رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر تسبب في اعتزال هذا الفنان

الفنان حسين صدقي
الفنان حسين صدقي
فنان عشق التمثيل والتزم بالتقاليد الشرقية طوال مشواره الفني، إلا أن هذا لم يمنعه من أن يقدم أدوار العشق والغرام أمام جميع نجمات فترة تزيد عن عشرين عاما، وكان أشهرهم فاطمة رشدي وليلى مراد ومديحة يسري.


كانت البداية للفنان حسين صدقى منذ ارتبط بزميل الدراسة محمد عبد الجواد الذي أصبح مخرجا فيما بعد، حيث عرفه على المخرج زكي طليمات الذي أشركه بالتمثيل في مسرحيات جورج أبيض وفاطمة رشدي فقدم دورا في مسرحية "ألف ليلة وليلة" تأليف بيرم التونسي.



كتب عبدالله الشهير بميكي ماوس فى مجلة "فن" عام 1970: بدأ حسين صدقي ـ ولد في مثل هذا اليوم عام 1917 ورحل 1976ـ مشواره السينمائي بفيلم "الدفاع" تأليف وإنتاج يوسف وهبي، ثم شارك الممثلة أمينة محمد فيلم "تيتاوونج" عام 1927 بعد ترشيح مصور الفيلم مسيو كورنيل له، ووصفه بأنه صورة من صور النجوم العالميين، وأنه هو النجم الجنتلمان بكل معاني الكلمة.



تقاضى صدقي 15 جنيها عن دوره في الفيلم، ثم اختارته أمينة نور الدين للوقوف أمامها فى فيلم "عمر وجميلة" مقابل 40 جنيها، ثم فيلم "ثمن السعادة" أمام فاطمة رشدي، حتى جاءته البطولة الحقيقية في فيلم "العزيمة" إخراج كمال سليم عام 1939.




عمل بالتجارة بجانب عمله بالسينما، وكان حريصا حتى وصفه زملاؤه بالبخل، وعندما دخل مجال الإنتاج كون شركة باسم "شركة أفلام الشباب"، مع حسين فوزي وتحية كاريوكا فقدمت فيلم "أحب البلدي"، إلا أنه رفض التمثيل فيه لأنه لم يكن راضيا عن هذه النوعية من الأفلام، واستقل بنفسه مكونا شركة إنتاج وحده هي "شركة أفلام مصر الحديثة".

دخل حسين صدقي مجال العمل الحر بجانب التمثيل، فاستأجر مقهى في شبرا، وحققت المقهى دخلا خياليا لأن حسين كان يحاسب الزبائن بنفسه وهو في عز نجوميته.. أيضا اتجه إلى زراعة أرض تركها والده بالخضروات، ثم عمل في العقارات بجانب التمثيل والإنتاج.




كان أول إنتاجه فيلم "العامل" عام 1942، إخراج أحمد كامل مرسي، بعد اعتذار كمال سليم للاختلاف على الأجر، كتبه حسين صدقى بنفسه إلا أنه اشتهر بالمنتج البخيل، حتى أنه كان يصور فيلمين من إنتاجه في وقت واحد هما "يسقط الاستعمار" و"الشيخ حسن" حتى يستغل الديكور.

اعترضت الرقابة على الفيلم لتقديمه مشاكل العمال وضرورة التأمين على حياتهم، واعترض الملك فاروق على الفيلم، وأصدر وزير الداخلية فؤاد سراج الدين أمرا بإيقافه ومنع عرضه رغم حذف الكثير من مشاهده.

وعلى مدى مشواره الفني قدم حسين صدقي 35 فيلما، كان أول إخراجه فيلم "غدر وعذاب" عام 1947، وآخر إخراجه فيلم "خالد ابن الوليد" عام 1958.

وعندما رغب في تقديم أفلام وطنية ودينية، مثل يوسف الصديق ومصفى كامل وقفت الرقابة فى طريقه، فاتجه إلى السياسة ورشح نفسه كنائب عن الشعب فى مجلس الأمة عن دائرة المعادي، ثم قام ببناء مسجد بجوار بيته في المعادى كان من رواده الشيخ محمود شلتوت.

وكتب الشيخ شلتوت مقالا في كتاب أصدره حسين صدقي بعنوان "كفاح فنان"، استعرض فيه الأدوار غير اللائقة من وجهة نظره والتي قدمها صدقي خلال مسيرته السينمائية، كان نتيجته أن توقف صدقي عن التمثيل واعتزل الفن ووهب حياته لأبناء دائرته.

وبعد رحيله قام أبناؤه بحرق جميع أفلامه، ماعدا فيلم "خالد ابن الوليد" بناء على وصيته التي تركها.
الجريدة الرسمية