رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم الفضاء الإلكتروني.. النواب ينتفض لحماية المواطنين.. "بدوي" تطبيقات جنسية تدمر أجيالا.. و"رضوان" التعاطف مع المجرمين مثير للدهشة

النائب طارق رضوان
النائب طارق رضوان
جرائم حنين حسام ومودة الأدهم لن تكون الحلقة الأخيرة في التوظيف السيئ والمهين لمواقع التواصل الاجتماعي. بعض المصريين يتفننون في تطويع منصات الفضاء الإلكتروني لاقتراف الجرائم والمخالفات والخروج عن القوانين والأعراف.


جرائم الفضاء الإلكتروني
كانت محكمة الجنايات، قضت بمعاقبة حنين حسام غيابيا بالسجن المشدد 10 سنوات، ومعاقبة مودة الأدهم و3 آخرين بالسجن المشدد 6 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه لكل منهم، لإدانتهم بالاتجار في البشر واستغلال الفتيات والأطفال القصر، عبر تطبيق "تيك توك". وتزامنًا مع هذا الحكم..كانت الشرطة تنهي حياة الخارجين عن القانون أثناء مطاردتهن بعد عرضه بيع السلاح والمخدرات والآثار عبر "فيس بوك".

وبين الواقعتين المذكورتين وقبلهما وبعدهما.. يعمد كثيرون إلى خرق القانون واقتراف الجرائم التي تصل إلى حد الفضائح عبر الفضاء الإلكتروني. أحيانًا يكون الدافع الرغبة في الشهرة والانتشار، وأحيانًا البحث عن المال بأقصر الطرق.

ورغم وجود قوانين معتمدة وتشريعات برلمانية سابقة وأخرى قيد الإعداد، غير أن وتيرة الجرائم والفضائح تمضي بوتيرة متسارعة، بالشكل الذي يمثل ظاهرة خطيرة تستهدف تهديد الأمن القومي وهدم الوعي وكسر الأخلاق والأعراف.

"فيتو" ترصد جرائم وفضائح السوشيال ميديا من جميع جوانبها في سطور الملف التالي

انتفاضة النواب
وحذر عدد من أعضاء مجلس النواب، من انتشار ظاهرة التطبيقات المنافية للآداب العامة والأخلاق، على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تؤدى إلى ارتكاب جرائم مثل قضية حنين حسام ومودة الأدهم، مؤكدين أنها تضر بالمجتمع والأمن القومى للبلاد.

وشدد النواب على ضرورة المواجهة الحاسمة وفرض الرقابة على تلك التطبيقات، وكذلك توعية الشباب بخطورتها، واستغلال طاقة الشباب فى الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية.

تدمر الأجيال
وحذر النائب أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، من انتشار عدد من التطبيقات المنافية للآداب والثقافة المصرية، على مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدا خطورتها على الشباب والأطفال، حيث تستقطب الشباب صغير السن وتؤدى إلى دخوله فى علاقات غير مشروعة بدعوى تكوين علاقات عاطفية.

مضيفًا: فى ظل غياب الوعى لدى الشباب المشترك بخطورة هذه التطبيقات وأهدافها الخبيثة، يشترك فيها العديد من الشباب، لا سيما فى فترة المراهقة، وكثرة الترويج لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة وإعلاناتها الكثيفة عبر اليوتيوب، وكذلك لما تدره تلك التطبيقات من عائد مادى مغرٍ فى حال كثرة المشاهدات.

وطالب رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، بضرورة التعامل الرادع والحاسم من جانب الأجهزة المختصة، تجاه تلك الظاهرة التى تهدد الشباب، منوها إلى أن البرلمان أقر عدة تشريعات من قبل من شأنها الحد من جرائم الإنترنت وتقنين الاستخدام، مثل قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية وقانون حماية البيانات الشخصية.

ويستعد حاليا لمناقشة مشروع قانون التجارة الإلكترونية، وهو الأمر الذى من شأنه مساعدة الحكومة فى تنظيم استخدام الإنترنت، مضيفا، كما أنه من الدستور يلزم الدولة بالحفاظ على الآداب العامة بالمجتمع، وبالتالى على الحكومة مواجهة تلك الظاهرة بكل حسم، من خلال ضبط كل من تسول له نفسه بنشر تلك المقاطع أو إساءة استخدام التكنولوجيا والإنترنت.

التيك توك
وطالبت النائبة ولاء التمامى، بدراسة الآثار السلبية لتطبيق "التيك توك" ومحاولة وضع حلول لتجنبها ودراسة دور وزارة الاتصالات فى الرقابة مع الجهات المختصة لفحص المحتوى، مضيفة: تطبيقات السوشيال ميديا مثل التيك توك أصبحت لها شعبية هائلة فى العالم كله خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، خاصة لدى فئة الشباب وصغار السن.

كما إنها أظهرت بعض السلبيات التى تهدد الحياة والأخلاق والمعايير الإنسانية لدى المواطنين، وظهرت آثار نفسية خطيرة لها، ليس على حياة المستخدمين فقط، وإنما تؤثر على المجتمع كله، مثل: "حب العزلة"، حيث يميل مستخدموه إلى العزلة الاجتماعية لدرجة أنهم لا يستطيعون الاهتمام بالعلاقات التى يحيطون بها، ويفضلون الشاشة على تلك العلاقات.

وطالبت التمامى، بسرعة دراسة تلك الآثار السلبية والعمل على تجنبها حرصًا على القيم والمبادئ الأخلاقية التى تربينا عليها.

ودعت عضو مجلس النواب، إلى التوعية لخطورة تلك التطبيقات، ومواجهة انتشار التطبيقات التي تنشر الفيديوهات، حفاظا على الذوق العام والتقاليد والعادات المصرية.

حماية الشباب
وطالب النائب محمد عبد الله زين الدين، بضرورة أن يكون هناك خطة قوية ومكتملة لمنع وقوع الشباب فريسة للأفكار المتطرفة والمنحرفة، عبر تلك التطبيقات التى تروج للأعمال الإباحية والمخدرات والإدمان، مضيفا: لا شك أن مثل هذه التطبيقات موجهة لتدمير شبابنا وأطفالنا.

وبالتالى القضاء على ثروة مصر الحقيقية، الأمر الذى يتطلب المواجهة الحاسمة لوقف انتشار تلك التطبيقات ذات الأغراض الخبيثة، مؤكدا أن الظاهرة تمس الأمن القومى للبلاد، نظرا لخطورتها على الأجيال الجديدة بالبلاد.

وتابع النائب محمد عبد الله زين، على جميع مؤسسات الدولة التنسيق مع بعضها لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة، لا سيما أنها أصبحت تهدد كل بيت فى مصر.

التعاطف مع المجرمين
وانتقد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، فكرة التعاطف من جانب البعض تجاه قضية حنين حسام التى تم الحكم عليها من جانب القضاء بسبب ما قامت به من أعمال مخالفة عبر تطبيق التيك توك، مشددا على ضرورة التعامل بحسم مع مثل تلك الحالات حتى يكون هناك رادعا قويا لهذه الظاهرة.

ودعا رضوان، المتعاطفين مع حنين حسام، أو الرافضين لمعاقبتها بالقانون، إلى معرفة جميع تفاصيل الاتهامات الموجهة إليها، وفى مقدمتها دعوتها لفتيات لغرف مغلقة مقابل الحصول على الدولارات واستغلالها أزمة كورونا لاستقطاب الفتيات وارتفاع عدد متابعيها واتهامها بالإتجار فى البشر والتحريض على الدعارة.

ودعوة الفتيات البالغات والقصر ليعملن كمذيعات بالتطبيق واستغلال الفتيات بزعم توفير عمل لهن وقيامها بإنشاء محادثات مرئية خلال فترة العزل المنزلى بسبب كورونا.

وشدد رئيس لجنة حقوق الإنسان، على أهمية المواجهة الحاسمة لهذه الظاهرة عبر القانون، وهو التزام على الدولة بحماية شبابها والأخلاق والعادات وكذلك حقوق الإنسان. متابعا بأن احترام الذوق العام والأخلاق والعادات والتقاليد هى من حقوق الإنسان الواجب مراعاتها.

وقال النائب أسامة عبد العاطى، عضو مجلس النواب، إن خطورة هذه التطبيقات، أنها لا تتوقف عند سن معين أو فترة زمنية أو عدد وفئة محددة، وإنما تضر بكافة الشباب والأطفال، فى ظل انتشار التكنولوجيا وسهولة تنزيل تلك التطبيقات على الهواتف المحمولة فى يد جميع الشباب الآن، مشيرا إلى أن تلك الظاهرة تهدد الأجيال الجديدة، وهو ما يضر بالأمن القومى للبلاد.

وأوضح عبد العاطى: كما أن تلك التطبيقات تروج لدى الشباب فكرة الربح السريع بدون عناء وتعليم وجهد، بل تفتح أمامهم باب الثراء السريع عبر نشر مقاطع تافهة ليس لها قيمة أو الفيديوهات غير الأخلاقية، وهى أمور تمثل خطرا كبيرا على المجتمع والدولة المصرية.

وطالب بتشديد الرقابة على تلك التطبيقات والتوعية بخطورتها حتى يتم لفظها مجتمعيا، بالإضافة إلى استغلال طاقة الشباب فى الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية.

تطبيقات خطرة
وقالت النائبة مها عبد الناصر، عضو لجنة الاتصالات وتكتولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن مواجهة خطر بعض تطبيقات التواصل الاجتماعى، على الشباب والأطفال، لن يتم سوى بالتوعية داخل الأسرة والمجتمع، مشيرة إلى استحالة منع تلك التطبيقات أو وقفها داخل مصر، حيث حال حجبها سيتم البحث عن هذه التطبيقات عبر برامج تكنولوجية وهو ما سيؤدى إلى استمرار انتشارها، مؤكدة.

وتابعت عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، لا سبيل لمواجهة تلك التطبيقات سوى التوعية من جانب الدولة والأسرة.
وطالبت بإطلاق حملة تنوير وتوعية لهذه الظواهر السلبية.

نقلًا عن العدد الورقي..
الجريدة الرسمية