رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون وقضية الوجود

لست مع الذين يرددون الآن أننا ما دمنا نثق في قيادتنا وقدراتها، فإننا يجب ألا نطالب بأن نعلم تفاصيل التعامل مع تحدي السد الإثيوبي ويتعين أن نفوض القيادة فقط في حماية حقوقنا التاريخية في نهر النيل ونتركها تعمل وتتصرف وتقرر خطواتنا المقبلة، فإن هذا معناه استبعاد جميع الشعب المصرى من مواجهة أهم تحدى نواجهه الآن وأخطر قضية وجود لنا حاليا، بينما نحن نحتاج لأكبر تعبئة شعبية ولأكبر تماسك وطني ونحن نخوض تلك المواجهة، وهذا يتحقق من خلال تواصل دائم ومستمر مع تلك الجموع وإحاطتها أولا بأول بالمعلومات الممكنة حول تطورات تلك المواجهة، ولا نتركهم يحصلون على المعلومات من الخارج، والتي سيكون من بينها معلومات غير صحيحة لتضليلهم.


وغنى عن القول، أن هناك معلومات ستكون غير متاحة ويتعين الحفاظ على سريتها لضمان فعالية بعض الإجراءات والقرارات، خاصة التى تتعلق بخياراتنا المختلفة لمواجهة هذا التحدي الوجودي.. لكن ذلك لا يعنى عدم توفير المعلومات الممكن الإفصاح عنها لجمع المصريين بدون إبطاء، خاصة أن الأشقاء فى السودان يبادرون بالكشف عنها.

وبعد جلسة مجلس الأمن التي شاهدها ملايين من المصريين على الهواء باهتمام بالغ وواسع فإن جموع المصريين الذين يشغلهم هذا التحدى الوجودى يحتاجون لتواصل أكثر معهم وتوفير المعلومات الممكنة لهم حتى لا نتركهم نهبا لمعلومات وتحليلات مضللة وموجهة.. فإننا الآن ونحن نتأهب لجولة جديدة أشد صعوبة فى معركة الوجود التى نخوضها يجب أن نحمى تماسكنا الوطنى ونصون وحدتنا الوطنية، ولن نحقق هذا بذلك النهج الذى يتبناه البعض والذى يقلل من أهمية توفير المعلومات لجموع المصريين حول تلك المواجهة وتطوراتها..

إنما نحقق ذلك بالتواصل الدائم والمستمر بالجماهير وإحاطتها علما بتطورات وتداعيات تلك المواجهة، ولا يتعارض ذلك مع الثقة فى القيادة وقدراتها، بل لعله يزيد أكثر من هذه الثقة وبالتالي يسهم في دعم الجبهة الداخلية التي يتعين أن تكون أكثر صلابة وقوة.
الجريدة الرسمية