتحقق لدينا أمن غذائي فلا سبيل لتحقيق أي أمن أو استقرار.. فكيف يأمن العالم وفيه ملايين الجياع الذين لا يستطيعون إشباع حاجتهم للغذاء ..كيف تستقر الشعوب ويتحقق السلام وتختفي الجرائم وهناك من يستوي لديهم الموت والحياة بعد أن حرموا أهم مقومات العيش الآمن..

حاجة الشعوب إلى الغذاء كحاجتها للسلام والأمن مصداقاً لقوله تعالى : "الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ".. فمتى يفيق قادة العالم إلى تلك الحقيقة ليجعلوا السلام معادلا للتنمية.. متى يختفي الجوع والحرمان ويتكاتف العالم لمواجهة تداعيات كورونا التي كنا نرجو أن تغير وجه العالم للأفضل ليصبح أكثر إنسانية ورشدا وتكافلا.. فمن لم يتعظ بالوباء والمرض فبم يتعظ ؟!  
الجريدة الرسمية