رئيس التحرير
عصام كامل

لا ثقة فى إثيوبيا

اهتمام أديس أبابا بإبلاغنا نحن والسودان بأنها بدأت الملء الثاني للسد له أكثر من هدف.. من ناحية الظهور بأنها تتعاون معنا بخصوص ملء السد وتوفر لنا معلومات حول الملء.. ومن ناحية أخرى وهذا هو الأهم قطع الطريق علينا فى مطالبتنا لها بعدم اتخاذ إجراءات أحادية الجانب التى تقدمنا بها فى مشروع قرار معروض على مجلس الأمن بواسطة تونس العضو العربى حاليا بالمجلس.. وهذا يفسر إسراع كل من القاهرة والخرطوم برفض هذه الخطوة الإثيوبية بشكل حازم وصارم.


غير أن أديس أبابا بإعلانها بدء الملء الثانى للسد فانها تعلن أنها قد خالفت اتفاق النوايا المبرم عام ٢٠١٥، والقواعد المنظمة للأنهار الدولية.. أي أنها تجاهر بمخالفتها للاتفاقات التى وقعتها وأيضا للقانون الدولى.. وهذا ما اهتمت كل من مصر والسودان لإبرازه أمام أعضاء مجلس الأمن المعروض عليه أزمة السد حاليا بطلب مشترك مصرى سودانى.. ويبدو أن إثيوبيا لا تكترث كثيرا لذلك، وهى تحاكى إسرائيل فى رفضها الامتثال للقانون الدولى وإنهاء احتلالها للفلسطينيين، وأن كانت إثيوبيا حاولت إبعاد مجلس الأمن عن الاهتمام بهذه الأزمة.

وهذا يعنى أن تلك الأزمة ليست بسيطة أو عابرة وإنما سيطول أمدها، حتى ولو تم التوصل إلى الاتفاق القانونى الملزم الخاص بملء وتشغيل السد.. وسنحتاج لاستخدام كل ما فى حوزتنا من مصادر القوة لفرض حل يصون حقوقنا المائية ويحمى مصالحنا فى مياه النيل الأزرق، وذلك حسب تداعيات هذه الأزمة.
الجريدة الرسمية