رئيس التحرير
عصام كامل

ثروت أباظة.. الكاتب الجريء فلاح الباشوات وباشا الأدباء

الكاتب ثروت أباظة
الكاتب ثروت أباظة
سليل أشهر أسرة أدبية سياسية قدمت للأدب العربي العديد من عمالقة الأدباء والصحفيين بدءا من والده الأديب دسوقى أباظة، وعمه الشاعر عزيز أباظة والكاتب الصحفي فكري أباظة والصحفيين فاروق أباظة وسالم أباظة إنه الأديب ثروت أباظة.


ولد الكاتب والأديب ثروت أباظة فى مثل هذا اليوم 15 يوليو 1927.

تخرج في كلية الحقوق عام 1950، وبدأ حياته محاميا وظهرت موهبته الأدبية وهو في السادسة عشر من عمره، فبدأ كتابة القصة القصيرة، ثم اتجه الى كتابة الرواية فكانت أولى رواياته "ابن عمار" تبعها قصص: هارب من الأيام، شئ من الخوف، أحلام في الظهيرة، الضباب، الغفران، طارق من السماء، لقاء هناك، التى تعالج الصراع بين الأديان وتدعو الى الوحدة الوطنية، ووصل عدد رواياته الى 27 رواية إلى جانب 40 قصة قصيرة و40 تمثيلية إذاعية كتبها خصيصا للإذاعة، ومسرحية واحدة باسم "الحياة لنا".

ذكريات من حياته 
وفى كتابه "ذكريات من حياتي" يحكى الكاتب الكبير كيف كانت البداية فيقول: "كان والدي مثلا أعلى في حياتي فقد كان أديبًا من الدرجة الأولى، واصطحبني منذ الصغر إلى مجالس الكبار فعاصرت الحياة السياسية والأدبية والفكرية وإليه يرجع الفضل في كل ما توصلت إليه فإذا كنت صاحب كلمة فالفضل لوالدى".

اسم مستعار 
وعن بداياته الأدبية يقول ثروت أباظة "أهم يوم في مرحلة شبابي وأنا أبلغ من العمر 16 عامًا، حينما أرسلت مقالا لمجلة الثقافة ونشرت دون معرفة والدي وكان المقال باسم مستعار وكان يوما حاسما لأنه حدد مسار طريقي في الأدب، وكنت أنوي أن أتخذ المحاماة في طريقي مع الأدب ولكن اتضح لي أنه لا يمكن الجمع بين عملين كل منهما حر يعتمد على الرأى.

هارب من الأيام 
ويضيف أن أهم حدث فى حياته يوم أن كتب عنه الدكتور طه حسين مقالا كاملا عن روايته "هارب من الأيام" وأضاف أنه كان لا يطمع حتى في أن يقرأها عميد الأدب العربي ولكنه قرأها وكتب عنها وكان هذا بمثابة دفعة كبيرة له وجواز مرور له كأديب في عالم القصة والرواية.

شيء من الخوف 
كره الأديب ثروت أباظة الرئيس جمال عبد الناصر وهاجم ثورة يوليو وانتقد تأميم الأراضي الزراعية و الإقطاعيات فكتب روايته شيء من الخوف التى أنتجت فيلما واعترضت عليه الرقابة وقيل إنه كان يقصد بعتريس بطل الرواية الرئيس عبد الناصر، ورغم ذلك وافق الرئيس على عرض الفيلم.

استبعاد 
وبعد رحيل عبد الناصر كتب أباظة عدة مقالات فى مجلة الإذاعة والتليفزيون التى رأس تحريرها، هاجمه فيها واتهمه بالكذب والديكتاتورية تحت عنوان (فى أى شيء صدق) مما أغضب الرئيس السادات وعزله من رئاسة تحرير المجلة.

وحصل ثروت أباظة على جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، عن روايته "هارب من الأيام " التي وصفها الدكتور طه حسين أنها اجرأ ما كتب عن القرية في الأدب العربي كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982 ورحل عام 2002.

من أمتع ذكريات ثروت أباظة كما ذكر كثيرا يوم أن كتب عنه عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين مقالا عن قصته "هارب من الأيام" مما كان بمثابة دفعة كبيرة له وجواز مرور كأديب فى عالم القصة والرواية.

وصفه الكاتب أنيس منصور فى مقال كتبه فى رثائه عام 2002 بفلاح الباشوات وباشا الأدباء وفارس الصدق فهو كاتب شجاع هدفه الصدق وأمله الشرف، عمل فى الصحافة بشروطه، نشرت له أول قصصه بمجلة الجيل التى كنت أرأس تحريرها مقابل خمسة جنيهات فأقام وليمة بمئات الجنيهات احتفالا بذلك، نقد فلول الشيوعية فى عز مجدها لأنه كان ضد التعصب وضيق الأفق. كان غيورا على الاسلام ودينه ولم يغفل لحظة عن المتربصين به فقد كان سريع الرد والهجوم.

الجريدة الرسمية