إسرائيل وأزمة سد إثيوبيا
ما طرحه الدكتور
مصطفى الفقى حول إشراك إسرائيل فى إيجاد حل لأزمة السد الإثيوبى يتضمن فكرة ليست
بالجديدة وكانت تتبناها إدارة مصرية سابقة وتتمثل فى قدرة إسرائيل على التأثير فى
الموقف الأمريكى تجاهنا.. وقد سمعت من الرئيس
الأسبق حسنى مبارك مباشرة يقول إننا عندما كنّا نحتاج شيئا من أمريكا نذهب إلى إسرائيل
أولا لإنها يمكنها إقناع الأمريكان به.. وأرجو ألا يتسرع أحد ويعتبر ذلك طعنا فى
وطنية مبارك، أو استنتاجا خاطئا فى موقفه الحقيقى تجاه الإسرائيليين والذى كان لا
يختلف عن موقف المواطن المصرى العادى الذى ظل يرفض التعامل معها..
لكن مبارك بحكم توليه رئاسة بلد ترتبط باتفاق سلام مع إسرائيل لم يكن يملك مثل هذا الترف، وإن لم يذهب إلى إسرائيل إلا مرة واحدة للمشاركة فى تشييع جنازة رابين لتفادى غضب أمريكي.. إنما أدرك مبارك أن الطريق إلى أمريكا يمر أولا بإسرائيل ولذلك سلك كما قال هذا الطريق.
وما قاله مصطفى الفقى لا يختلف فى جوهره عن هذه القناعة التى كان يتبناها مبارك ونظامه حول تأثير إسرائيل على أمريكا فى تعاملاتها معنا.. ولذلك يسعى مصطفى الفقى لاستثمار ذلك فى إيجاد حل لأزمة السد الإثيوبى، عندما تتحرك إسرائيل لإقناع أمريكا بتدخل أكثر فعالية فى هذه الأزمة سوف يحض أوروبا بدورها على مشاركة فاعلة فيها، وهو ما سوف تراعيه إثيوبيا فى نهاية المطاف.
إسرائيل والسد الإثيوبي
واستنادا لمقولة تأثير إسرائيل على أمريكا فيما يخصنا، وهو ما ظهر واضحا خلال العدوان الاسرائيلى الأخير على غزة قد يبدو ذلك مفهوما.. لكن يبقى من الضرورى أولا أن نبحث موقع إسرائيل فى هذه الأزمة، أزمة السد الاثيوبى.. ويجب أن نعرف أولا هل هى تدعم إثيوبيا لكى تحصل على نصيب من مياه النيل كما تشير بعض الدراسات، أم إن هدفها أكبر وأوسع لممارسة ضغط أكبر على مصر يسهم فى اضعافها استراتيجيا، وتنمويا، أم إنها توسع فقط من نفوذها فى إفريقيا، خاصة فى منطقة القرن الافريقى؟!
والإجابة على هذا السؤال هى التى ستحدد جدوى الذهاب إلى إثيوبيا عبر إسرائيل ما دمنا نتحدث عن دبلوماسية المصالح وليست دبلوماسية المثل العليا كما ينصح مصطفى الفقى.. وأيضاً يتعين علينا معرفة ما هو الثمن الذى سوف نضطر أن ندفعه لإسرائيل لدفع أمريكا وروسيا والصين لتغيير مواقفها فى هذه الأزمة وإقناع إثيوبيا بحماية حقوقنا فى مياه النيل.. وهل هذا الثمن سوف يقتصر فقط على حل مشكلة جثث الجنود الاسرائيليين التى فى قبضة حماس أم إنه أكبر من ذلك، وهل نحن قادرين على دفعه دون أن نتضرر؟
هذا ما يتعين علينا أن نفعله ونحن نتلمس خطواتنا المقبلة فى مواجهة هذا التحدى الذى تمثله تلك الأزمة لنا.
لكن مبارك بحكم توليه رئاسة بلد ترتبط باتفاق سلام مع إسرائيل لم يكن يملك مثل هذا الترف، وإن لم يذهب إلى إسرائيل إلا مرة واحدة للمشاركة فى تشييع جنازة رابين لتفادى غضب أمريكي.. إنما أدرك مبارك أن الطريق إلى أمريكا يمر أولا بإسرائيل ولذلك سلك كما قال هذا الطريق.
وما قاله مصطفى الفقى لا يختلف فى جوهره عن هذه القناعة التى كان يتبناها مبارك ونظامه حول تأثير إسرائيل على أمريكا فى تعاملاتها معنا.. ولذلك يسعى مصطفى الفقى لاستثمار ذلك فى إيجاد حل لأزمة السد الإثيوبى، عندما تتحرك إسرائيل لإقناع أمريكا بتدخل أكثر فعالية فى هذه الأزمة سوف يحض أوروبا بدورها على مشاركة فاعلة فيها، وهو ما سوف تراعيه إثيوبيا فى نهاية المطاف.
إسرائيل والسد الإثيوبي
واستنادا لمقولة تأثير إسرائيل على أمريكا فيما يخصنا، وهو ما ظهر واضحا خلال العدوان الاسرائيلى الأخير على غزة قد يبدو ذلك مفهوما.. لكن يبقى من الضرورى أولا أن نبحث موقع إسرائيل فى هذه الأزمة، أزمة السد الاثيوبى.. ويجب أن نعرف أولا هل هى تدعم إثيوبيا لكى تحصل على نصيب من مياه النيل كما تشير بعض الدراسات، أم إن هدفها أكبر وأوسع لممارسة ضغط أكبر على مصر يسهم فى اضعافها استراتيجيا، وتنمويا، أم إنها توسع فقط من نفوذها فى إفريقيا، خاصة فى منطقة القرن الافريقى؟!
والإجابة على هذا السؤال هى التى ستحدد جدوى الذهاب إلى إثيوبيا عبر إسرائيل ما دمنا نتحدث عن دبلوماسية المصالح وليست دبلوماسية المثل العليا كما ينصح مصطفى الفقى.. وأيضاً يتعين علينا معرفة ما هو الثمن الذى سوف نضطر أن ندفعه لإسرائيل لدفع أمريكا وروسيا والصين لتغيير مواقفها فى هذه الأزمة وإقناع إثيوبيا بحماية حقوقنا فى مياه النيل.. وهل هذا الثمن سوف يقتصر فقط على حل مشكلة جثث الجنود الاسرائيليين التى فى قبضة حماس أم إنه أكبر من ذلك، وهل نحن قادرين على دفعه دون أن نتضرر؟
هذا ما يتعين علينا أن نفعله ونحن نتلمس خطواتنا المقبلة فى مواجهة هذا التحدى الذى تمثله تلك الأزمة لنا.